مرقص اسباني على اسم مكة وصورة مسجد

شام نيوز- خاص
بين الفينة والأخرى تفاجئنا قرائح العنصريين في أوربا بتقليعة جديدة تسخر بمعتقدات ربع البشرية، وتتخذ من عقائدهم ورموزهم مادة للسخرية. فبعد قرار إحدى دور النشر الدانماركية إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم في كتاب مستقل على الرغم من الضجة الدولية المثارة حول الموضوع، وتواتر الأخبار عن خطة دعا لها بعض القساوسة اليمينيين في أمريكا لحرق المصحف الشريف في ذكرى تفجيرات 11 ايلول، وهو ما أثار احتجاجات شملت رجال الدين المسيحيين السوريين.. هاهي السلطات الاسبانية تدير ظهرها للاحتجاجات السلمية التي انطلقت في عدة مدن اسبانية تنديداً بافتتاح ملهى ليلي يتخذ اسم أقدس مكان عند المسلمين وهو مكة المكرمة ونمط عمارة المسجد والقبة والمأذنة، في استفزاز صريح لمشاعر مئات الآلاف من المسليمن الأسبان ومئات الملايين من المسلمين حول العالم.
المرقص من الخارج
وقد كان أول من شعر بالاستفزاز من "مرقص مكة" مهاجر مغربي طلب وظيفة بالشركة المالكة للملهى قبل افتتاحه في 18 يوليو (تموز) الماضي، وحين وصل في أول يوم عمل ووجد بأن اسمه هو كاسم العاصمة المقدسة للمسلمين وشكله من الخارج والداخل كالجامع تماما استقال في الحال.
ثم قام العامل المغربي وأخبر مهاجرين مثله في البلدة، ومنها علمت جمعيات للمسلمين في إسبانيا بالمرقص، فجاء الاستياء من محمد حامد علي، وهو رئيس "الاتحاد الإسباني للجمعيات الدينية الإسلامية" المعروف اختصارا باسم "فيري" في إسبانيا، والذي أصدر بيانا شرح فيه أهمية مكة للمسلمين وقداستها كمركز أول بيت وضع للناس، ثم احتج من استخدام الاسم على مرقص، من دون أن يتطرق في بيانه إلى التصميم الهندسي للمرقص الذي لم يقفل في أي يوم من شهري تموز وآب الماضيين، ولو للراحة، حيث ارتاده في هذين الشهرين أكثر من 130 ألفا رقصوا فيه حتى الفجر كل يوم.
المرقص أثناء عمليات البناء
وقد انضم للمحتجين محام إسباني اسمه أنطونيو غارثيا بيتيتي، ومعروف بأنه عضو مؤسس لما يسمونه "لجنة التحكيم الإسلامي والممارسات الجيدة" لكن ضجيج الموسيقى المتصاعدة كل مساء من "مأذنة" الملهى الليلي غلب على ما ورد في بيان أصدره ولم تنشر فقرات منه سوى وسائل إعلام إسبانية قليلة، معظمها في مقاطعة مورسيا الواقعة بالجنوب الشرقي لإسبانيا حيث يقيم في عاصمتها وجوارها أكثر من 120 ألف مهاجر عربي، معظمهم من المغاربة.
واحتج غارثيا في بيانه على اسم المرقص بشكل خاص، فذكر أنه بالإمكان إطلاق اسم مكة على شيء مهم يشع بالتأثيرات الإيجابية، كعمل فني أو أدبي ضخم، كالقول "مكة السينما" عن هوليوود أو حتى "مكة الجاز" يشير إلى مكان يجري فيه عزف موسيقى الجاز إذا ما كانت راقية وتوحي بمعنى يرتبط بموحيات مهمة "أما إطلاق اسم مكة على مرقص، وهو ما لم نفهم القصد منه تماما، فهو غير مناسب وغير موفق".
لوغو المرقص
ويرى مراقبون أن تسمية المرقص الاسباني على اسم اقدس أماكن المسلمين، وحرق المصحف في ذكرى 11 أيلول وإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول (ص) لا تفسر بردود الفعل على تفجيرات نيويورك في 11 أيلول، كما تحاول بعض المنابر الاعلامية أن تقول، بل هي ظاهرة بدأت مع نشر رواية سلمان رشدي "آيات شيطانية" التي لقيت ترحيباً من أعلى المستويات السياسية البريطانية حينها بدعوى حرية التعبير.
منارة المرقص التي تشبه المأذنة