مع بدء الاعتدال الخريفي.. ما مزروعات هذا الفصل؟ وبأي المناطق السورية تُزرع؟

مع بدء الاعتدال الخريفي.. ما مزروعات هذا الفصل؟ وبأي المناطق السورية تُزرع؟

رزان حبش – شام إف إم

يودع العالم اليوم فصل الصيف، ويستقبل الخريف، حيث يبدأ الاعتدال الخريفي، والذي يعني انخفاض ضوء الشمس المباشر في نصف الكرة الشمالي، كما يصبح الطقس أكثر برودة كل أسبوع عن الذي قبله.

أما أصل عبارة "الاعتدال الخريفي" فيعود للعبارة اللاتينية "تساوي الليل والنهار"، والذي يحدث حين يكون عدد ساعات الليل والنهار متساوياً تقريباً في معظم أنحاء العالم، ويكون مركز الشمس عمودياً في الأفق لمدة 12 ساعة بالتمام والكمال.

ويستغل الكثيرون فصل الخريف لزراعة بعض أنواع المزروعات الخريفية على شرفات منازلهم أو بأراضيهم، فمن المتعارف عليه أنه موسم حصاد نباتات العروة الخريفية.

 

مزروعات الخريف ومناطقها:

وقال عضو اتحاد الغرف الزراعية سلمان الأحمد لبرنامج "البلد" اليوم" على "شام إف إم" إن هذا التوقيت من العام مناسب لزراعة كل أنواع الخضراوات والحبوب والبقول كالزعفران والفطر البطاطا والجزر وغيرها الكثير، ويختلف ذلك وفقاً للمناطق الجغرافية في سورية.

حيث إن زراعة اليانسون على سبيل المثال تنجح في المنطقة الجنوبية أكثر من أي منطقة أخرى، فيما تملك المنطقة الساحلية القدرة على إطعام سورية بالإضافة إلى دول الجوار، لما لديها من بيوت بلاستيكية، كما أوضح الأحمد، لافتاً إلى أنه كان هناك أكثر من 70 ألف بيت بلاستيكي في الساحل خلال فترة ما قبل الأزمة، مؤكداً وجود القدرة على إعادة هذه الأرقام إلى ما كانت عليه.

وذكر الأحمد أن هذه البيوت البلاستيكية كانت تُنتج كميات هائلة من البندورة في المنطقة الساحلية، وكان يُزرَع أكثر من 400 ألف طن من البندورة، بالإضافة إلى تميزها بزراعة الفاصولياء والفراولة.

وبيّن عضو اتحاد الغرف الزراعية أنه تم العمل على إحداث ما يُسمى بالأنفاق والتي تعني بيوتاً بلاستيكية بسيطة تُشكّل "حضّانة" تُزرع فيها البذور ومن ثم تُنقل إلى مكان آخر على شكل شتلات زراعية.

 

العقبات والبدائل:

وأشار الأحمد إلى أن الإمكانيات المادية هي العقبة الأساسية حالياً، داعياً السياسات القادمة إلى التركيز على القطاع الزراعي لأنه قطاع ولّاد، وتعتمد عليه كل من قطاعات الصناعة والتجارة والسياحة أيضاً.

حيث هناك نقص كبير في الأسمدة والمبيدات، والبذور النوعية والهجينة، لافتاً إلى أن البذور الهجينة ليست البذور المعدلة وراثياً، بل هي بذور مقاومة للأمراض والظروف الجوية القاسية ويكون مردودها عالٍ.

كما كشف الأحمد عن شيوع استخدام الـ "فيرمي كومبوست" أو الديدان الحمراء كبديل للأسمدة، ورخصتها وزارة الزراعة، وهي بديل عضوي، ويُشجع على الزراعة النظيفة، واستطاع أن يعوّض كثيراً عن الأسمدة الكيميائية، والتي لا يمكن الاستغناء عنها بشكل نهائي أيضاً.

ودعا عضو اتحاد الغرف الزراعية وزارتي التربية والتعليم العالي إلى استحداث دروس لاستنبات النباتات في المنازل (الشرفات والأسطح)، مشيراً إلى أنه يمكن زراعة الحبوب الخضراء كالقمح والعدس والشعير، بالإضافة إلى البصل والثوم، والخس، والشوندر، وكذلك النباتات العطرية والطبية كالحبق وإكليل الجبل والميرمية وغيرها.

 

فيما تحدث الأحمد عن ضرورة تحقيق التوازن بين الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وبين التصدير للخارج، وذلك عن طريق تشجيع ودعم المشاريع الصغيرة المتعلقة بالزراعة.

 

تغيرات الطقس الخريفية قد تدفع البعض للاكتئاب الموسمي، إلا أن استغلال هذا الفصل للقيام ببعض النشاطات المميزة كالزراعة المنزلية والتنزه مشياً على الأقدام يمكن أن يجعل منه موسماً لطيفاً وفريداً.