مصادر الحريري للسفير:لم يقطع الخيط مع الاسد وقد يلتقيه اذا دعت المصلحة

تلاحظ شخصية مقربة من رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري في حديث لصحيفة "السفير"، وتعمل عادة في الظل، انه "وبرغم تأييد التيار لحراك الشعب السوري، إلا ان الحريري لم يقطع بعد الخيط الرفيع مع الرئيس السوري بشار الاسد،
إذ انه لم يتناوله شخصيا في أي موقف منذ بدء الاحتجاجات، وهذا له معناه"، مشيرا الى ان "لا شيء مطلقا في السياسة، وبالتالي ما من عداوة دائمة او صداقة دائمة، ومن هنا، فإن بقاء النظام لن يؤدي بالضرورة الى نهاية تيار المستقبل سياسيا كما يفترض البعض، وربما تفرض المصالح التلاقي من جديد، في استعادة لسيناريو ما بعد قطيعة العام 2005".
وتؤكد الشخصية النافذة ان "سعد الحريري باق في الخارج تحت وطأة الهاجس الأمني من جهة والتعثر المالي من جهة أخرى، وبالتالي لا ابعاد أو وظائف سياسية لهذا المنفى الطوعي"، مشيرة الى ان "الحريري يعلم جيدا ان مصير حكومة نجيب ميقاتي ليس متوقفا على عودته او عدمها، بل مرتبط بموازين القوى الإقليمية والدولية، وبالتالي فإنه يدرك ان العنصر الحاسم في المعادلة لا يتوقف على ما إذا كانت المعارضة في الداخل قوية او لا، ويقودها هو أم غيره. وتلفت الشخصية الانتباه الى ان ميقاتي سُمي في طروف مختلفة، ويومها قيل ان سوريا ستساعد في تأمين غطاء إقليمي ودولي لحكومته، أما اليوم فإن دمشق باتت معزولة وأصبحت هي التي تحتاج الى من يعيد لها الغطاء الاقليمي والدولي الذي سُحب منها".
ولكن ذلك لا يعني، وفق الشخصية الناشطة في الكواليس، ان "الحريري غاب عن الساحة اللبنانية ليحضر في الساحة السورية، كما يروّج خصومه الذين يتهمونه بتمويل وتسليح مجموعات تخريبية في سوريا، مشيرة الى ان الرئيس بشار الاسد يعلم جيدا في قرارة نفسه ان لا علاقة للحريري بكل الاتهامات التي تسوّق ضده. ويضيف بسخرية لو كان سعد الحريري يملك من المال ما يتيح له مساعدة الثورة في سوريا، لكان قد سدد بالدرجة الاولى ديونه ودفع رواتب الموظفين في مؤسساته".
مكتب الحريري نفى ما نقلته "السفير" من انه على استعداد للقاء الأسد والصحيفة تؤكد صحة الخبر
رد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيان على مقالة الصحافي عماد مرمل في جريدة "السفير" الصادرة اليوم، وزعم مكتب الحريري ان مرمل "ذهب فيها إلى استنتاجات خاطئة منسوبة إلى شخصية مقربة من الحريري".
واشار المكتب الاعلامي للحريري الى ان "هذه الاستنتاجات مجرد آراء أو معلومات خيالية مركبة، ولا علاقة للحريري ولا للمقربين منه بها"، مؤكدا "أن المقالة المشار إليها لا تمت بأي صلة الى مصادر الحريري".
وزعم المكتب الإعلامي للحريري"أنه من المستحيل لدى الحريري السعي الى إقامة علاقات مع نظام ديكتاتوري لا يتوانى عن استعمال كل الوسائل القمعية والدموية والمنافية لكل القيم الإنسانية ضد شعبه الذي يطالب بتطبيق أبسط معايير الحرية والديمقراطية".
لكن صحيفة "السفير" بدورها ردت على رد رئيس د الحريري عليها، معلنة انها "لن تنساق الى لغة لا تليق برئيس حكومة سابق"، ونقلت تأكيد كاتب المقال ان "كل كلمة نُقلت بأمانة عن لسان قائلها وهو مصدر موثوق ومقرّب من الحريري".
وقالت الصحيفة "ان الحريري لا يرد على الصحيفة بل على بعض اوساطه التي قد تكون اوصى منه عليه".
شام نيوز. السفير