معرض تطوعي لتوثيق الأغاني والحكايا الشعبية في دمشق

افتتح مساء أمس في التكية السليمانية معرضان متحركان متعددا الوسائط ضمن باصين ثقافيين يضمان إنتاجات مشروع شباب وتراث الذي يبحث ويشتغل في التراث الثقافي المادي واللامادي لمدينتي السويداء وتدمر.
ويشتمل المعرض على مطبوعات وكتيبات وملصقات أساسها الأغاني والحكايا الشعبية بدأ بجمعها متطوعو المشروع في مناطقهم والبحث في العناصر الثقافية الموجودة حولهم منذ نيسان 2010.
كما استطاع المتطوعون إنجاز فيلمي كرتون موجهين للأطفال عن آثار تدمر والسويداء تم إنتاجهما من خلال المشروع تحت عناوين عدنان صديق الآثار وسلمى صديقة الآثار.
وكان الباصان الثقافيان بدأا مشوارهما من السويداء بمعرض جال على بلدات القريا والمشنف وشقا وشهبا ومن ثم انتقلا إلى تدمر وحمص ودير عطية إلى أن حطا رحالهما في دمشق بمعرض يستمر حتى نهاية الشهر الجاري.
ويهدف المعرض الذي جاء بالتعاون بين الاتحاد الأوروبي ووزارتي الثقافة والنقل ولجنة تنسيق منظمات الخدمة الطوعية الإيطالية وجمعية مكان للفنون والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى والجمعية السورية للسياحة المستدامة إلى إعادة ربط الشباب بتراثهم وثقافتهم المحلية والبحث في العناصر المختلفة التي تكون هذه الثقافة ومن ثم حمل ما توصلوا إليه إلى مناطق مختلفة لعرضه على الناس كتعبير عن رؤيتهم الخاصة لثقافتهم المحلية إضافة إلى الترويج للسياحة الداخلية عبر تشجيع المشاركة ولاسيما من قبل الشباب في الحياة الثقافية والمجتمعية.
ويتم نشر الأغاني والحكايا التي تم جمعها ضمن مجموعات موجهة لشريحتي الأطفال والشباب كما يقوم المعرضان المتحركان بتوزيع هذه المجموعات وعرض الصور الملتقطة من قبل المشاركين وفيلمي الرسوم المتحركة.
وقال فاسيليس بونتو سوغلو سفير المفوضية الأوروبية بدمشق في كلمة له خلال افتتاح المعرض: إن هذا الحدث من ضمن نشاطات ثقافية عدة يمولها الاتحاد الأوروبي في سورية مشيراً إلى أهمية هذا المشروع في تعميق الحوار الثقافي وأن هذا المشروع يسهم إلى جانب مثيلاته من المشاريع الثقافية في الحفاظ على الإرث الثقافي في سورية.
وأضاف سوغلو إن المعرض يضم مجموعة متميزة من الكنوز السورية والتي تمثل جزءاً من الإرث الثقافي الأورومتوسطي والتي أدت فيه سورية دوراً مهماً وكبيراً.
من جانبه لفت الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة إلى الأهمية التي يشتمل عليها هذا المشروع في زرع بذور الاهتمام عند الشباب للحفاظ على التراث المادي واللامادي مبيناً أنه يجب تعميم هذه التجربة على بقية المحافظات.
وقال القيم إن كيمياء الحوار الحضاري تتجدد بفعل مشاريع كهذه مشيراً إلى أن سورية تمتلك الكثير من المكونات الثقافية التي تشكل جزءاً من الإرث الحضاري الإنساني.
بدوره أكد ماركو سيرجي المدير الإقليمي للجنة تنسيق منظمات الخدمة الطوعية الإيطالية أن أصداء هذا المشروع وصلت إلى إيطاليا وهذا ما دعا وسائل الإعلام الإيطالية إلى الاهتمام به ومتابعته.
وقال سيرجي إن هذا المشروع يساعد على استكشاف الجذور المشتركة ويزيد معرفة الشباب بماضيهم ويعمق وعيهم بالمستقبل ويبني جسور التواصل بين الثقافات.
فيما ركز الفنان مصطفى علي مدير جمعية مكان على الجهود الذي بذلها متطوعو المشروع للوصول إلى ما أنجزوه كما أشار إلى أهداف الجمعية في زيادة التبادل الثقافي والفني بين الشرق والغرب والمساهمة في تنشيط الحركة الفنية السورية على المستويين العربي والدولي وتلاقيها مع الحركات العالمية المعاصرة.
وأوضح علي أن الهدف من مشروع شباب وتراث التأكيد على أهمية الثقافة في حياتنا والحفاظ على الإرث الثقافي السوري والترويج له.
ثم قدمت مايا السيد المسؤولة عن نشاطات الجمعية عرضاً لكيفية تنفيذ المشروع والمصادر والمراجع المعتمدة في ذلك إضافة إلى المدة الزمنية التي استغرقها حيث تم توزيع نماذج من المطبوعات المنجزة كألعاب الأطفال وأغاني من السويداء وحكايا من السويداء ومهاهايات من السويداء إضافة إلى أغان من تدمر ومقتطفات من المطبخ التدمري وغيرها.