معرض بانورامي لتجربة عاصم الباشا التشكيلية

من معرض صالة تجليات

حاول الفنان السوري المقيم في إسبانيا عاصم الباشا أن يقدم في معرضه الجديد في صالة تجليات بدمشق مختلف التقنيات التي عمل عليها خلال سنوات تجربته الطويلة، فتنوعت بين النحت والرسم على الخزف والتشكيلات المعدنية والرسم على الورق.
وتتميز تجربة الباشا بخصوصيتها التي جعلته واحداً من أهم النحاتين العرب في القرن العشرين، وواحداً من أهم الفنانين التشكيليين المغتربين.
يقول الباشا عن معرضه الجديد إنه "يشكل محاولة لاستعادة أغلب مراحل تجربتي الفنية ولكن بشكل مصغر جداً إذ إنني انتقيت نماذج قليلة من كل مرحلة لأكشف للجمهور بعد 14 عاماً من الغربة خارج سورية عن همي التشكيلي الحالي".

وأضاف الباشا الذي قدم في معرضه تجربة جديدة تعتمد على المعدن المباشر مع الحفاظ على خطه التعبيري إن مبدأ استحالة كمال العمل الفني يجعل الفنان دائم البحث والتجربة مشيراً إلى أن التنويع الذي يضمه المعرض شيء حتمي على الإنسان المتعايش مع محيطه وما يجري حوله وبهذا فإن الحياة قادرة على إمداده بالكثير من الأفكار وحالات التطوير التي يبحث عنها معتبراً أن الحركة الدائمة على مستوى الوعي والعمل من شروط هذا التطور.

ورغم غربته وإقامته في إسبانيا إلا أن الفنان الباشا ظل محافظاً على سمة الإنجاز الإبداعي الغزير من خلال مشاركاته المتعددة في أعمال نصبية وملتقيات ومعارض فردية ومشتركة حول العالم بدءاً من كوريا الجنوبية وحتى كوبا كما أنه ظل وفياً لبيئته ومحليته السورية يستلهم منها ويجد فيها المنهل الذي لا ينضب.
ويضيف إن كل أعمالي التي اشتغلتها تؤكد أنني ابن سورية وأن التراث السوري القديم يشكل أساس عملي وتربيتي الفنية كما حاولت خلال أعمالي الخارجية أن أترك فيها شيئاً وملمحاً من ملامح حضارة الشرق ولاسيما السورية من خلال اعتماد هذه الأعمال على الحركة الداخلية للكتلة.

ويشكل استمرارية وتأكيداً على تجربته السابقة إذ إنه بقي أميناً للفكرة الأساسية التي بدأ منها وهي التعبيرية التي اشتغل عليها سواء من خلال الطين المشوي الذي استخدم فيه بعض الأكاسيد ليؤكد هذه التعبيرية من خلال اللون أو الريزينات المصبوبة التي تظهر إحساس معدن البرونز.

والفنان الباشا من مواليد بوينس أيرس في الأرجنتين عام 1948 من أسرة يبرودية، عادت إلى سورية منذ كان طفلاً فنشأ في سورية وتخرج عام 1977 في معهد سوريكوف العالي للفنون التشكيلية بموسكو ثم انتقل للإقامة والعمل في غرناطة بإسبانيا.

وخلال مسيرته الفنية الطويلة عرض الباشا عدداً كبيراً من المعارض الفردية داخل سورية وخارجها ونال عدة جوائز مهمة.

وعدا عن إبداعه الفني فإن للفنان الباشا مجموعة من الأعمال الأدبية بينها رواية وبعض من أيام أخر ومجموعة قصص بعنوان رسالة في الأسى ويوميات الشامي الأخير في غرناطة التي نال عنها مؤخراً جائزة ابن بطوطة الأدبية لأدب الرحلة.

 

شام نيوز- سانا