مصر: الجنزوري يطلب وقتاً لتشكيل حكومته

توجه الاف المتظاهرين، عصر الجمعة إلى مقر رئاسة الوزراء في القاهرة، القريب من «ميدان التحرير»، حيث سدوا مداخله لمنع رئيس الوزراء المكلف، كمال الجنزوري، من الدخول كما افاد مراسل لوكالة «فرانس برس».
من جهته، أعلن رئيس الوزراء المصري الجديد، كمال الجنزوري، اليوم، انه حصل على صلاحيات «تفوق بكثير» سلفيه، مؤكدا انه لن يتمكن من تشكيل حكومته قبل الانتخابات التشريعية، التي تبدأ الاثنين المقبل
وقال الجنزوري (78 عاما) في مؤتمر صحفي «انا مخضرم الى حد ما في مسألة الصلاحيات وجميع الوزارات خلال الستين سنة الماضية كان يصدر لها قرار تفويض يمنح لرئيس الوزراء الكثير من صلاحيات رئيس الجمهورية»، مضيفاً أنه حصل على صلاحيات «تفوق بكثير» ما تمتع به سلفاه، احمد شفيق وعصام شرف، اللذان توليا رئاسة الوزراء بعد اسقاط نظام حسني مبارك.
وتابع الجنزروي قائلاً: «كثيرون يعرفون ان لي مقولة وهي ان المسؤول السياسي لابد ان يصدر القرار المناسب في الوقت المناسب وفي كثير من الاحيان يكون الوقت المناسب فورا»، مستطرداً أنه «لكل من يسأل عن الصلاحيات اقول سآخذ الصلاحيات الكاملة التي تمكنني من خدمة هذا البلد»، لافتاً إلى أنه طلب «بعض الوقت» لكي يجري مشاورات لاختيار اعضاء حكومته.
إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء الجديد ائتلافات الشباب والحركات والاحزاب السياسية الى ان تقدم له ترشيحات لعضوية الحكومة، مشدداً على أن المشير طنطاوي لا يريد الاستمرار في السلطة.
وكان التلفزيون الرسمي المصري قد أعلن في وقت سابق، اليوم، أن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير حسين طنطاوي، قرر تعيين رئيس الوزراء الأسبق، كمال الجنزوري، رئيساً للوزراء «ومنحه جميع الصلاحيات»،الأمر الذي يرفضه المتظاهرون.
وجاء ذلك بالتزامن مع احتشاد قرابة مليون مصري في «ميدان التحرير»، وسط القاهرة، منذ الصباح، في تظاهرة شعبية تطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بترك السلطة.
وأدى المتظاهرون، الذين أطلقوا على تظاهرتهم اسم «مليونية تسليم السلطة»، صلاة الجمعة في الميدان، وسط استنفار عناصر الجيش الذين فرضوا، منذ أمس، أطواقاً أمنية وحواجز اسمنتية للفصل بين المتظاهرين والعناصر الأمنية، خشية تجدد الاشتباكات التي دامت نحو أسبوع وأسفرت عن 41 قتيلاً وأكثر من 1700 مصاب، بحسب ما أعلن الدكتور هشام شيحة، وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي، صباح اليوم.
كذلك، ردد المتظاهرون شعارات معارضة للمجلس العسكري، أبرزها: «الشعب يريد إسقاط المشير».
من جهة أخرى، قال رئيس المكتب الفني لمشيخة الأزهر، مندوب الإمام الأكبر، الشيخ أحمد الطيب، في خطاب أمام المتظاهرين في «ميدان التحرير»، بعد صلاة الجمعة، إن «الإمام الأكبر يشارككم موقفكم ويدعو لكم بالتوفيق»، في موقف يعدّ الأول من نوعه منذ عقود، حيث يتبنّى شيخ الأزهر موقفاً معارضاً للسلطة في البلاد.
من جهتها، أكدت مراسلة «الأخبار» في القاهرة، سيرين أسير، أن الأجواء في «ميدان التحرير» احتفاليّة، وأن المتظاهرين ينتمون إلى مختلف شرائح المجتمع.
نرمين (21 عاماً)، طالبة العلوم السياسية، ترى أن من الضروري إيجاد بديل من المجلس العسكري، وأن مجرد المطالبة بإنهاء حكمه ليس كافياً.
خالد، وهو أب في منتصف العمر، ينتقد عدم حدوث أي تغيير يذكر منذ رحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك وحلول المجلس الأعلى للقوات المسلحة مكانه.
وعلى الرغم من انتماء المتظاهرين إلى تيارات سياسية مختلفة، وغياب الإخوان المسلمين، لفتت مراسلة «الأخبار» إلى أن جميعهم موحدون في مطالبتهم برحيل طنطاوي.
شام نيوز - يو بي آي - أ ف ب