مزمار الصين يطرب السوريين

ساهرة صالح.sham news
إذا أردنا أن نعرف ماذا في الصين فعلينا بزيارة الأسواق السورية,ربما هي مبالغة ولكن الواقع يقول عكس ذلك.
فتناول الموضوع من زاوية إغراق السوق السورية بالبضائع الصينية عنوان بات مستهلك أكثر من استهلاك المواطن السوري للمنتجات الصينية نفسها.
وأصوات الصناعيين السورين علت كثيراً, وعنونت صفحات أهمّ الجرائد المحليّةو المواقع الالكترونية..ولكن من يقرأ ومن يسمع ؟؟؟
فمن المؤكد أن الصين تركت أثراً واضحاً على اقتصاديات دول كبرى وعلى رأسها أميركا.
أوليس من الطبيعي أن يكون اقتصادنا السوري واحداً منها.؟
فبضائع الصين تنوعت و لتحمل معها همّ الفقير و شجونه, وتغطي كافة احتياجاته .
السيد أحمد الدركزلي صاحب محل لوازم منزلية في منطقة الشعلان يقول:
(( أسباب الغزو الصيني لأسواقنا إذا صحّ التعبير,له عدة أسباب,أهمّها تنّوع البضاعة الصينية بالاضافة إلى رخص ثمنها,بغض النظر طبعاً عن جودتها, فالتجار السوريين يستوردون البضائع الستوك,و برأيهم هذا ما تقتضيه الحاجة في السوق السورية كونه 90 %من الشعب هو من الطبقة الوسطى و أقل.مع العلم بأن الصين تمتلك من البضائع ذات الجودة العالية ما ينافس البضائع الأوربيّة ))
بينما كان للسيد هوان جي جنغ صاحب محل بضاعة صينية في منطقة الجسر الأبيض رأياً أخر
إذ قال:
((المحال الصينية المنتشرة في سوريا لا تشبه بعضها من ناحية الجودة فمنها من طغى عليه الhight quality ومنها ما هو شعبي جداً ,و هناك أيضا الوسط و بهذا يكون المنتج الصيني قد أغرق السوق السورية و العالمية و هذه النتيجة (برأيه) عادلة و طبيعية بعد الجهد الذي تبذله اليد العاملة في الصين و التي تعمل 24 ساعة في اليوم))
وعندما سألناه عن سبب مجيئه إلى سوريا قال:
((في الصين زحمة شديدة والمحلات فوق بعضها .أما هنا فالأمور ميسرة والحمد لله ,و لكن من المشاكل التي تواجهني هم الصينيون أنفسهم الذي يبيعون على البسطات لأنهم يكسرون أسعارنا))
فاتجهنا مباشرةً من عند السيد هوان جي جنغ بحثاً عن الباعة الصينيين الجوالين.فكان لقائنا مع من أطلق على نفسه اسم عمر بن عبد الله وهو شاب بأول العقد الثاني من عمره و كان يركض حاملاً.
بضاعته هرباً من الشرطة.مما اضطرنا للركض معه, و عندما أصبحنا في أمان سألناه عن سبب وجوده في سوريا فقال :
((أنا هنا في سوريا من أجل الدراسة و العمل معاً, أدرس اللغة العربية و علوم الشريعة, و ممكن أن أعمل بتعليم اللغة الصينية أو ترجمتها . والآن بما أننا في العطلة الصيفية فانا أعمل ببيع أشياء مختلفة حسب ما يتوفر لي ,و أغلب الباعة الجوالين أمثالي هم أيضا هنا من أجل الدراسة و العمل معاً بسبب الازدحام عندنا في الصين .))
وسألناه إن كانت بضاعته تجد رواجاً عند السوريين فقال:
((طبعاً فهي رخيصة جدا ًو متنوعة و الزبون السوري جيد و لطيف و لكنه يفاصل كثيراً))
أسبابهم كثيرة للتواجد مع بضاعتهم في بلدنا. والأبرز منها حسب قولهم الضغط السكاني الكبير في الصين مع احتياج أسواقنا لبضائعهم ...
و المعروف دوما عن سوريا حسن ضيافتها و استيعابها لكل الجنسيات ...
و لكن السؤال هو هل فعلاً نحن بحاجة الخبرة الصينية كوننا شعب لا يعمل دقيقة واحدة بعد انتهاء دوامه الرسمي .؟؟
و بما أن جمهورية الصين الشعبية أعلنت أن عهد البضائع الشعبية سوف يولى إلى غير رجعة ...أين سيتجه تجارنا حاملين في قلوبهم هم الفقير و نقوده ؟؟!!!!
و هل سيبقى ضيوفنا الصينيون الأكارم في بلدنا أم أنهم سيرحلون و يتركوننا للبضائع الغربية التي لا طاقة لنا بها..؟؟
أم أننا يجب أن نتفاءل و نقرأ ما طبع على كنزه صديقنا القادم من بعيد (عمر )
IS your cup half Empty OR half full…?