مصر ما بعد مبارك: إشادة بدور الجيش ودعوات للتهدئة

لم تدم لحظات البهجة طويلا حتى ارتفعت أصوات مصرية كثيرة تطالب بالتهدئة والحوار الوطني والتفاعل مع الجيش باعتباره ضمانة التغيير الديمقراطي.
فقد حيا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى شباب مصر وجيشها على "دورهما في تحقيق التغيير التاريخي" مع تنحي الرئيس حسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة، ودعا الى "بناء سليم لمصر قائم على توافق وطني".
وقال موسى "بقدر ما أحيي الشباب فانني أؤكد ضرورة النظر للامام وأن تكون الخطوات القادمة قائمة على الديمقراطية والإصلاح".
وأشاد بالقوات المسلحة ودورها في الحفاظ على مصر، مشددا على "ضرورة استمرار هذا الدور من أجل بناء مصر الجديدة".
وقال عضو بارز بجماعة الاخوان المسلمين أكبر جماعات المعارضة المصرية ان المصريين حققوا الهدف الرئيسي من انتفاضتهم الشعبية بعد تنحي الرئيس حسني مبارك اليوم الجمعة.
من جانبه قال المعارض المصري البارز محمد البرادعي ان هذا "اعظم يوم" في حياته حين اعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك وتسليمه السلطة للجيش.
وقال البرادعي "انتظرنا هذا اليوم لعقود. نتطلع جميعا للعمل مع الجيش للاعداد لانتخابات حرة ونزيهة. اتطلع لفترة انتقالية تشهد تقاسم السلطة بين الجيش والشعب."
من جهته قال السياسي المصري المعارض أيمن نور ان مصر ولدت من جديد وان الجيش يعي مهمته في الاعداد لحكم مدني.
واضاف نور "ننظر إلى المرحلة الانتقالية باعتبارها المرحلة التي ستمهد إلى الوصول إلى الدولة المدنية وإلى مطالبنا المشروعة في دولة حرة مدنية. في دولة تقوم على حقوق الإنسان والمواطنة."
وقال نور الذي حل ثانيا بعد مبارك بفارق واسع في اول انتخابات تعددية في تاريخ مصر "اعتقد ان الجيش يدرك ان مهمته هي حماية الأوضاع إلى أن تنتقل الأمور إلى مرحلة مدنية."
وقد وجه الجيش المصري الذي تولى السلطة في البلاد في بيان اصدره مساء الجمعة عقب تنحي مبارك، رسالة تطمين الى الداخل والخارج مؤكدا انه "لن يكون بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب".
وقال البيان "امام مطالب شعبنا العظيم في كل مكان باحداث تغييرات جذرية فان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يتدارس هذا الامر وسيصدر لاحقا بيانات تحدد الخطوات والاجراءات والتدابير التي ستتبع مؤكدا انه ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب".
ووجه الجيش في بيانه "كل التحية والاعزاز لارواح الشهداء الذين ضحوا بارواحهم فداء لحرية وامن بلدهم" في اشارة الى ضحايا الانتفاضة المصرية التي استمرت 18 يوما.
وقدم الجيش "التحية والتقدير" للرئيس السابق "على موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا للوطن".
وقد أثار تنحي حسني مبارك ردود فعل رسمية عربية مرحبة بالخطوة, حيث رحبت قطر بنقل السلطة في مصر الى المجلس العسكري الاعلى مع تنحي الرئيس حسني مبارك، مؤكدة تمسكها بعلاقات متميزة مع القاهرة وتتطلعها "لاستعادة مصر دورها القيادي في العالم العربي".
واكد بيان من الديوان الاميري ان قطر "تعبر عن احترامها لارادة الشعب المصري وخياراته" و"تحيي الدور الكبير والهام للقوات المسلحة المصرية في الدفاع عن مصر والأمة العربية ومصالح الشعب المصري".
من جهتها، أعلنت الإمارات ثقتها في قدرة القوات المسلحة المصرية على إدارة شئون البلاد ، بعد تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن منصبه وتفويضه القوات المسلحة لإدارة شئون مصر.
من جهة ثانية قال حزب الله انه يشعر بالفخر والاعتزار بانجازات "ثورة مصر"،
وانه يرى أنّ إرادة الشعب وعزمه وثباته هو مفتاح القدرة على صنع المعجزات والإنتصارات لقضيته وأمته".
وفي غزة أطلق فلسطينيون في القطاع الألعاب النارية والرصاص في الهواء إبتهاجا باستقالة الرئيس المصري حسني مبارك من منصبه اليوم الجمعة ودعت حركة حماس "حكام مصر الجدد إلى تغيير سياساته".
ووصف المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري استقالة الرئيس المصري بأنها بداية النصر للثورة المصرية.
وقال إن نصرا كهذا جاء نتيجة تضحيات وصمود الشعب المصري.
وأضاف أبو زهري أن حماس تدعو القيادة المصرية الجديدة لاتخاذ قرار فوري برفع الحصار المفروض على غزة وفتح معبر رفح الحدودي بشكل دائم للسماح بالتنقل الحر للافراد ولبدء عملية إعادة إعمار القطاع.
وفي العاصمة الأردنية عمان تظاهر نحو 500 شخص مساء الجمعة امام مقر السفارة المصرية في عمان، بينهم مصريون احتفاء بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة, وقام عدد من المشاركين بتوزيع الحلوى والورود وإطلاق الالعاب النارية.
وهتف المتظاهرون "مصر مصر، تحيا مصر" و"باي باي مع السلامة يا مبارك" و"إذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" و"الشعب خلاص اسقط النظام".
وحمل المتظاهرون اعلاما اردنية ومصرية ولافتات كتب عليها "الشعب اسقط النظام" و"الله محيي الشعب المصري" و"خلاص فهمتكم" وهم يرددون "بلادي بلادي بلادي، لك حبي وفؤادي".
وتنحى الرئيس المصري حسني مبارك الجمعة وكلف الجيش بتولي السلطة في اليوم الثامن عشر لانتفاضة غير مسبوقة طالبت منذ اليوم الاول برحيله واصرت على مطلبها واخذت تتسع يوما بعد يوم حتى بلغت ذروتها الجمعة مع نزو حشود لا حصر لها الى الشوارع.
شام نيوز – وكالات