مشروع الري الحديث يثقل كاهل مزارعي اللاذقية بالضرائب والرسوم

يشتكي المزارعون في بعض قرى محافظة اللاذقية من رسوم وضرائب مشروع الري الحديث التي بدأت تثقل كاهلهم إضافة إلى أن رسوم الري حُصِّلت منهم دفعة واحدة عن سنوات عدة وليس كل سنة على حدة، في حين يؤكد المزارعون أنهم ليسوا وراء تراكم الضرائب وإنما التأخر في إعداد الجداول لمزارعي الأراضي المشمولة بالري الحديث وهذا الأمر شكل أعباء كبيرة على المزارعين فهم لم ينهضوا بعد من الخسارات المتلاحقة بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع أسعار لوازم الإنتاج وارتفاع أسعار المازوت وغيرها.

فوضى في التنفيذ:

من جهة ثانية يطالب المزارعون مديرية المالية بأن تتم دراسة الضرائب المترتبة عليهم ميدانياً وأن يكون هناك مشاركة بين المكلف بالضريبة والخبير الزراعي وليس التجاري على اعتبار أن الخبير التجاري لا يوجد لديه علم كيفية استثمار الأراضي، ويؤكد المزارع حسن حمود أنه يتم تكليف المزارعين بالضرائب بشكل غيابي دون التحقق من مساحة الأراضي المملوكة لكل مزارع وهذه فوضى بحد ذاتها إضافة إلى أنه لا توجد إجراءات صارمة بحق المتأخرين عن الدفع أو بحق الذين لا يدفعون وكل ما هنالك أن المزارع الذي لا يدفع لا يحصل على براءة ذمة من مديرية المالية حيث توجد فترة زمنية بين الإنذار وقرار الحجز ولكن الموضوع لم يصل إلى جعل المزارع يبيع عقاراته بالمزاد العلني.

أراضي لا تروى:

إضافة إلى الظلم الذي يشعر به المزارعون هناك الكثير من الأراضي التي تشمل بالري رغم أنها لاتحتاج للري كالأراضي المشجرة بالزيتون وتفاوت حاجة كل أرض لكمية المياه اللازمة للسقاية وهنا تبرز أهمية تطبيق أنظمة الري الحديثة وضرورة استيفاء رسوم الري من المستفيدين أو المنتفعين من الأراضي الزراعية وليس حسبما تعود هذه الأراضي إلى المالك الاسمي فالأرض قد تكون مسجلة باسم أحد الأشخاص ويكون المنتفع أو المستثمر لها شخصاً آخر.

 

 

من جهته يؤكد المهندس حسان بدور مدير زراعة اللاذقية أنه وبسبب الحيازات الصغيرة جداً للملكيات الزراعية في اللاذقية يكاد المزارع لا يملك سوى بضعة دونمات وبسبب تفتت الملكيات الزراعية وأعمال البيع فإن هذا يولد مشكلات ومصاعب كثيرة في استيفاء رسوم الري، ومن المعروف أن الإقبال على الري الحديث ضعيف في لامحافظة اللاذقية وربما من هنا جاء التوجه إلى إلزام المزارعين به عبر إلزامهم بتركيب شبكات الري الحديث وإلزامه بالمشروع الوطني للري الحديث.

ورغم أن مشروع الري الحديث يضع آمالاً عريضة للمستقبل ولكن على مايبدو أن نجاحاته حتى الآن لا تتناسب وآماله والنتائج المرجوة منه كتوفير الهدر الذي يتسبب به الري التقليدي ومنع تخريب التربة وتخفيف تكاليف الخدمة الزراعية وزيادة الإنتاجية الزراعية.

 

شام نيوز- اللاذقية- سامي زرقة