مشاكل في الكونغرس بسبب البطاطا وسعراتها الحرارية

في إطار مبادرة جديدة تهدف إلى القضاء على البدانة في الولايات المتحدة، تسعى وزارة الزراعة إلى الحد من استهلاك النشويات وحصرها في وجبتين بالأسبوع بفضل برنامج دعم قد تصل كلفته إلى 6.8 مليارات دولار على خمس سنوات، وذلك بسبب كمية البطاطا التي يستهلكها التلاميذ الأميركيون في مقاصف المدارس وما أثارته من جدل سياسي محتدم في واشنطن. وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها بالنسبة إلى الحكومة الفيدرالية التي لم يسبق لها أن فرضت قيودا مماثلة. وقد أثارت هذه المبادرة سخط منتجي البطاطا وممثليهم في العاصمة.
ففي الولايات المتحدة، يعاني طفل من أصل أربعة من البدانة فيما يعاني طفل من أصل ثلاثة من الوزن الزائد. إلى ذلك، يواجه المزارعون تحديات كبيرة بسبب النمو الاقتصادي الضعيف وسوء الأحوال الجوية الذي تعاني منه ولايات عدة. وبحسب المجلس الوطني للبطاطا، تعتبر البطاطا المصدر الأول لعائدات المزارعين وتسجل رقم أعمال سنوي قدره 3.3 مليارات دولار. وشهريا، يستهلك المواطن الأميركي العادي ما معدله 4.5 كيلوغرامات من البطاطا المهروسة والمقلية أو المشوية بالفرن. وأشارت دراسة نشرتها كلية هارفرد للصحة العامة هذه السنة إلى أن البطاطا هي من الأغذية الرئيسية المسؤولة عن زيادة الوزن في السنوات العشرين الأخيرة، وأوصت بالتالي بالحد من استهلاك النشويات واستبدالها بالذرة والبازلاء مثلا بغية تفادي زيادة الوزن على المدى البعيد.
واعتبرت وزارة الزراعة بدورها أنه بتخفيض كميات البطاطا في المدارس يمكن تحفيز التلاميذ على استهلاك أنواع مفيدة من الخضار. أما جون كيلينغ المدير التنفيذي لمجلس البطاطا الوطني في واشنطن فيشرح أن هذه العملية غير منطقية، وتمثل البطاطا أقل من 3% من مجموع السعرات الحرارية التي يستهلكها الأميركيون.
وقد قالت عضو مجلس الشيوخ أوليمبيا سنو، وهي ممثلة عن ولاية "ماين" الشهيرة بإنتاج البطاطا في الولايات المتحدة، «أدعم بقوة زيادة عدد الفاكهة والخضار في مدارسنا، لكنني أعتقد أن هذا الاقتراح يتخطى الحدود». وأصدر مجلس الشيوخ هذا الاقتراح في 17 الجاري، وتسعى أوليمبيا سنو وممثلو "شيكاغو" و"آيداهو" و"نبراسكا" و"أوريغون" إلى إجهاضه من خلال تعديل لقانون تمويل الزراعة للعام 2012 يحظى بدعم الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء. لكن العواقب وخيمة في كلتا الحالتين.
شام نيوز - وكالات