مصر تسحب سفيرها من "إسرائيل"

 
قرر مجلس الوزراء المصري في اجتماعه الطارىء سحب السفير المصري من إسرائيل لحين انتهاء التحقيقات
وكان مجلس الوزراء قد أتخذ قرار باستدعاء السفير الاسرائيلي في وزارة الخارجية المصرية وأبلاغة احتجاج مصر الرسمي على قتل الجنود المصريين، وذلك وفقاً لصحيفة الوفد المصرية.

هذا وكان قد ارتفع عدد المصريين الذين قتلوا الخميس برصاص الجيش "الإسرائيلي" بالقرب من الحدود المصرية "الإسرائيلية" يوم الجمعة 19/8/2011، إلى خمسة بينهم ثلاثة مجندين من حرس الحدود، بينما تقدمت مصر باحتجاج رسمي لـ"إسرائيل"، وجاء ذلك وسط مطالبات شعبية بطرد السفير "الإسرائيلي" من القاهرة وقطع العلاقات مع تل أبيب. 
 


وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نقلا عن مصدر عسكري إن الواقعة حصلت بالقرب من معبر رفح المؤدي إلى قطاع غزة، واتهمت إسرائيل مقاتلين فلسطينيين بالانطلاق من قطاع غزة لتنفيذ الهجمات التي أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين بينهم جندي قرب منتجع إيلات.

دعوات لطرد السفير الإسرائيلي
في سياق متصل، طالب مجدي أحمد حسين رئيس حزب العمل ومنسق الحركة المصرية لفك الحصار عن غزة، والدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلامي خلال كلمات ألقوها أمام السفارة الإسرائيلية ظهر اليوم في القاهرة ، المجلس العسكري بسرعة اتخاذ قراره اليوم بشأن ما ارتكبته إسرائيل في حق دماء المصريين والفلسطينيين، بأن يتم طرد السفير وغلق السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ووقف تصدير الغاز إليها.

وتظاهر المئات من المصريين أمام السفارة الإسرائيلية مرددين شعارات غاضبة مطالبة بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات مع إسرائيل.

وخرجت دعوات مساء الخميس من العديد من الشخصيات والأحزاب للتظاهر الجمعة، تعبيراً عن غضب الشعب المصري على مقتل الضابط والجنديين بنيران الجيش الإسرائيلي.

وصدرت عن بعض الشخصيات المصرية المحتمل ترشحها للرئاسة تصريحات حول الحادثة، حيث اعتبر حمدان صباحي ما أقدم عليه الجيش الإسرائيلي بجريمة لا يجب السكوت عليها، في حين حذر عمر موسى إسرائيل من التعرض للجنود المصريين، داعيا السلطات المصرية لضرورة استدعاء السفير الإسرائيلي في القاهرة فوراً لبحث هذا الموضوع

 

صحف "إسرائيلية": سحب مصر لسفيرها سيكون الخطوة الأولى لـ"فسخ" اتفاقية السلام
اعتبرت وسائل الإعلام في "إسرائيل" قرار مصر باستدعاء سفيرها ياسر رضا، من "إسرائيل" بمثابة تصعيد خطير من قبل القاهرة، سيتسبب فى تدهور العلاقات، المتوترة أصلاً منذ أشهر بين البلدين، وقد يؤدى أيضاً إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وفسخ معاهدة "كامب ديفيد" للسلام بين البلدين بعد شهور قليلة فقط من نجاح المصريين فى إسقاط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك الذى كان يسعى دائمًا لحماية وضمان مصالح وأمن "إسرائيل".

وأكدت صحف "هاآرتس" و"يديعوت أحرنوت"و"معاريف" و"جيروزاليم بوست" والإذاعة "الإسرائيلية"، أن الأيام القادمة ستمثل اختباراً صعباً وحرجاً للغاية بين البلدين التى شهدتا توتراً كبيرًا فى علاقاتهما عقب الثورة المصرية التى أطاحت بنظام مبارك، وعقب امتثال الإدارة المصرية الجديدة للضغوط الشعبية والثورية التى تطالب بإنهاء سنوات العسل والعلاقات الحميمية بين القاهرة وتل أبيب، التى كانت قائمة طوال عقود حكم مبارك.

  
  


وأدت الضغوط الشعبية للمصريين الذى تظاهروا أمام السفارة المصرية فى القاهرة، وأمام القنصلية "الإسرائيلية" في الإسكندرية، إلى اتخاذ مصر خطوات تصعيدية غير مسبوقة من قبل تجاه "إسرائيل"، وتمثلت هذه الخطوات فى سحب مصر لسفيرها فى "إسرائيل"، ومطالبتها تل أبيب بالاعتذار الرسمي عن مقتل قوات الأمن المصرية، واستدعاء يتسحاق ليفانون السفير "الإسرائيلي" في القاهرة، للتحقيق معه فى ملابسات إطلاق الجيش "الإسرائيلي" النار على قوات الأمن المصرية المرابطة على الحدود.

وادعت وسائل الإعلام العبرية أن مصر تلعب مع إسرئيل "لعبة اللوم"، بعد مقتل عدد من قواتها، وظهر هذا بعدما حملت الإدارة المصرية إسرائيل مسئولية مقتل قواتها، ووجهت لها اتهامات بالتهور وعدم ضبط النفس على الحدود بين البلدين، وفى نفس الوقت تناست القاهرة أنها فقدت بالفعل السيطرة الأمنية على سيناء، لهذا نجح منفذو عملية "إيلات" الإرهابية فى تنفيذ عمليتهم وقتل وإصابة عشرات "الإسرائيليين"، من خلال تسللهم من أراضى سيناء.

وأخيراً أشار الإعلام "الإسرائيلي"، إلى أن الضغوط الشعبية للمصريين هى أيضًا التى اضطرت نظام الرئيس السابق حسني مبارك، إلى سحب السفير المصري من "إسرائيل" عام 2000، عقب رفض المصريين لاستخدام "إسرائيل" للقوة المفرطة ضد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ووصفهم ما تقوم به القوات "الإسرائيلية" بحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني.

الجدير بالذكر أن تدهور العلاقات بين مصر و"إسرائيل" بدأ عقب نجاح الثورة فى الإطاحة بالرئيس المخلوع التى كانت تل أبيب تعتبره بمثابة "كنز استراتيجى" لها، وازداد تدهور العلاقات عقب قرار مصر بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين المحاصرين منذ سنوات فى قطاع غزة، وعقب مطالب الحكومة المصرية لإسرائيل بضرورة رفع أسعار الغاز المصرى المصدر لها، ليتناسب مع الأسعار العالمية.

 

 

شام نيوز.وكالات