مشروع للصرف الصحي يحرم سكان قرية في الساحل من قطاف زيتونهم...

يبدو أن مزارعي بيت ريحان التابعة لمنطقة القرداحة سيحرمون من قطاف زيتونهم لهذا العام والسبب في ذلك وكما يقولون يعود إلى بلدية رويسة البساتنة التابعة لها هذا القرية بالرغم من الشكاوى العديدة التي تقدم بها أهالي تلك القرية دون جواب حتى الآن
بدأت القصة عندما قامت بلدية رويسة البساتنة بدراسة استبدال مشروع الصرف الصحي بناء على طلب أهالي تلك القرية وتضمنت الدراسة أيضاً إبعاد مصب الصرف الصحي عن الأراضي الزراعية وفعلاً تمت الدراسة وعهد بالمشروع إلى المتعهد راكان علي الذي بدأ بتنفيذ المشروع منذ أيار الماضي ولكن السيد فهد جديد يقول أنه وخلال العمل استبدلت ورشات المتعهد أبعاد المصب وذلك بتنفيذ قسم من الخط القديم بهدف التوفير في عملية الحفر حيث يتم الحفر على أرض صخرية علماً أن القسم الذي تم استبداله بحالة جيدة
إضافة إلى أن التنفيذ وكما يؤكد أهالي القرية كان مغايراً للدراسة تماماً حيث أن عمق الحفر غير مطابق وقسم من القساطل يظهر فوق سطح الأرض وعلاوة على ذلك تم ردم بعض القساطل بأحجار كبيرة ما أدى إلى كسرها في عدة نقاط وخروج المياه المالحة منها لتشكل مستنقعات في كروم الزيتون حيث يقول السيد فهد أن الوضع بات مزرياً في تلك الكروم والروائح التي تفوح من القساطل كريهة جداً وغير محتملة إضافة إلى أنواع مختلفة من الحشرات بسبب المياه التي تخرج من القساطل ويؤكد أهالي القرية أنهم قدموا شكوى للمحافظة أشاروا فيها إلى سوء تنفيذ المشروع وناشدوا باستبدال المشروع.
بعد زيارة مكثفة لموقع المشروع والاتصال عدة مرات بالسيد جمال مخلوف رئيس بلدية رويسة البساتنة قال إن الموضوع برمته هو من تدبير رئيس البلدية السابق السيد عاطف سلطان الذي أحيل إلى القضاء بتهمة الفساد والرشوة واختلاس الأموال....
ويضيف السيد جمال أن القساطل المكسورة هي بسبب أحد مواطني تلك القرية والموقع على عريضة الشكوى المقدمة إلى المحافظة حيث أحضر جرافة لاستصلاح أرضه فكسر القساطل ولكن البلدية على الفور قامت بالاتصال بالمتعهد وإعادته إلى المكان للمعالجة إضافة إلى أن المشروع مازال قيد التنفيذ ولم يتم تسليمه حتى الآن كما يدعي أهالي القرية كما أن المواطنين المحرومين من قطاف كرومهم فالسبب ليس المشروع بل بسبب تراكم الأوساخ في أراضيهم التي أهملوها ورغم هذا كله أوعزت البلدية إلى المتعهد بفتح الطرقات وتعزيلها قدر الإمكان ودفع بعض التعويضات المالية للأهالي وبالفعل قام المتعهد بتنفيذ قسم كبير من هذه المطالب وهو بصدد تنفيذ القسم المتبقي
وبالعودة إلى المحافظة تبين أنه تم تشكيل لجنة من الخدمات الفنية (بناء على توجيهات المحافظ) لمعاينة المشروع وكتبت تقريرها بهذا الخصوص حيث تقدمت لجنة الإشراف بكتاب خطي بإنهاء أعمال المشروع رغم التأكيد على المتابعة الميدانية للمشروع فقامت البلدية بتصديقه وإحالته إلى الخدمات الفنية عن طريق المحافظة لتسمية مهندس لاستلام المشروع استلاماً مؤقتاً.
وبالحديث مع المتعهد راكان علي قال إن المشروع قيد التنفيذ وكل شكاوى المواطنين باطلة وهو يحتفظ بحقه في الرد عليهم في الوقت المناسب ولكنه أكد على أنه نفذ المشروع وفقاً للمواصفات والمعايير المطلوبة دون أي نقص بل زاد عليه ومن نفقته (كما أكد رئيس البلدية) في أحد المواقد عندما قام بمد قسطلين بولي إيتيلين في نهاية المصب وبناء على طلب أهالي القرية وبحضور واقتراح عضو المجلس البلدي حسين مهنا ولكن هذين القسطلين لا تأثير لهما على أراضي المواطنين حيث أنهما يصبان في ساقية ماء (ملك عام)
وفي النهاية إذا كان المزارعون سيحرمون من جني مساحات كبيرة من كروم الزيتون فالسبب ليس مستنقعات المياه الآسنة التي تحيط بأشجارهم ولكن السبب هو تنفيذ المشروع الذي مازال قائماً علماً أن المشروع يمر في بعض أطراف الأراضي وليس في منتصفها ولكن ما يعطلهم هو وجود الأوساخ في أراضيهم إهمالها من قبلهم وليس من قبل البلدية.
سامي زرقة- شام نيوز- اللاذقية