مشروع الوردة الشامية بالسويداء.. استثمار بيئي وسياحي واقتصادي

 

يعتبر مشروع الوردة الشامية من أول المشروعات الزراعية والصناعية بمحافظة السويداء التي تسعى لتغير الذهنية الزراعية السائدة من خلال فتح الأبواب لزراعة جديدة كالوردة الشامية وتحقيق التكامل الزراعي والصناعي والسياحي وتوفر عشرات فرص العمل الدائمة والموسمية ويعطي مردوداً اقتصادياً هاماً.

ويهدف المشروع الذي جرى تشميله خلال مؤتمر الاستثمار للمنطقة الجنوبية عام 2009 وأقلع في بلدة المزرعة بالمحافظة العام الماضي إلى تقديم الوردة الشامية كمادة أولية للكثير من الصناعات ومنها العطورات والمواد التجميلية و بعض المستحضرات الطبية إضافة للدور الذي تلعبه هذه الزراعة في ربط أسواقنا المحلية بالأسواق العالمية مع إمكانية جذب استثمارات أجنبية خاصة شركات العطور للاستثمار في المحافظة.

20110919-181207.jpg

وقال المهندس الزراعي نسيب أبو فخر أحد المشاركين في إعداد دراسة المشروع إن فكرة المشروع جاءت انطلاقاً من أهمية الوردة الطبية والصناعية والتجميلية وتوفر الظروف البيئية الملائمة لزراعتها في المحافظة من حيث كميات الأمطار وطول فترة النهار ودرجات الحرارة المناسبة والرطوبة النسبية وكون هذه الزراعة تحتاج إلى كميات قليلة من الأمطار وذات مردود اقتصادي جيد.

وأضاف: إنه جرى اعتماد دراسة المشروع بعد زيارة عدد من المناطق التي زرعت فيها الوردة مثل منطقتي المراح ويبرود حيث تم إطلاع المستثمر عليها بعد اطلاعه على مشاريع مشابهة في عدد من دول العالم مثل إيران وبلغاريا.

وأشار المهندس الزراعي نايف السنيح مشارك آخر في إعداد الدراسة الى أن انتشار نباتات تشبه هذه الوردة في جبل العرب جعل فكرة زراعتها واردة حيث معدل الربح الصافي للدونم الواحد 25 ألف ليرة كحد أدنى في حال تسويق المنتج عن طريق الصناعات الموجودة مثل شراب الورد وماء الورد والمربى أما في حال استخراج الزيت العطري فإن معدل انتاج الدونم بحده الأدنى 100 غرام من الزيت حيث يتراوح سعر الكيلو منه بين 3 و 5 ملايين ليرة.

وأوضح السنيح أنه تم في المرحلة الأولى من المشروع زراعة حوالي 6000 وردة على مساحة 30 دونماً من إجمالي مساحة المشروع البالغة 165 دونماً وذلك خلال شهري كانون الثاني وشباط هذا العام مشيراً الى ان النتائج الأولية كانت مشجعة على متابعة المشروع.

20110919-134828.jpg

ولفت السنيح إلى إن المرحلة القادمة من المشروع الذي تبلغ مدة تنفيذه ثلاث سنوات حتى تعطي الورود المزروعة كميات اقتصادية ذات أهمية تتضمن الاستمرار في زراعة هذه الوردة وزيادة مساحتها المزروعة والتعامل مع المنتج وفق الإمكانات المتوفرة للتصنيع ريثما يتمكن صاحب المشروع من الانتهاء من إقامة معمل خاص بعمليات التقطير لاستخراج الزيوت العطرية تمت دراسته حيث سيتم تزويده بأجهزة حديثة الامر الذي يشجع على زراعة الوردة وتوسيع انتشارها في المحافظة.

ودعا السنيح إلى تأمين الشتول اللازمة المؤصلة للراغبين بإقامة مثل هذه المشروعات والتشجيع عليها من قبل وزارة الزراعة خاصة بعد أن وافقت منذ أكثر من شهرين على إنتاج هذه الشتول في أحد المشاتل التابعة للمديرية الأمر الذي سيوفر على المستثمرين تكبد الأسعار المرتفعة للشتول في القطاع الخاص والتي تتراوح بين 80 -150 ليرة للشتلة الواحدة إضافة إلى عدم توفرها بكميات كبيرة في الأسواق.

بدورها بينت زهر أبو خير مديرة فرع هيئة الاستثمار بالمحافظة أن رأسمال المشروع يتجاوز 50 مليون ليرة لافتة إلى أن المشروع استفاد من المقومات الاستثمارية الموجودة في المحافظة حيث سيلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على البيئة وجماليتها ومنتجاته مطلوبة في السوق العالمية وتزيد أسعاره عن أسعار الذهب.

وأشارت أبو خير إلى أن دراسة المشروع دلت على أن تقديرات الريعية مشجعة كون العديد من المنتجات التي تعتمد على هذه الوردة مطلوبة مثل شراب الورد والمربى والزيوت العطرية مبينةً أن فكرة المشروع قامت على أساس استثمار جمال الورود في مواسم تفتحها بما يمكن أن يصنف بالسياحة البيئية والمنتجعات الصحية حيث تم التخطيط ليأخذ هذا المشروع شكلاً هندسياً دقيقاً يحافظ على وجود ممرات ومساحات تصلح لتحضير حدائق طبيعية ليكون للزائر فرصة الاستمتاع بجمال الورود.

وتدخل الوردة الشامية في العديد من الصناعات التجميلية كالمرهم والصابون والشامبو وفي الصناعة الدوائية كمهدئء الأعصاب وطارد للغازات ومنشط للدورة الدموية والكبد والمرارة ومنشط للجسم بشكل عام.

والوردة الشامية عبارة عن شجيرة قائمة كبيرة الحجم قوية النمو واسعة التحمل للظروف البيئية المختلفة حمراء اللون غنية بفيتامين سي بنسبة عالية حيث كان البحارة يحملون معهم هذه الثمار ويتغذون عليها للوقاية من مرض الاسقربوط ويستخدم مغلي الثمار مع البذور لمعالجة الحصى والرمل في الكلى علماً أن هذه الوردة تحتوي على زيوت عطرية طيارة تستعمل لصناعة أفخر أنواع العطور في العالم وأغلاها ثمناً.