مصادر: علاقة جنبلاط مع حزب الله وصلت للصفر ومع سوريا "تحت الصفر"

كشفت مصادر "حزب الله" عن أن العلاقة مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط شبه مقطوعة، مشيرة الى انه طلب أكثر من مرة موعدا للقاء السيد حسن نصرالله، لكن الأخير رفض، على خلفية المزاجية الجنبلاطية التي تميز مواقفه من الأوضاع التي تتخبط فيها سوريا.
ويمكن القول، حسب المصادر، إن علاقة النائب جنبلاط مع "حزب الله" عادت إلى الصفر، ومع سوريا إلى ما دون الصفر، ولكن من دون مواجهة علنية في الوقت الحاضر على الأقل، مشيرة الى أن الغالبية الحالية ستظل تراوح مكانها في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي يتمسك بها الزعيم الدرزي.
واوضحت المصادر أن دمشق لن تتدخل في علاقة جنبلاط بـ"حزب الله"، وتترك للأخير أن يقرر واقع العلاقة معه في ضوء تقديره للمصلحة الوطنية وحماية المقاومة، إلا أنها قطعت الاتصال به تماما.
ورأت أوساط سياسية في "8 آذار" أن جنبلاط لم يتوان في موقفه الأخير من تجاوز "الخطوط الحمراء" تجاه النظام السوري والخروج بخطاب مذهبي "فاقع" عبر تحريض الدروز كمكون طائفي على التخلي عن النظام، معتبرة انه لن يقف عند هذه الحدود وسيدعو في المرحلة المقبلة أبناء الطائفة الى الانخراط جديا في المواجهة، كما انه لن يتوانى في مرحلة لاحقة من فتح "النار" على حلفاء سوريا في لبنان، وذلك وفقا لمسار تطورات الأزمة.
وشددت المصادر على ان جنبلاط ذهب بعيدا في خياراته هذه المرة، وإذا كان فيما مضى قد خرج لمواجهة النفوذ السوري في لبنان فهو اليوم يلعب لعبة خطرة داخل "المنزل" وليس على "الشرفة"، ولذلك لن يغفر له النظام هذه المرة.
اما في الداخل اللبناني، فلفتت المصادر الى ان التوتر قد بلغ ذروته بين جنبلاط وحلفاء سوريا وفي مقدمتهم "حزب الله"، محذرة من انه لن تطول المدة قبل ان تنكسر الجرة مع "زعيم المختارة" الذي يعمل ليل نهار على "استفزاز" الحزب من خلال مواقفه التي لم يعد بالإمكان "هضمها"، وقالت: "لكن يبدو ان للحزب أجندة أخرى وتوقيتا آخر يعمل عليه دون ان يستدرج الى معارك جانبية، قد لا يكون هناك مفر من خوضها في الوقت المناسب، وبانتظار ذلك باتت القناعة راسخة بضرورة الحد من الدور "المضخم" لوليد جنبلاط في الحياة السياسية اللبنانية، وذلك عبر العمل الحثيث على إنتاج قانون انتخابي يعتمد النسبية، يؤدي الى كسر احتكاره للطائفة الدرزية".