مسلحون ليبيون يقتحمون مقر المؤتمر الوطني العام في طرابلس

 

استمرارا لحالة الفوضى وغموض الاحداث التي تشهدها ليبيا جراء الصراع الميليشياوي والقبلي المتفاقم فيها نفى رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي نوري بو سهمين تعرضه وسبعة آخرين من أعضاء المؤتمر للاختطاف بعد ساعات من اعلان اختطافهم واقتيادهم الى مكان مجهول بعد اقتحام مسلحين لمقر المؤتمر اثر تطور جديد لحالة الفوضى المستشرية في ليبيا منذ العام /2011/ في وقت تصاعدت فيه الاشتباكات العسكرية واصوات الانفجارات من اسلحة ثقيلة في العاصمة الليبية طرابلس مترافقة مع ازيز طائرات تجوب سماءها .

ونقلت صحيفة ليبيا المستقبل عن بو سهيمن قوله معلقا على الأحداث التي تشهدها مدينتا طرابلس وبنغازي إنها //محاولة للقفز على الشرعية بطريقة /غير حضارية/ وغير ديمقراطية//.

وكانت مصادر إخبارية ليبية تحدثت في وقت سابق عن اختطاف مسلحين لكل من نوري بوسهمين وسبعة اخرين من أعضاء الموءتمر بعد اقتحامهم لمقر الموءتمر بطرابلس متحدثة عن استعمال عربات مدججة بالسلاح تتبع لما يسمى لواء /القعقاع/ اثناء عملية الاقتحام لمقر الموءتمر.

بينما اكد عضو الموءتمر الليبي سليمان قجم ان المسلحين اقتحموا مقر الموءتمر عصر اليوم دون معرفة الاسباب ما اجبر اعضاءه المجتمعين على الهروب من الابواب الخلفية مشيرا الى وقوع اصابات جراء اطلاق العيارات النارية خلال اقتحام المسلحين للمبنى فيما اشار الى استمرار الاشتباكات بين حراسات الموءتمر والمسلحين بمحيط الموءتمر بمنطقة باب بن غشير.

فيما افادت مصادر اخبارية ليبية بوقوع انفجارات قوية واطلاق عيارات نارية من اسلحة ثقيلة مترافقة مع ازيز طائرات تجوب سماء العاصمة الليبية0

من جانبها ذكرت وكالة الانباء الليبية ان مجموعة مسلحة اقتحمت مقر الموءتمر الوطني العام بعد رفع جلسة الموءتمر وخروج الأعضاء كما تم إغلاق كل الطرق الموءدية إلى مقر الموءتمر من قبل المجموعة المسلحة التي منعت دخول الأعضاء للمقر فيما سمعت أصوات إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في مناطق ابي سليم والهضبة وباب بن غشير وطريق الشط وتم إغلاق العديد من الطرق في طرابلس.

واشارت مصادر اخبارية الى اجلاء النواب من مقر الموءتمر فيما ذكر شهود ان المجموعة المسلحة التي شنت الهجوم تنتمي الى كتائب الزنتان النافذة التي تسيطر على مواقع عدة على طريق المطار في جنوب العاصمة الليبية.

وفي وقت سابق قال شهود ان //قافلة من سيارات مدرعة دخلت طرابلس من طريق المطار واتجهت الى مقر الموءتمر الوطني العام تلى ذلك مواجهات في محيط المكان //.

ويتعرض الموءتمر بشكل مستمر لهجمات يشنها مسلحون كان اخرها في نيسان وقبلها في اذار الماضيين ما اسفر عن اصابة نائبين بالرصاص.

وكانت قوات عسكرية يقودها القائد السابق للقوات البرية اللواء المتقاعد خليفة خفتر شنت هجوما واسعا يوم الجمعة الماضي ضد مقرات ميليشيات مسلحة من اتباع ما يسمى /انصار الشريعة/ في طرابلس الامر الذي اعتبرته السلطات الحاكمة في ليبيا //محاولة انقلابية// جعلت الجيش الليبي النظامي يفرض حظرا للطيران في المدينة امس .

من جهة ثانية عثر في مدينة بنغازي اليوم على جثة منكل بها لمساعد رئيس الاستخبارات العسكرية حمزة المحمودي في منطقة القوارشة بالمدينة بعد تعرضه للاختطاف في وقت سابق. ونقلت صحيفة ليبيا المستقبل عن رئيس التحريات بالقوات الخاصة /الصاعقة/ فضل الحاسي أن المحمودي الذي خطف سابقا في أحداث مديرية الأمن في بنغازي خلال الاشتباكات التي وقعت بين عناصر مديرية امن بنغازي و ما يسمى جماعة /أنصار الشريعة/ في الثاني من آيار الجاري قتل رميا بالرصاص في الرأس وأماكن متفرقة من جسده ونكل به خاطفوه قبل أن يذبحوه.

الصحة الليبية: مقتل 175 وإصابة 191 آخرين في اشتباكات ببنغازي

إلى ذلك أكدت وزارة الصحة الليبية في إحصائية لها أن الاشتباكات التي تدور بين ميليشيات مسلحة في مدينة بنغازي شرق ليبيا منذ يوم الجمعة الماضي أسفرت إلى مقتل 175 واصابة 191 شخصا وفقدان 50 اخرين حتى صباح اليوم.

وأشارت الوزارة إلى أن مشافي المنطقة الشرقية استقبلت جثث 75 قتيلا و 141 مصابا سقطوا خلال الاشتباكات الدائرة في مدينة بنغازي.

من جهتها أشارت الجماعات المسلحة إلى مقتل 100 واصابة 50 بجروح وأسر 40 من افرادها وذلك بحسب ما افادت به مصادر إعلامية تابعة لتلك الجماعات.

إلى ذلك اعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي نوري أبوسهمين أن العسكريين الذين شاركوا في الاشتباكات التي وقعت بمدينة بنغازي "خارجون عن القانون وانقلابيون" على ما سماها ثورة 17 شباط .

ودعا أبوسهمين في بيان بثه التلفزيون الليبي الرسمي مساء أمس وزارة الدفاع وقيادة أركان الجيش إلى الاطلاع بواجبهما والتصدي لمن وصفهم بالانقلابيين "وتوقيفهم وتقديمهم إلى العدالة طبقا للقوانين سارية المفعول".

من جهته اعتبر اللواء خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية في الجيش الليبي الذي يقود حملة عسكرية في بنغازي في بيان مصور بثته قنوات تلفزيونية ليبية ان عملياته "ليست انقلابا ولا سعياً إلى السلطة ولا تعطيلا للمسار الديمقراطي الذي اختاره الليبيون" مشيرا إلى أن ذلك "استجابة لنداء الشعب الليبي والدفاع عن الشعب وصيانة أرواح ضباط وجنود الجيش الليبي التي تزهق كل يوم".

واتهم حفتر "جزءا من السلطة بالتواطؤ مع الإرهاب" معتبرا أن "شرعيته من الشعب وانه يعمل لجعل ليبيا خالية من الإرهاب وايجاد جيش وشرطة تنفذ ارادة الشعب الليبي".

وكان محمد الحجازي المتحدث باسم القوات العسكرية التي يقودها حفتر طلب من سكان أحياء ضواحي بنغازي إخلاء منازلهم أو ملازمتها تحسبا لأي هجوم.

وفي اشارة إلى توسع الاشتباكات أكد سالم النايلي من كتيبة الصاعقة 21 أن قوة تابعة لكتيبة الصاعقة 21 قامت بالتصدي لرتل تابع لتنظيم أنصار الشريعة المتطرف في مدينة بنغازي.

وقال النايلي في تصريح إلى بوابة الوسط إن الرتل كان قادما من شارع السليني في منطقة بوعطني محاولاً الالتفاف للتوجه إلى منطقة بنينا.

وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم الذي نفذته يوم الجمعة وحدات تابعة لحفتر انضم إليه ضباط من مختلف وحدات الجيش في المنطقة الشرقية الذين ضاقوا ذرعا من سلسلة الاغتيالات التي تستهدف العسكريين ورجال الشرطة في المنطقة ولاسيما بمدينة بنغازي.

وقصفت طائرات حربية بعض مواقع جماعات متطرفة مثل أنصار الشريعة وراف السحاتي وكتيبة 17 شباط المتورطين بأعمال العنف بالمدينة.

وكان الجيش الليبي أعلن أمس حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها حتى إشعار آخر ومهددا باسقاط اي طائرة تحلق فوق المنطقة غداة غارات جوية نفذتها قوة جوية تابعة للواء حفتر.

وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي عليها في عام 2011 حالة من الفوضى والفلتان الأمني وعدم الاستقرار نتيجة انتشار الميليشيات المسلحة وانتشار السلاح ما أدى إلى حصول عمليات اغتيال وخطف راح ضحيتها عشرات الليبيين من مدنيين وعسكريين ومسؤولين.