مشفى بانياس الوطني .... برسم التحويل إلى مقصلة

 

إذا حكم عليك القدر ودعتك الحاجة للدخول إلى مشفى بانياس الوطني فإنك ستجد العجب العجاب ..!!فبعد عقدين من الزمن تأخر إنجاز مشفى بانياس الوطني الذي وضع أخيرا بالخدمة  عام 2005 فمدينة بانياس أحوج ما تكون لهذا المشفى كونها تخلو إلا من بضعة مشاف ٍ خاصة صغيرة لا تتجاوز سعة الواحد منها الـ 20 سريراً وتقتصر الأعمال الجراحية فيها على استئصال الزائدة الدودية والمرارة , عمليات القيصرية الفتوق .. الخ

ويأتي مشفى بانياس الثاني على مستوى محافظة طرطوس بعد مشفى الباسل الذي يتسع لـ 536 سريراً ويتسع مشفى بانياس لـ 200 سرير ومن المفترض أن سعته هذه ستحل أزمة مرضى كثيرين لكن واقع الحال غير ذلك فمن يزور المشفى ولو حتى زيارة سريعة فإنه سيتعرف على وضعها المزري فما بالكم بالمرضى....

إهمال .... ربما متعمد:

 الإهمال شبه تام لممتلكات المشفى أو للأقسام من قبل رؤسائها لدرجة أن ذوي المرضى يضطرون للجلوس على الأرض إذا ما أرادوا زيارة مرضاهم أو ينتظرون إما خارج المشفى أو في قسم الإسعاف الخالي من كوادره تقريباً، حيث يؤكد السيد علاء خضور أنه ظل يبحث مدة خمس دقائق عن الكادر الطبي عندما أسعف ابنته إلى المشفى وكانت بحالة غيبوبة إضافة إلى إهمال هذا القسم من قبل كوادره أصلاً فسيارات الإسعاف لاتستطيع الدخول إلى بوابة الإسعاف لأن سيارات الأطباء والكادر التمريضي تسد هذا المدخل حيث يضطر المسعفون إلى إنزال مريضهم وجره مسافة لاتقل عن خمسين متراً للوصول إلى قسم الإسعاف

وإذا احتاج أي شخص لتسجيل اسم مريضه أو إخراجه من المشفى وعلى مسؤوليته الشخصية فإنه أيضاً يبحث عن أحد الموظفين أو ليقوم له بهذه المهمة فعمال الاستعلامات غير موجودين أو يكونوا في نزهة بين أقسام المشفى

كادر سيء :

يقول السيد جمال نعمة أحد مواطني بانياس : شاءت الظروف وفي وقت متأخر من الليل أن أسعفت ابنتي التي تبلغ من العمر عشرين عاماً بعد حادث أليم وقع لها وهي في في طريق عودتها من السفر بحكم أنها تدرس في جامعة دمشق وعندما وصلنا كان الكادر الطبي بأكمله نائماً فاضطررنا إلى إيقاظهم  وأتاني إحساس بأن تلك المشفى للأسف ليست للإستخدام البشري, وخصوصاً قسم الأطفال, والنسائية حيث لايوجد لاتكييف ولا نظافة, وقد توفي في ذلك الصباح ثلاثة أطفال فالكادر الذي تم تعيينه غير خبير ولا مدرب ,أغلب شهاداتهم من دول أوروبا الشرقية ولكن لحاجة وزارة الصحة للكوادر أثناء افتتاح المشفى تم انتقائهم ع (العميانة) ويضيف السيد جمال أنه إلى بتر رجل ابنته اليمكنى بسبب خطأ أحد الأطباء الموجودين في المشفى .

وبالرغم من الأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة الموجودة في المشفى إلا أن مستوى الخدمات ما زال فيه دون المطلوب بسبب حاجة السكان المتزايدة إلى تقديم الخدمات الطبية المتطورة إضافة إلى افتقار المشفى إلى أطباء من بعض الاختصاصات مثل (جراحة عصبية ـ جراحة صدرية ـ أمراض دم ـ أمراض غدد وسكري) .

وبلقاء أحد الأطباء الموجودين في المشفى والذي رفض التصريح عن اسمه (خوفاً على وظيفته كما قال) أكد أن هناك تجاوزات كثيرة في المشفى بحيث يصعب الحديث عنها لمجرد دقائق وأضاف "أرجو القدوم  إلينا لتعرفوا حجم المعاناة".

لكن إدارة المشفى وعلى رأسها الدكتور غيث الصموعة مدير المشفى نفى وجود مثل هذه المخالفات والتجاوزات مؤكداً أن المشفى بحالة ممتازة وأن ما يشاع عنه مجرد " حكي جرايد ".

بقي أن نقول أن الخدمات التي تقدم في هذا المشفى ليست بالمستوى اللائق إذ لايعقل وبعد تأخر دام كل هذه السنوات الطويلة أن تكون الخدمة في مشفى يخدم حوالي 60 ألف مواطن بهذا الشكل

 

 

شام نيوز- بانياس - سامي زرقة