معارضة الـ «لا حل»!

 

 

المحرر السياسي - قاسيون

 

 

اتسم سلوك قسم من المعارضة السورية خلال فترة الأزمة بالرفض المسبق لأية فكرة أو مبادرة محلية أو دولية تنحو منحى خروج آمن من الأزمة السورية, باستثناء بعض المبادرات التي تصدر عن دوائر غربية أو خليجية، ودائما كانت الحجة سلوك النظام وعدم الثقة به، واقتصر الحل عندها فقط على محاولة اسقاط النظام، ولكن الوقائع تثبت أن توازن القوى الداخلي على الأرض لايسمح بتحقيق هذا الهدف فعلى ماذا يراهن هذا الرهط المعارض؟ بالملموس لايوجد ما يمكن الرهان عليه غير الاستقواء بالخارج لتحقيق الهدف.

ولكن توازن القوى الدولي ما عاد يسمح بالتدخل العسكري المباشر فكيف «ستسقط» المعارضة العتيدة النظام؟ النتيجة الوحيدة في هذه الحالة هو استمرار الوضع الحالي من العنف والعنف المضاد، وإراقة الدماء السورية، وانهاك الاقتصاد المنهك أصلاً، وصولاً إلى تدمير بنية الدولة الأمر الذي يعني في الحالة السورية وضع المقدمات لتدمير بنية المجتمع.

والمعنى الوحيد لتدمير بنية الدولة والمجتمع هو الفوضى الخلاقة، هكذا يقول التحليل الواقعي لاتجاه تطور الوضع، وكلما تم الحديث عن مخاطر استمرار هذا الوضع على الوطن، ليس لدى هذه المعارضة سوى تحميل المسؤولية للنظام والمشكلة ليست في ذلك، بل في أن هذا الموقف يأتي بالتوازي مع حسن الظن بمن يدّعي «دعم» الشعب السوري ضد النظام بدءً من الإدارة الأمريكية ومروراً بالرجعيات العربية وانتهاء بالقوى الاقليمية المعادية... باختصار انها معارضة «اللا حل»، إنها جزء من الازمة وليست إحدى أدوات الحل باتجاه التغيير الوطني الديمقراطي كما يفترض.