مساكن عمال إسمنت طرطوس مهددة بالسقوط.. والخدمات مرهونة بالعلاقات!!

قامت شركة معمل الاسمنت في محافظة طرطوس بشراء المدينة السكنية التابعة لها من جمعية الشاطئ الأخضر التعاونية للسياحة والاصطياف بموجب عقد بالتراضي بينهما بتاريخ 24/12/1981 وتم نقل ملكية العقارات المبنية عليها إلى ملكية الشركة وسجلت باسمها. وعند صدور المرسوم التشريعي رقم /46/ لعام 2002 تم تشكيل لجنة بموجب قرار السيد رئيس مجلس الوزراء لإعداد المسح الاجتماعي بمحافظة طرطوس وبيان وضع المدينة السكنية فبينت اللجنة بمحضرها في 14/1/2003 أنه لا يوجد مسكن عمالي على مستوى المحافظة بل سكن وظيفي ولكن المشكلة ليست في تمليك هذه المساكن لشاغليها أو لا... بل في تعرض تلك المساكن للانهيار حيث أكدت لجنة السلامة العامة في تقريرها أن المساكن معرضة للإنهيار في أي وقت وهذا ما شاهدناه على أرض الواقع في العديد من المساكن والسكان في حالة شكوى دائمة من التشققات الحاصلة في منازلهم وخوفهم المستمر من سقوط السقف على رؤوسهم خاصة وأن حادثة مشابهة قد وقعت في إحدى المنازل والساكنون خارجه لحسن حظهم حيث يؤكد العمال الشاغلون لهذه المساكن أن الوضع في تلك البيوت بات سيئاً للغاية ولكنهم لا يستطيعون الخروج منها على سوء حالها لأنهم لا يملكون بديلاً عنها لذلك فقد ناشدوا الإدارة بضرورة الإسراع لإيجاد حلول لتلك المشكلة التي يعانون منها
واقع خدمي سيء
علاوة على ذلك يعاني السكان من قلة الخدمات فالطرق جداً سيئة فهي غير معبدة ومليئة بالحفر نتيجة أعمال الحفر الدائمة التي تصل إلى أربع أو خمس مرات في العام للصرف الصحي ما يسبب في كثير من الأحيان تجمع الأتربة وإغلاق الصرف الصحي ضمن منازلهم إضافة إلى عدم وجود طريق واضح المعالم أو أرصفة رغم الطلبات العديدة التي رفعت من قبل أصحاب السرافيس إلى العديد من الجهات المعنية حسب قولهم حيث يؤكد السيد محمد حمدان (سائق سرفيس) أنه وزملاؤه تقدموا بطلبات عدة مرات لتحسين وضع الطرقات في المنطقة المذكورة دون أي جواب ما اضطره إلى تغيير خط السرفيس الذي يعمل عليه تفادياً لحدوث أعطال كثيرة جراء الطرقات السيئة
كما تشتكي معظم العائلات من ضيق المساكن التي يشغلونها فيقول العامل علي بدور أحد شاغلي الشقق في تلك المساكن أن توزيع الشقق لا يتناسب مع عدد أفراد الأسرة وهذا خاضع برأيه للعلاقات الشخصية فمن لديه علاقة مع مدير السكن يحصل على شقة جيدة ومن لا لا يعرفه يحصل على شقة أشبه بخم الدجاجات( على حد قوله).
من جهة أخرى يؤكد العامل عبد الكريم حسين إن المنطقة غير مخدمة نهائياً رغم أنها مخصصة للاستثمار السياحي في بادئ الأمر فأي استثمار سياحي سيكون في منطقة تسير المياه المالحة ومياه الصرف الصحي في شوارعها إضافة إلى خطوط الهاتف والكهرباء التي تشبه شبكة العنكبوت.
لكن ورغم هذه الهموم الكثيرة والملحة يبقى استملاك المنازل همهم الأول وخاصة ان الحصول على منزل أصبح من الأحلام البعيدة التحقيق في ظل ارتفاع أسعار العقارات في محافظة طرطوس
لكن الإدارة تؤكد إن الواقع السكني سيء والترميم البسيط غير كافٍ لحل المشكلة وعملية الترميم يجب أن تكون جذرية وخاصة لسقوف المنازل حيث تتطلب إخلاء السكان من بيوتهم وهذا لا يمكن في الوقت الحالي حيث يرفض العمال وأسرهم الخروج من بيوتهم دون وجود بديل بحجة أنهم لا ينلكون أماكن أخرى يلجأون إليها.
طرطوس ـ شام نيوز ـ سامي زرقة