مصدر سعودي: الرئيس اليمني لن يعود الى بلاده.. والحكومة تؤكد عودته قريبا

 

أعلن مصدر سعودي ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يتلقى علاجا في احد مستشفيات الرياض اثر اصابته بانفجار في صنعاء لن يعود الى بلده. وقال رافضا ذكر اسمه ان "الرئيس صالح لن يعود الى اليمن". واضاف "لم يتم تحديد مكان اقامته حتى الان"، ملمحا بذلك الى احتمال مغادرته السعودية.

 

وتتضارب المعلومات حول صحة الرئيس اليمني الذي نقل الى الرياض في الرابع من الشهر الحالي، غداة اصابته بانفجار استهدف المسجد في القصر الرئاسي.

لكن مسؤولين يمنيين يؤكدون ان صالح سيعود الى صنعاء لممارسة مهامه فور تعافيه من الاصابة.

وكان اخر ما رشح من انباء الرئيس اليمني اتصال هاتفي اجراه معه في المشفى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

وقالت وكالة الانباء البحرينية ان اتصالا هاتفيا "جرى بين الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد والرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة اطمئن جلالته خلاله على صحة الرئيس اليمني".

واضافت ان ملك البحرين "تمنى له الشفاء العاجل والتوفيق".


من جهتها تعهدت الحكومة اليمنية بأن الرئيس علي عبد الله صالح الذي سافر الى السعودية للعلاج سيعود الى البلاد في غضون ايام بينما طالب آلاف المتظاهرين في العاصمة بتنحيه.

وبات مصير صالح -الذي خضع لعملية جراحية في السعودية بعد اصابته في هجوم على قصره- في صلب الأزمة السياسية التي شلت الدولة الفقيرة الواقعة في شبه الجزيرة العربية والمهددة بالانزلاق الى حرب أهلية.

وبلغت الاحتجاجات المستمرة منذ اشهر ضد صالح ذروتها في حرب مفتوحة في العاصمة صنعاء الشهر الماضي بعدما رفض الرئيس اليمني سلسلة من الاتفاقات توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي لتنحيه عن السلطة.

ولم يظهر صالح على الملأ منذ الهجوم الذي وقع في الثالث من يونيو حزيران واصابه بحروق وجروح من شظايا.

وقال عبده الجندي نائب وزير الإعلام اليمني إن الرئاسة أكدت له أن الرئيس سيعود خلال الأيام القادمة. ولم يحدد موعدا معينا.

واضاف أن صحة الرئيس في تحسن مستمر.

وفي العاصمة صنعاء طالب عشرات الآلاف من المتظاهرين بتنحي صالح عن السلطة وان تحل محله حكومة انتقالية. وردد البعض هتافات "الشعب يواصل اسقاط النظام".

ودعمت شخصيات بارزة من عائلة صادق الأحمر رئيس اتحاد قبائل حاشد القوية المتظاهرين وانضموا إلى الدعوة لتشكيل حكومة انتقالية. ومن بين خصوم صالح لواء بالجيش انقلب عليه.

ويتزامن الجمود بشأن مستقبل صالح مع تصاعد العنف بين قوات الحكومة المركزية وانفصاليين واسلاميين الامر الذي غذى المخاوف الغربية والخليجية من أن البلاد قد تنزلق إلى الفوضى واعطاء جناح تنظيم القاعدة موطئ قدم بالقرب من ممرات حيوية لشحنات النفط.

وارسلت السعودية 600 الف برميل من النفط إلى ميناء عدن جنوب البلاد امس الخميس كجزء من منحة تبلغ ثلاثة ملايين برميل بهدف تخفيف نقص الوقود. وهناك أيضا نقص في امدادات المياه والكهرباء.

وبعد ما يقرب من ستة أشهر من خروج المتظاهرين للشارع بوحي من الإطاحة برئيسي مصر وتونس على امل إنهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما اندلعت صراعات عديدة في اليمن من جديد.

ويقول معارضون لصالح إنه جعل قواته تسمح لمقاتلين إسلاميين بالسيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية الشهر الماضي لإثارة مخاوف من أن انتهاء حكمه يعني استيلاء الإسلاميين على السلطة.

وقال مسؤولون محليون إن مسلحين اثنين على الاقل قتلا في تجدد للقتال على مشارف زنجبار اليوم. واضافوا أن الضربات الجوية دمرت منزلين. وقال سكان بالمنطقة إن غارة جوية في وقت لاحق قتلت خمسة مسلحين واصابت اثنين.

وادى سقوط زنجبار والاشتباكات اللاحقة إلى فرار جميع سكانها تقريبا ولجأ أكثر من عشرة آلاف شخص إلى عدن. والحكومة نفسها مشلولة تقريبا بسبب الأزمة وتعمل جاهدة من أجل توفير الطعام والمأوى لهم.

وفي محافظة لحج الجنوبية الاخرى -حيث تعادل سطوة قوات الانفصاليين والاسلاميين سطوة الحكومة المركزية او قد تفوقها- شن مسلحون هجمات جريئة في الايام القليلة الماضية.

وقال مسؤول محلي إن جنديين على الاقل قتلا فضلا عن مقتل اربعة مسلحين في قتال اليوم في الحبيلين. ووقع الحادث في منطقة بالمحافظة حيث تتواجد حركة انفصالية قوية.

ولفترة وجيزة سيطر مهاجمون ملثمون يقول الجيش اليمني انهم أعضاء في تنظيم القاعدة على مقر الامن ومبان حكومية في منطقة مسامير واطلقوا سراح بعض المعتقلين في سجن محلي امس.

ويوم الأربعاء اقتحم مسلحون مبان حكومية أخرى في مدينة الحوطة على بعد نحو 65 كيلومترا مما اسفر عن مقتل ثلاثة حراس.

وقالت قوات الأمن اليمنية إنها ألقت القبض على عشرة مقاتلين يشتبه في أنهم من القاعدة كانوا يحاولون التسلل إلى مدينة عدن الجنوبية في وقت متأخر الاربعاء. وتطل عدن على ممرات شحن استراتيجية يمر منها يوميا قرابة ثلاثة ملايين برميل نفط.

 

شام نيوز - وكالات