مصدر روسي ينصح كلينتون بالاستقالة مبكراً

رد سيرغي ناريشكين رئيس مجلس الدوما الروسي على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بخصوص أخطار يشكلها الاتحاد الأوراسي بالقول "تبدو غريبة محاولات بعض الساسة الغربيين تشويه المعنى الحقيقي للتكامل الأورآسي".
واعتبر ناريشكين أنه من غير المقبول التصريح علناً بالتدخل في إعاقة هذه العمليات الإيجابية واصفاً تصريحات كلينتون بأنها "سلوك غير مبرر يشبه ترهل بطة عرجاء".
بدوره اعتبر مصدر رفيع المستوى في موسكو أن تصريحات كلينتون حول خطورة "سوفيتة" شرق أوروبا وآسيا الوسطى يمكن أن تدل على أنها ترغب في مواكبة مسارها السياسي.
وقال المصدر رفيع المستوى اليوم في العاصمة الروسية "إن ما أدلت به كلينتون من تصريحات قاسية اللهجة عن تهديدات ما سمته "سوفيتة" أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى وعن ضرورة الرد على المبادرات الاقتصادية الأورآسية يمكن أن يفسر برغبتها في المضي برحلتها السياسية حتى العام 2016 بعد إنهاء الحياة الدبلوماسية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية".
وأوضح المصدر أنها على ما يبدو قد قررت بشكل مسبق الإعلان عن عقيدتها السياسية مشيرة بذلك إلى نواياها بأن تكون أكثر حذاقة من أوباما في علاقاتها مع موسكو.
وأضاف المصدر وإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب عليها أن تقدم استقالتها في وقت مبكر طالما أنها غير متفقة مع الخط السياسي لرئيسها ولكن يمكن أن تكون مثل هذه التصريحات عبارة عن خطوة فقط في اختيارها لأسلوبها السياسي.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اعتبرت قبيل أيام أن ما سمته عملية الـ"سوفيتة" يمكن أن يتجلى بتسميات مختلفة منها الاتحاد الجمركي والاتحاد الأورآسي مضيفة "نحن نعلم أن ذلك يعتبر هدفا للقيادة الروسية ونسعى إلى العثور على أسلوب يبطئ أو يعيق تحقيق هذه العملية".
روسيا: التدخل بشؤون الدول الداخلية وفرض العزلة السياسية عليها يعطي مردودا عكسيا
إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية أن التدخل في الشؤون الداخلية للدول وممارسة الضغوطات وفرض العزلة السياسية عليها لا يعطي إلا مردودا عكسيا.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة بعد إصدارها إعلان حقوق الإنسان في العام 1948 "إن الإعلان عن حقوق الإنسان جاء ردا على مآسي الحرب العالمية الثانية وعلى كارثة وقوع الملايين من الضحايا الذين قتلوا نتيجة ممارسات العقيدة النازية والاستعلاء العرقي الذي يجب ألا يكون له مكان في العالم المعاصر".
وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه رغم التطور في مسألة حقوق الإنسان منذ العام 1948 وحتى الآن إلا أن الكثير من مسائل حقوق الإنسان تبقى ماثلة أمام البشرية اليوم ومنها مسألة عدم وجود دولة على الكرة الأرضية خالية من خروقات لحقوق الإنسان وأغلب هذه الخروقات تحمل طابعا عابرا للحدود ويسودها الطابع العولمي ولذلك لابد من الحوار والتفاهم المتبادل من أجل حلها.
ولفتت إلى الاحتفال في العام القادم بالذكرى العشرين للمؤتمر الدولي لحقوق الإنسان الذي انعقد في فيينا في العام 1993 وانبثقت عنه وثيقة معاهدة فيينا لحقوق الإنسان مضيفة أن إزالة الشرخ الحاصل في العلاقات الدولية في العالم المعاصر تدل على أن هناك طريقا واحدا فقط لبلوغ الاستقرار والتنمية وحقوق الإنسان يكمن في تعزيز العلاقات البناءة المتبادلة بين دول العالم".
قانون ماغنيتسكي خطوة معادية لروسيا والبرلمان الروسي سيرد بشكل مناسب
في سياق آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ما يعرف بقانون ماغنيتسكي الذي تبناه مجلس النواب الأمريكي مؤخرا والذي يقضي بفرض العقوبات المتعلقة بمنح تأشيرات الدخول والحسابات في البنوك خلال التعاملات مع روسيا خطوة معادية لروسيا تتناقض مع مهمات التعاون بين روسيا والولايات المتحدة.
ونقل موقع روسيا اليوم الإلكتروني عن لافروف قوله خلال اجتماع المنتدى البرلماني الدولي في موسكو اليوم ..إنه على قناعة بأن البرلمان الروسي سيرد على هذه الخطوة الأمريكية المعادية لروسيا ردا مناسبا.
وأضاف.."إن موسكو لا تمتنع عن مناقشة المشاكل في مجال حقوق الإنسان إلا أنه يجب أن يجري ذلك على أساس الاحترام والمساواة".
ورأى لافروف أن فرض الديمقراطية بالقوة يثير الفتن العرقية والطائفية مشيرا إلى ضرورة تسوية النزاعات بالطرق السياسية والدبلوماسية.
من جانبه أكد سيرغي ناريشكين رئيس مجلس الدوما الروسي أن المجلس سيبحث الأسبوع الحالي مشروع قانون ردا على قانون ماغنيتسكي.
وقال ناريشكين.. "إنه من الغريب أن تصدر الولايات المتحدة تعليمات أخلاقية لغيرها من الدول علما أنها أقامت سجونا سرية في عدة دول وتقوم فيها بتعذيب المعتقلين".
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي صدق مؤخرا على قانون ينص على منع سفر وتجميد أرصدة مسؤولين روس تعتبرهم واشنطن متورطين بوفاة المحامي الروسي سيرغي ماغنيتسكي بالسجن.