مسؤولون أتراك: تركيا غير مستعدة لمطالبة الأسد بالتنحي

أعلن مسؤولون أتراك أن تركيا غير مستعدة حتى الآن للدعوة إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لكنها تطالب مجدداً بوقف القمع الدامي "فوراً" في سورية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "ا ف ب".
وجاء ذلك بعد يوم واحد من تصاعد الضغوط الأمريكية والأوروبية حيث طالبت واشنطن وعدد من الدول الأوروبية الرئيس الأسد بالتخلي عن السلطة، من جهتها اعترضت روسيا على هذه الدعوات، مشيرة إلى أن الأسد يحتاج وقتاً لتنفيذ إصلاحات.
وفي أول رد فعل رسمي من دمشق، قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في وزارة الإعلام السورية ريم حداد إن هذه الدعوة ستؤدي إلى "تأجيج العنف" في سورية، وأضافت "إن ذلك يؤكد أن سورية مستهدفة من جديد".
وتشهد سورية منذ منتصف آذار احتجاجات غير المسبوقة للمطالبة بالحرية والمزيد من الإصلاحات السياسية سقط خلالها مئات الشهداء من المدنيين والعسكريين، وتتهم المنظمات الحقوقية الأمن بإطلاق النار المتظاهرين بينما تؤكد السلطات الرسمية أن عصابات مسلحة تستغل التظاهرات لتطلق النار على المدنيين ورجال الأمن.
من جهته أكّد السفير التركي في لبنان أنان أوزيلديز أن "سياسة تركيا لم تتغير تجاه سوريا، وأن الثقة المتبادلة بين البلدين الجارين لا تزال موجودة"، لافتاً إلى أن "تركيا كانت ولا تزال حريصة على الاستقرار في سوريا".
أوزيلديز، وخلال إستقباله وفداً من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في مكتبه في السفارة، أوضح أن "تركيا تدعم برنامج الاصلاح الداخلي الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد ولكنها تشجع على الاسراع في تطبيقه في أقرب وقت قطعاً للطريق على كل التدخلات الخارجية في شؤون سوريا الداخلية والتي تخضع لأجندات مختلفة لا تصب في مصلحة سوريا بل في خدمة مصالح دولها"، وأشار إلى أن "ما يشاع حول تباعد تركي سوري هو غير صحيح بل على العكس فإن هناك تواصل تركي مباشر ومستمر مع الأصدقاء السوريين حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وزيارات المسؤولين الأتراك لسوريا لم تتوقف والعكس صحيح".
وقال أوزيلديز إن "تركيا لا يمكن أن تكون جزءًا من أي مؤامرة خارجية تحاك ضد سوريا ولا يمكن لتركيا أن تتخلى عن سوريا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وهي ستستمر في مساعيها حتى تستعيد سوريا أمنها واستقرارها وعافيتها".
في نهاية الاجتماع، حمّل الوفد السفير التركي مذكّرةً موجّهة من الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تتناول رؤية الأحزاب من مختلف التطورات في المنطقة وفي سوريا على وجه الخصوص.