مطالب درعا .. تحت سقف الوطن!

مدينة درعا- تيسير أحمد
قبل أن نتوجه إلى مدينة درعا للوقوف على حقيقة الأخبار التي يتم بثها عبر الفضائيات ومواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، كنا في حيرة أمرنا فماذا سنقول للحواجز التي تمنع المواطنين من الدخول أو الخروج إلى المدينة المحاصرة؟ - حسب زعم الفضائيات- وهل الدبابات التي قيل إنها توجهت إلى درعا ترابط داخل المدينة أم على تخومها، وماذا عن المروحيات وكيف سنتواصل هاتفياً ما دامت الشبكات الهاتفية معطلة؟؟ أسئلة كثيرة راودتنا ولم نحر لها جواباً.
ولكن المفاجأة التي واجهتنا في المدينة فور وصولنا إليها عدم وجود أي من الحشود الأمنية المزعومة التي صدعتنا الفضائيات بالحديث عنها، لم نر إلا شرطة المرور وهم ينظمون السير في مدينة تعيش يوماً طبيعياً من أيامها.
لا توجد دبابات ولا طائرات حوامة، ولا أي مظهر من مظاهر الاستنفار الأمني.
لم يوقفنا أحد خلال تجوالنا في شوارع المدينة، ولم يكن هناك أي مظهر من مظاهر التمرد.. كانت الحياة تسير بشكل اعتيادي كأي يوم آخر من أيام درعا الهادئة.
تابعنا المسير إلى درعا البلد حيث الجامع العمري، كان هناك بعض المواطنين الواقفين بحالة ترقب فيما كان أطفال يلعبون كرة القدم في الساحة المجاورة للمسجد ونساء يجلسن أمام الأبواب يتبادلن أطراف الحديث.
سألنا بعض المواطنين الواقفين: ماذا يجري، فقيل لنا مظاهرة في أسفل الشارع لبعض الشباب الذين يحيط بهم عناصر حفظ النظام. انحدرنا من الجهة المقابلة، كان هناك عشرات من الشبان في حالة احتكاك مع عناصر شرطة حفظ النظام حيث أطلقت قنبلة غاز أثارت دخاناً في المكان.
تحدثنا مع المواطنين فاخبرونا عن ضيق ذرعهم بالفساد وعن موضوع آبار المياه وقضايا مطلبية تتعلق بسلوك هذا الموظف أو ذاك.. ولم نسمع حرفاً واحداً عن أي شعار سياسي من تلك الشعارات التي ترفعها مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتلقفها الفضائيات.
لقد كانت صور السيد الرئيس في بعض المحلات وفي الأماكن نفسها التي يتظاهر فيها المواطنون لم يقترب منها أحد.
من الواضح أن هذه المظاهرات خرجت للتنديد ببعض الفاسدين وللاحتجاج على ممارسات بعض الموظفين الكبار والصغار في هذا القطاع أو ذاك، لابل إن البعض من المتظاهرين كان يهتف للسيد الرئيس.
ولكن وبما أن الموضوع برمته حالة إعلامية تنفذها مجموعات في الخارج وجدت بعض المتعاونين معها من ضعاف النفوس في الداخل، تسلل هؤلاء إلى هذه المظاهرة وقاموا بأعمال تخريب وحرق روعت المواطنين الذين خرجوا للتعبير بشكل سلمي عن بعض مطالبهم لإقالة بعض الموظفين الفاسدين.
لم نسمع في درعا عن أي مطلب خاص، كانت هي نفسها المطالب الوطنية التي ينادي بها الجميع تحت سقف الوطن وتحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وهي نفسها المطالب التي نقرأ عنها يومياً في الصحف السورية وفي المواقع الوطنية، بدءاً بمكافحة الفاسدين، ومروراً بمطالب تحسين الخدمات، انتهاءاً بتحقيق تكافؤ الفرص.. فما الجديد إذن وعن أي ثورة تتحدث الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.
هي دعوة نوجهها لوسائل الإعلام السورية بالتوجه إلى درعا لرؤية حقيقة الصورة لنقلها إلى المواطن السوري أولاً وللرأي العام العربي والعالمي ثانياً.