مشاحنات بمجلس الأمن بين المؤيدين والرافضين لإدانة سورية

قال مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن إن الجلسة المغلقة للمجلس شهدت مشاحنات بين الدول الأوروبية من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخرى يوم الجمعة 14/10/2011 بسبب تزايد بواعث القلق تجاه الوضع في سورية والحديث عن إمكانية حدوث حرب أهلية شاملة هناك.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" إن سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أيدوا بيانا أصدرته نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يطالب بحماية دولية للمدنيين في سورية وحذرت من حرب أهلية محتملة، مضيفاً أن المساعي الأوروبية ضد سورية أثارت ردة فعل غاضبة من نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة الكسندر بانكين الذي شكا من أن السفير الفرنسي جيرار ارو يخالف الإجراءات المعتادة بطرح قضايا "ليست على جدول الاجتماع".
ومن جانبه أبلغ السفير الصيني المجلس أن تصريحات بيلاي بشأن سورية لم تكن مطلوبة من قبل مجلس الأمن ولذا فانه لا يجب آخذها في الاعتبار.
وطبقا لما جاء في صفحة البعثة الفرنسية بالأمم المتحدة على تويتر على الانترنت فان السفير الفرنسي جيرار ارو ابلغ المجلس خلال الاجتماع بأنه "يتعين على دعاة عدم اتخاذ إجراء بشأن سورية أن يستخلصوا العبر من احدث التطورات".
وقال دبلوماسيون إن ارو كان يشير إلى روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا وهي الدول الخمس التي تعارض المسعى الغربي لاتخاذ إجراء صارم في المجلس ضد سورية.
واعتبر السفير البرتغالي جوزيه فيليب مورايس كابرال أحد المؤيدين لمشروع القرار الذي لم تتم الموافقة عليه الأسبوع الماضي انه يتعين على المجلس النظر مجدداً في فكرة إدانة دمشق، قائلا "الوضع في سورية يتدهور بشكل سريع.. يجب على المجلس أن يعود إلى فكرة الإدانة".
وأدلى سفيرا بريطانيا وكولومبيا بتصريحات مماثلة رغم أن دبلوماسيين قالوا إن نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة جيفري دي لورينتس لم يتطرق لسورية خلال تصريحاته بالمجلس.
اجتماع للعرب
إلى ذلك قررت الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية يوم الأحد 16 تشرين الأول في مقر الجامعة بالقاهرة لبحث تطور الأحداث في سورية.
وأفادت الأنباء أن دول مجلس التعاون الخليجي، أي "السعودية وعمان وقطر والبحرين والإمارات العربية والكويت، هي من أصرت على عقد الاجتماع الطارئ".
وذكرت بأن الجامعة العربية قد دعت في وقت سابق من هذا الأسبوع السلطات السورية إلى وقف الاشتباكات بين قوى الأمن والمتظاهرين.
وكان مجلس التعاون الخليجي قد أصدر بيانا يوم الخميس دعا فيه إلى اجتماع فوري لأعضاء جامعة الدول العربية لبحث الوضع الإنساني في سورية وبحث سبل وقف العنف وإراقة الدماء.
وصرح نبيل العربي الأمين العام للجامعة أوضح في تصريحات للصحفيين الأربعاء أن هناك مشاورات تجرى بين وزراء الخارجية العرب بشأن عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث الموقف في سورية، إلا أنه قال لم يتلق طلبا حتى الآن من أي دولة عربية لعقد الاجتماع الوزاري موضحاً انه لم يتم أيضاً تحديد موعد معين لعقد مثل هذا الاجتماع.