مشجع نادي غرناطة الكفيف .. "لا أرى ولكنني أشعر بك"
رياضة عربية وعالمية
السبت,١٦ آذار ٢٠٢٤
في مدينة غرناطة الإسبانية قصة توقظ المشاعر ويتردد صداها في كل زاوية من الشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى والبيوت البيضاء في حي البيازين (el Albaicín).
إنها قصة مشجع غرناطة الكفيف "ميغي" وأخيه "بيبي"، حيث يشكلان ترادفاً مثالياً للونين الأحمر والأبيض، لونَي نادي غرناطة.
ولد ميغي كفيفاً، الأمر الذي لم يمنعه من تشجيع غرناطة بشغف وقوة في ملعب "نيو لوس كارمينيس".
لا شيء يستطيع أن يتغلب على طموحه ورغبته في العيش بلا حدود، "ولد ميغي وهو مصاب بالتهاب الشبكية الصباغي" تقول والدته مارجريتا، وهي معجبة بشجاعة ابنها وقوته: "كان لدينا أمل، وهذا ما نحن عليه اليوم".
وشعار حياته هو "لا أرى ولكنني أشعر بك"، يقول ميغي: "لا أرى ولكنني أشعر كثيراً تجاه غرناطة.. أشعر بالألوان مثل أي مشجع آخر حتى لو لم أرها".
يعيش ميغي كرة القدم بقلبه، وخلف كل صيحة تشجيع وعاطفة تنطلق في الملعب، هناك بطل آخر شقيقه "بيبي"، الذي يقف إلى جانبه دائماً.
يستمع ميغي ويشعر بمباريات غرناطة من خلال عيون وصوت "بيبي" فهو مرافقه ودليله.. باختصار هو كل شيء إنه الضوء الذي ينير طريقه، ما يضمن عدم تفويت أي تفاصيل عن كل ما يحدث في الملعب.
يقول ميغي بحماس: "عائلتي مهمة جداً بالنسبة لي لأنها تساعدني بشكل أساسي.. الآن والدي هو الذي يخبرني لأن بيبي يعمل في الخارج".
ولا يتوقف ميغي عن الهتاف طوال الـ90 دقيقة.. وعلى إيقاع التصفيق والهتافات والأهداف، ينبض ميغي بكرة القدم.
الشاب البالغ من العمر 27 عاماً، أصبح الآن مغنياً ويتردد صدى صوته داخل ملعب غرناطة، وفي العديد من المسابقات والحفلات الموسيقية.
يضيف ميغي "أنا رياضي وأنمو عندما يشجعونني، الشيء نفسه يحدث مع لاعبي غرناطة، إنهم يشعرون أننا نشجعهم، أعتقد أنه إذا كان هناك شخص يلعب أو يمارس الرياضة، فيجب علينا تشجيعه".
أما صديق ميغي يقول: "ميغي هو أحد أكثر الأشخاص تشجيعاً، الوجود بجانبه في المدرجات أمر لا يصدق... إنه يشعر بكرة القدم كثيراً".
لدى بيبي وميغي في منزلهما متحف للرياضة يحمل نفس الاسم "لا أرى ولكنني أشعر بك"، إنها مجموعة تضم أكثر من 300 عنصر رياضي عبارة عن قمصان لفريق غرناطة، وكذلك قفازات وأحذية وكرات رجبي وبيسبول وقمصان كرة يد وسلة وغيرها.
المصدر: صحيفة ماركا