معادلة .. عام سيء آخر مضى!!

لم يكن العام 2011 والذي يلفظ أنفاسه الاخيرة ، عاما خيرا على صعيدنا الفلسطيني ، رغم ان البعض وهو يتملق للقيادة الفلسطينية بشقيها ، الضفاوي والغزاوي ، ذهب لاعتباره واعتماده عاما للانجازات ، ففيه حققت فلسطين اختراقا في الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو المؤسسة على لازمة «استحقاق ايلول» الذي ناهز انفاقنا عليها تطبيلا وتزميرا الملايين ، في حين اعتبر آخرون انه شهد انجازا في تنفيذ صفقة شاليط وتحرير الاسرى التي ابقت على نخبة كبيرة خيرة من محكومي المؤبدات الذين اعتقلوا ما قبل اتفاقية السلام وصدأت قيودهم واغلالهم في ايديهم وارجلهم وهم ينتظرون .
ربما يكون اتفاق المصالحة ، بارقة أمل رأت النور في آخر نفقه ، لكنها كما هو معروف ما زالت بريقا وأريجا يحتاج ان يتنسمه الناس في رئاتهم المثقلة بغث الاختلاف والاقتتال والاعتقال ، اياديهم على قلوبهم من ان تمزقه ريح كانون وزمهرير شباط الخباط ، وثلوج آذار الكبار، خاصة انهم جربوا ذلك في مصاليح مكة وصنعاء و القاهرة ، ويسألون ما الذي تغير في هذه القيادات لطالما انها بقيت هي ذاتها بشحمها ولحمها .
كان عاما سيئا آخر ، ككل الاعوام التي سبقت ، او التي اعقبت اتفاقية السلام مع اسرائيل ، وربما اسوأ ، ففيه وصل الامر بأمريكا ان تتعامل معنا كجهاز امني لا أكثر كما قال الرئيس محمود عباس ، رغم ان الاقرار بذلك يصلح ان يكون انعطافة جديرة بالتوقف عندها والبناء عليها ، فتاريخ الصراع منذ عشرينيات براق القرن الماضي وثلاثينيات القسام واربعينيات الحسيني وخمسينيات القوميين العرب وستينيات وسبعينيات الفتح والشعبية وثمانينيات اطفال الحجارة ، وتسعينيات حماس والجهاد ، وألفية الاقصى ومحاولة محق غزة ، دللت ان ليس هناك انتصار ساحق على العدو ولا هزيمة ماحقة لنا ، بل حرب شعب طويلة المدى يحظر خلالها النزول مبكرا عن الجبل (أحد) لاقتسام الغنائم فيكون لدينا قبل الدولة خمسين وزيرا وحكومتين .
ولهذا كان عام 2011 اكثر سوءا على عدونا ، الذي لم ينجح في تطويعنا وترويضنا ، مقدمة لوأد جذوة نضالنا في صدورنا ، بل انه لم يشعر بأن محاصرته تحتكم كما هو عليه اليوم منذ مولده ، فلقد سقطت الدمى العربية التي شكلت سياجه وخط دفاعه الاول ، وحتى العراق الذي تم غزوه ارضاء له ، يعود ليشكل مصدرا لقلقه الذهاني بعد انسحاب امريكا من وحله ، يكفي اننا نراه في آخر ايامه (ايام العام) قد ظهر بشكل اوضح على حقيقته التوراتية ، بمظاهرات بيت شيمس لمنع المرأة من المشاركة في الحياة العامة ، فيضطر نتنياهو للتقدم بإقتراح تقسيم البلدة الى قسمين ، قسم يؤيد المرأة وقسم يسحقها ، فما الذي سيفعله عام 2012 بالقدس ؟؟؟