مصادر امنية لبنانية تكشف تفاصيل جديدة حول منظومتي التجسس الاسرائيليتين

 

مرة جديدة يثمر التنسيق البناء بين الجيش اللبناني والمقاومة تحقيق انجازات نوعية تؤكد اهمية الحفاظ على هذا التناغم لمصلحة حماية لبنان من الاستهداف الاسرائيلي المستمر، بأشكال عدة، خاصة بعد حرب تموز 2006 والفشل الاسرائيلي الاستخاباراتي والأمني والعسكري غير المسبوق.

 

ولعل الكشف عن منظومتي التجسس في منطقتي اعالي صنين والباروك الاستراتيجيتين هو ثمرة هذا التنسيق الهادف الى اخماد العيون الاسرائيلية التي تعمل على استهداف قوة لبنان واثارة الفتنة وضرب الاستقرار.

 

وفي المعطيات الجديدة، حول الكشف عن المنظومتين التجسسيتين، يوضح مصدر معني معلومات تفصيلية مفادها "انه في ما خص منظومة التجسس في أعالي صنين، فهي عبارة عن صخرتين واحدة مزودة بكاميرات تصوير تغطي لمسافة 20 كيلومتراً وتقرب الهدف المنشود الى حدود المتر الواحد، والأخرى عبارة عن ركائن، اي بطاريات تزود الكاميرات بالطاقة وتؤمن هذه التغذية لسنوات طويلة".

 

ويقول المصدر المعني نفسه، لصحيفة "السفير" اللبنانية: "إن منظومة صنين تحتوي على خمسة أجزاء:

1ـ نظام بصري

2ـ نظام إرسال الصورة والبث عبر الأقمار الصناعية.

3ـ نظام استقبال إشارات التحكم، أي تشغيله عن بعد.

4ـ نظام إدارة التحكم بالمنظومة.

5ـ نظام التغذية بالطاقة.

 

وتابع المصدر شرحه "مهمة هذه المنظومة كشف اهداف بعيدة المدى وتحديدها بشكل دقيق، وتحديد إحداثيات لأهداف أرضية وارسالها عبر الاقمار الصناعية او بالطائرات لتسهيل ضربها".

 

ويضيف المصدر "ان هذه المنظومة وضعت في منطقة وعرة جداً على شكل صخرتين مموهتين بشكل لا يختلف عن الصخور الطبيعية في المنطقة، وهي تغطي كامل السلسلة الشرقية والمناطق المجاورة وكل ما يحدث فيه هذا النطاق، ينقل مباشرة عبر النظامين البصري وارسال الصورة".

 

واوضح المصدر "ان كشف منظومة التجسس في صنين جاء بناء على معلومات حصلت عليها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من مصادر المقاومة، وتم تفكيك المنظومة قبل ايام، لكن الاعلان عنها جاء في 15/12/2010 لاسباب امنية تتعلق باعتبارات مفادها ان كشف المنظومة الاولى في صنين، جاء بالتزامن مع معلومات مؤكدة عن وجود منظومة ثانية في الباروك ولكن لم يكن بالامكان تحديد مكانها بسرعة، وقد ارتأت قيادة الجيش تفكيك منظومة صنين والتكتم على الخبر امام الاعلام تحسباً من معرفة العدو الاسرائيلي بأن المنظومات التي زرعها تم كشفها، فيعمد الى تفجيرها وربما اثناء قيام الخبراء العسكريين بتفكيكها وهذا ما يبرر الصور التي وزعتها قيادة الجيش عن منظومة صنين حيث بدت المنطقة خالية من الثلوج، مما يؤكد ان تفكيك هذه المنظومة تم قبل العاصفة الثلجية الاخيرة.

 

وحول منظومة التجسس في الباروك، يشير المصدر الى انها "اكثر تعقيداً من الناحية التقنية، واستغرق الوصول اليها وكشفها وتفكيكها حوالى 18 ساعة، بسبب وجودها في منطقة وعرة ومغطاة بالثلوج اذ اضطرت الوحدات العسكرية التابعة للجيش اللبناني الى شق طريق بواسطة الآليات المجنزرة حيث تم اكتشافها على جرف صخري يعلو 1715 متراً عن سطح البحر وتبين أن هذه المنظومة تكشف معظم بلدات البقاعين الغربي والاوسط وصولاً الى بوابة المصنع والمناطق السورية وعدد كبير من مدن وبلدات وقرى الجنوب وصولاً الى الحدود مع فلسطين المحتلة".

 

واوضح المصدر ان منظومة الباروك هي ايضاً عبارة عن صخرتين وهميتين مزروعيتن في المنطقة المذكورة حجم كل صخرة حوالى المتر مكعب: الصخرة الاولى تحوي على جهاز الكتروني مهمته التقاط الاتصالات وبثها الى الاراضي الفلسطينية المحتلة ومنها، كما ان مهمته تغذية محطات اخرى مزروعة على الاراضي اللبنانية كمحطة وسيطة مما يدل على ان هناك محطات اخرى تم زرعها وتتغذى منها، وهذا الجهاز يحتوي على سبعة هوائيات خمسة منها موجهة باتجاه موقع العدو الاسرائيلي في رويسات العلم (في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة)، واثنان موجهان نحو البقاع الغربي وباتجاه الاراضي السورية. وهذا الجهاز من صنع اسرائيلي اذ ان الاشارة موجودة بوضوح على القاعدة التي تحمله القواعد التي تحمل الهوائيات وهو جهاز معقد يجري العمل لمعرفة كيفية عمله وامكاناته وقدراته والمعطيات التي يقوم بارسالها واستقبالها.

الصخرة الثانية هي عبارة عن ركائن للتغذية تكفي لتأمين الطاقة للجهاز لعدة سنوات وهي بحالة جيدة".

 

ولفت المصدر المعني الانتباه الى ان "وجود مثل هذه الاجهزة الوسيطة يؤكد وجود اجهزة ارسال ثابتة ومتحركة تعمل على الاراضي اللبنانية". مؤكداً "انه تم الانتهاء من تفكيك جهاز الباروك عند الساعة السابعة من صباح 16/12/2010، حيث بدأت الجهات الفنية العمل على تفكيك وتشريح المنظومتين وتحديد كيفية عملهما".

 

واعتبر المصدر "ان هذا الانجاز هو في اتجاهين، الاول، التكتم عن منظومة صنين بقطع الطريق على العدو الاسرائيلي حتى لا يعمد الى تفجير المنظومة الثانية في الباروك، والثاني، هو اكتشاف وتفكيك المنظومتين وعدم اعطاء اي فرصة للعدو لتفجيرهما اثناء او قبل تفجيرهما كما حصل مع اجهزة كشفت في الجنوب اللبناني".

 

ويرى المصدر المعني بالملف "ان زرع العدو الاسرائيلي لهذه المنظومات على الاراضي اللبنانية، ناهيك عن كونه عملا عدوانيا مستمرا لاهداف ارهابية خطيرة، فهي ايضاً تأتي في اطار الاستعدادات الاسرائيلية لتحضير الارضية لعدوان جديد على لبنان بعد فشل الاعتماد على العنصر البشري في الميدان، وهذا يستدعي تكثيف الجهود لكشف كل هذه الاجهزة الثابتة والمتحركة عبر عملاء (وربما مباشرة من خلال أعمال كوماندوس ليلية) والتي لن يتوانى العدو عن تفجيرها قبل وصول يد الجيش او المقاومة اليها، اذ من غير المستبعد ان يكون دوي الانفجار المجهول المكان الذي سمع اثناء تحليق مكثف للطيران المعادي في اجواء صيدا والزهراني الاربعاء الماضي يأتي في هذا السياق".

وكان صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أمس الاول، بيان جاء فيه أنه "إلحاقا لبيانها السابق والمتعلق بتفكيك منظومتي تجسس وتصوير زرعهما العدو الاسرائيلي في مرتفعات صنين والباروك، فقد تمكنت الوحدات الفنية في الجيش، في ساعة متقدمة من فجر الخميس من تفكيك المنظومة الثانية في مرتفعات الباروك ونقلها. والمنظومة التجسسية الثانية هي عبارة عن صخرتين مموهتين زرعتا على ارتفاع 1715 مترا، تحوي الاولى جهاز استقبال وإرسال يغطي معظم بلدات البقاع الغربي والاوسط وصولا الى المناطق السورية وعددا كبيرا من بلدات الجنوب وصولا الى حدود فلسطين المحتلة. والجهاز المذكور، اسرائيلي الصنع، لديه القدرة على تأمين التواصل بين محطات لاسلكية موجودة على الاراضي اللبنانية واخرى داخل الاراضي المحتلة.

 

اما الصخرة الثانية فهي عبارة عن حاوية لعدد كبير من الركائم تكفي لتغذية الجهاز لسنوات عدة. وجددت قيادة الجيش تحذيرها المواطنين من مغبة الاقتراب من اي جسم مشبوه وإبلاغ أقرب مركز عسكري عنه ليصار الى الكشف عليه من قبل الجهات المختصة".