مدينة تدمر تنفض غبار الحرب

شام إف إم - مواقع
منذ اندلاع الأزمة السورية، والمناطق الأثرية في سوريا تتعرض لعمليات نهب وتدمير واسعة النطاق، إضافةً إلى تهجير السكان الأصليين من أماكنهم ومسقط رأسهم، وعلى رأس تلك المناطق مدينة تدمر تلك المدينة الأثريَّة ذات الأهمية التاريخية الكبيرة، والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث.
تعرضت المدينة خلال سنوات الحرب لكل أعمال العنف وسرقة الآثار التي يرجع عمرها إلى آلاف السنوات والتي تدل على حضارة سوريا، حيث سيطر تنظيم داعش على المدينة عام 2015، ومنذ ذلك الحين أصبحت المدينة موقعاً لحربٍ مستمرَّة بين داعش والجيش السوري، وقد أدَّت الحربُ وأفعال أعضاء التنظيم إلى تخريب أو هدم عددٍ كبير من المباني والقطع الأثرية الثمينة في تدمر.
والآن وتمهيداً لعودة أهالي مدينة تدمر المهجّرين بفعل الإرهاب إلى مدينتهم بعد تحريرها من قبل الجيش العربي السوري وعودة الخدمات الأساسية إليها عملت محافظة حمص على توفير حافلات لنقل الأهالي من مدينة حمص إلى تدمر ليتفقدوا منازلهم، وذلك بعد ترميمها جراء الأضرار التي لحقت بها بفعل الأعمال الإرهابية.
آلاف الأهالي تفقدوا منازلهم وممتلكاتهم في وقت سابق وبدؤوا عمليات ترميمها منذ فترة تمهيداً للعودة بعد انتهاء العام الدراسي وعطلة العيد وتوافر الخدمات من مياه وكهرباء وخدمات صحية واتصالات ووسائل نقل وغيرها.
وأكد عضو المكتب التنفيذي في مجلس مدينة تدمر حسين المحمود في تصريحٍ له، أن "الدوائر الخدمية في المدينة مستمرة بتأمين الخدمات الأساسية التي تضررت نتيجة اعتداءات الإرهابيين وذلك تحضيراً لعودة جميع الأهالي إلى المدينة"، مشيراً إلى أن مجلس المدينة سيعمل على تقديم التعويضات اللازمة للأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين فضلاً عن جاهزية عدد من الهيئات والمنظمات للقيام بأعمال الترميمات المطلوبة لتلك المنازل.
وتم تخصيص حافلات تنطلق يومياً منذ الساعة السابعة صباحاً من كل يوم من أمام مبنى محافظة حمص بشكل دوري وتستمر بالعودة من تدمر حتى الساعة الرابعة بعد الظهر لمن يرغب بالعودة.
مهما حاولت أيدي الإرهاب البغيض أن تمتد وتتسع فلا بد من يوم يأتي ليتم اقتصاصها من جذورها فيعم الأمن والسلام الأرجاء، وتعود الحياة كما كانت من قبل، فلن تهز جرائم الإرهاب الأسود ثقة الشعب السوري في قدرة الجيش علي تحقيق النصر النهائي في حربه ضد جماعات الإرهاب التي نجح في إسقاطها، فكان النصر حليفاً لا جدال فيه ولا مراء.