مذكرة تفاهم بين روسيا وتركيا حول سورية.. وهذه تفاصيلها

مذكرة تفاهم بين روسيا وتركيا حول سورية.. وهذه تفاصيلها

شام إف إم

توصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان مساء الثلاثاء إلى مذكرة تفاهم حول سورية وذلك بعد اجتماع دام لساعات في سوتشي الروسية.

وتلا وزير الخارجية الروسي نص المذكرة، وشملت عشرة بنود أكدت التزام الجانبين بوحدة وسيادة سوريا وضمان الأمن القومي لتركيا، وأشارت إلى عمل مشترك لمواجهة النزعات الانفصالية في المنطقة ومواجهة الإرهاب كما شددت على أهمية «اتفاق أضنة» وأن موسكو سوف تكون الضامن الأساسي لتطبيقه.

كما نصت المذكرة أنه اعتباراً من الساعة الـ12:00 ظهراً يوم 23 تشرين الأول ستدخل الشرطة العسكرية الروسية ووحدات من الجيش إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية خارج "منطقة عمليات العدوان التركي الممتدة بين تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم" بغية تسهيل إخراج عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية وينبغي الانتهاء من ذلك خلال 150 ساعة.

وبعد ذلك ستبدأ روسيا وتركيا بتسيير دوريات مشتركة غرب وشرق منطقة العدوان التركي بعمق 10 كلم داخل الأراضي السورية باستثناء مدينة القامشلي.

في حين علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة له عبر «تويتر» أنه "أخبار جيدة يبدو أنها تحدث بالنسبة لتركيا وسوريا والشرق الأوسط" وفق تعبيره.

بدوره أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس عن انسحاب القوات الكردية من «المنطقة الآمنة» في سوريا، مشيراً إلى أن المحادثات مع تركيا حول وقف دائم لإطلاق النار في سوريا مستمرة وفق قوله.

وقال بينس في تصريح صحفي "تلقينا اليوم رسالة من قائد قوات وحدات حماية الشعب الكردية مفادها أن جميع قواتهم العسكرية انسحبت بالكامل من المنطقة الآمنة التي تريد تركيا إقامتها في شمال سوريا والمناقشات مستمرة".

من جهتها قالت ما تسمى بـ «الإدارة الذاتية» إنها على علم ببنود الاتفاق الروسي التركي وتجري مناقشات حوله، وقال المتحدث الرسمي باسم العلاقات الخارجية في «الإدارة الذاتية» كمال عاكف في تصريح لوكالة «هاوار» الكردية "بالنسبة للبنود والنتائج التي تم الإعلان عنها نتيجة اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي والتركي في سوتشي مع انتهاء مهلة وقف إطلاق النار في شمال وشرق سوريا تقوم إدارتنا بمتابعتها ومناقشتها وتقييمها وستعلن عن موقفها من هذا الاتفاق في وقت قريب" على حد قوله.

إلى ذلك كشف المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري عن ارتكاب مجموعات مسلحة سورية تقودها أنقرة جرائم حرب في غزوها الأخير لشمال شرقي سوريا.

وأوضح جيفري خلال جلسة استماع أمام الكونغرس نقلتها شبكة NPR الأميركية "يمكننا التأكيد على حدوث جريمة حرب على الأقل حتى الآن"، مؤكداً أنه تم الحصول على فيديوهات وصور تتحدث عن جرائم حرب محتملة حدثت على أيدي القوات التركية والميليشيات المتشددة المدعومة من تركيا.

وزعم المبعوث الأميركي أنه تم طلب توضيحات من الجانب التركي عن هذه الجرائم التى ترقى إلى جرائم حرب، مشيراً إلى أن العدوان تسبب بفرار العشرات من مقاتلي تنظيم "داعش"

وفي هذا السياق أوضح وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر أن القوات الأميركية التي تنسحب على مراحل من سوريا وستتمركز مؤقتاً في العراق قبل العودة الى الولايات المتحدة.

وأضاف في تصريح لشبكة «سي أن أن» إن "المرحلة الأولى شملت المنطقة التي اجتاحتها القوات التركية خلال هجومها على المقاتلين الأكراد شمال سوريا ونحن اليوم في المرحلة الثانية مرحلة الممر الشمالي الشرقي وستكون لدينا لاحقاً مرحلة أخرى تنسحب خلالها كل القوات وستتموضع مؤقتاً في العراق قبل إعادتها الى الوطن" بحسب تعبيره.

ورداً على سؤال حول كلام للرئيس دونالد ترامب تطرق فيه إلى إبقاء عدد قليل من الجنود الأميركيين لحماية الحقول النفطية السورية قال اسبر إن "هذه النقطة لا تزال قيد المناقشة"، مضيفاً "الرئيس لم يوافق بعد على هذه المسألة ويتعين علي أن أقدم له خيارات".

إلى ذلك انسحب 40 جندياً من قوات الاحتلال الأمريكية والفرنسية والبريطانية عبر طائرة شحن عسكرية من مطار رحيبة (روباريا) غير الشرعي بريف المالكية إلى العراق.

وكانت وزارة الدفاع التركية قالت إنها "لا حاجة لاستئناف العملية العسكرية في سورية بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار"، مضيفةً في بيان لها إن "الولايات المتحدة أبلغت تركيا في المرحلة النهائية من المهلة الممتدة 120 ساعة بانسحاب مسلحي قسد من المنطقة التي تم تحديدها بموجب الاتفاق التركي الأمريكي حول وقف إطلاق النار".

فيما نقلت وكالة «تاس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قوله أكراد سوريا سيكونون فريسة للجيش التركي إذا لم ينسحبوا من منطقة الحدود، مضيفاً أن "الولايات المتحدة خانت أكراد سوريا ويبدو أن واشنطن تشجع الأكراد على البقاء قرب حدود تركيا والاشتباك مع الجيش التركي".

بدوره قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن "منابع وحقول النفط في شمال شرق سوريا يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة السورية"، مضيفاً خلال تصريحات صحفية الأربعاء أن موسكو تأمل في أن يقدم المقاتلون الأكراد ضمانات للخروج من منطقة الحدود التركية السورية.

في ذات السياق أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن موسكو لا ترى جدوى من إقامة ما أسماها «منطقة آمنة» تحت إشراف دولي شمال شرقي سوريا.

وخلال مقابلة مع وكالة «نوفوستي» علق فيرشينين على مبادرة ألمانية، بشأن إقامة منطقة آمنة على الحدود بين سوريا وتركيا تحت إشراف حلف الناتو، قائلاً: "من وجهة نظرنا ما حدث في سوتشي يعتبر حلا للمشكلة"، مشيراً إلى أن الاتفاق بين موسكو وأنقرة أعاد انتشار حرس الحدود السوري إلى معظم أجزاء الحدود السورية التركية وأضاف أن هذا الاتفاق لا يقضي بوجود القوات التركية في مدينتي منبح وعفرين بريف حلب.

في سياق منفصل، طالب نائب وزير الخارجية الروسي واشنطن بإنهاء وجودها العسكري في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية منوهاً إلى أن هذه المنطقة التي يبلغ قطرها 55 كلم تمثل جزءاً من الأراضي السورية وتتواجد فيها القوات الأمريكية بطريقة غير شرعية وأضاف أن انتشار العسكريين الأمريكيين هناك يقطع الطريق الرابط بين العراق وسوريا.

من جهتها قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن "الاتفاق الروسي التركي بمثابة خطوة إيجابية لإعادة الاستقرار وإنهاء النزاع شمال سوريا"، وأضافت الخارجية الإيرانية في بيان لها "نأمل أن يسهم الاتفاق بين روسيا وتركيا في رفع مخاوف تركيا الأمنية من جهة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتعزيز السيادة الوطنية من جهة أخرى".

وفي سياق منفصل، دعا السيناتور الأمريكي عن الحزب الجمهوري راند بول إلى دخول الولايات المتحدة في حوار مع الرئيس بشار الأسد، وقال بول خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ "يجب أن ننظر إلى الأمور بشكل واقعي" مضيفاً "أعتقد أن الأسد سيبقى ولا يمكن تحقيق السلام إلا بعد بدء الحوار معه وعلى الإدارة الأمريكية أن تكون منفتحة على مختلف الإمكانيات فيما يخص الأسد والمفاوضات معه.

وفي ذات السياق وخلال جلسة الاجتماع أكد المبعوث الأمريكي لسوريا جيمس جيفري أن الموقف الأمريكي يتمثل في رفض الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى لإسقاطه وفق وصفه.

ميدانياً:

قالت وسائل إعلامية إن "الشرطة العسكرية الروسية بدأت تسيير دورياتها شمال شرق مدينة منبج في ريف حلب"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان وصول الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا وفقاً للاتفاق الروسي التركي وبينت الوزارة أن الجيش السوري يعتزم إنشاء 15 نقطة مراقبة على طول الحدود مع تركيا. 

في سياقه أفاد مراسل «شام إف إم» في المنطقة الشرقية بانتشار وحدات الجيش في قرية «بئر الخفسة» الواقعة غرب بلدة «تل تمر» بحوالي ٦٠ وعلى الطريق الدولية الرابط بين محافظتي الحسكة – حلب.

وكان الجيش وسع انتشاره بريف تل تمر الجنوبي الغربي في محافظة الحسكة ودخل قرى "الكوزلية- المحل- شويش- النوفلية- البدران- الحزام- صوكهفة- المراطي والضبيب".

إلى ذلك أكدت الأمم المتحدة أن العدوان التركي على الأراضي السورية تسبب بنزوح نحو 180 ألف مدني بينهم 80 ألف طفل ووقوع أضرار مادية كبيرة في البنى التحتية والمرافق الخدمية وتدمير عدد من المرافق المهمة كمحطات المياه والكهرباء التي تخدم مئات الآلاف من المدنيين.