معركة العراق ضد الإرهاب تتواصل وعشائر الفلوجة تتعهد بطرد الإرهابيين


عقب اتفاق وجهاء مدينة الفلوجة غرب العراق مع الجيش العراقي على إنهاء المظاهر المسلحة من المدينة وتولي قوات الشرطة وأبناء العشائر زمام الأمور الأمنية في المدينة وفتح الطريق الدولي السريع أمام حركة الأرتال العسكرية أعلن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أن الحكومة "لن تستخدم القوة العسكرية في الفلوجة ما دامت العشائر تتعهد بطرد المجموعات الإرهابية منها" مشددا على "أن المعركة مستمرة ولا بد من حشد جميع الطاقات لها".

ودعا المالكي في كلمته الأسبوعية أبناء وعشائر الفلوجة إلى طرد المجموعات الإرهابية من المدينة مشيدا بالدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية "دفاعاً عن الحق والعدل وموقف العشائر العراقية الداعم للجيش في مواجهة المسلحين".

وأوضح المالكي أن التأييد الدولي للعمليات التي ينفذها الجيش العراقي يعطي الحكومة الثقة بأنها تسير في الطريق الصحيح داعيا الذين لم يؤيدوا العمليات العسكرية في الأنبار إلى الالتحاق بركب التأييد.

وقال المالكي "أدعو المتورطين والمستغفلين إلى العودة لرشدهم لكي لا يكونوا وقوداً للحرب".

هذه التطورات السياسية تأتي عقب تدمير الطيران العراقي بالتنسيق مع عمليات بغداد رتلا كاملا من السيارات تابعا لما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام" المرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي غرب بغداد والقضاء على مايسمى "الأمير العسكري" للتنظيم لمنطقة الكرمة شمال شرق الفلوجة.

وعلى الصعيد الدولي بحث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع نظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة.

وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية  "أن كيري أكد وقوف الولايات المتحدة مع الحكومة الدستورية العراقية في مواجهة إرهاب القاعدة والمجاميع الإرهابية في الأنبار كما أكد الحاجة إلى إجراءات وخطوات سياسية لدعم الجهد الأمني وتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات".

وعبر زيباري عن تقدير الحكومة "للدعم الأمني والعسكري الأمريكي لقوات الأمن العراقية في مكافحة الإرهاب والتزامها المتواصل بدعم العملية الديمقراطية الدستورية في البلاد" موضحا أن الاتصال تطرق لمجالات الدعم والتعاون الدولي مع الحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب والتطرف.

يذكر أن بياناً صدر عن رجال الدين ووجهاء ورؤساء العشائر في مدينة الفلوجة دعا الشرطة المحلية إلى العودة للانتشار في المدينة وإعادة فتح المدارس والمؤسسات الحكومية وعودة الموظفين إلى أعمالهم.

وكان مجلس رجال الدين وشيوخ العشائر في الفلوجة شكل في وقت سابق لجنة سماها اللجنة المدنية لإدارة شؤون الفلوجة تقوم مقام المجلس المحلي لقضاء الفلوجة.

في هذا الوقت توعدت حركة أهل الحق في العراق نظام آل سعود "برد صاعق" ردا على تدخلاته في العراق ودعمه للمجموعات المسلحة المنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابي وأبرزها مايسمى "دولة الإسلام في العراق والشام".

وقال الشيخ قيس الخزعلي أمين عام الحركة في تصريح صحفي إن على "السعودية أن تعرف حجمها وأن بيتها أوهن من بيت العنكبوت وإن ردنا على تدخلاتها في العراق سيكون صاعقاً ويأتيها من حيث لا تحتسب".

وأشار الخزعلي إلى أن "الدولة الرئيسية التي تعمل على زعزعة الوضع وإشاعة القتل والدمار في كل المنطقة والعراق بشكل خاص هي السعودية".

وأكد الخزعلي تأييد حركته للعمليات التي ينفذها الجيش العراقي في الأنبار مخاطبا السعودية إن "هذا الجيش هو الذي يتصدى الآن بكل شجاعة إلى تنظيماتكم البائسة".

ونفى زعيم أهل الحق وجود قوات تابعة له تقاتل في الأنبار مؤكدا أن زعماء العشائر في الانبار هم من يقاتل إلى جانب الجيش "ولولا المحاذير السياسية لكنا أول من قاتل /دولة الإسلام في العراق والشام/ وباقي تنظيمات القاعدة هناك".

وأضاف "ليعلم أبناء الجيش الأبطال أن كل الأخيار من أبناء هذا الشعب معهم وأن كل الشرفاء معهم وأن كل الأصلاء معهم ولا يهتمون لنباح الكلاب ولا لنعيق الغربان بل عليهم أن يسمعوا فقط لشعبهم وأبنائه وعشائره وقياداته الوطنية في كل ما يؤدي إلى حمايتهم".

وأعلن الخزعلي في الوقت نفسه دعم جماعته الكامل للحكومة برئاسة نوري المالكي والاستمرار "في طريق الدفاع عن الدولة ومؤسستها والنظام والاستقرار ودعم الجيش والأجهزة الأمنية وأن يكون طريق التغيير والإصلاح هو الانتخابات والعملية الديمقراطية".

كما أعلن الخزعلي استعداد جماعته للقتال إلى جانب عشائر الأنبار ضد القاعدة وباقي التنظيمات التكفيرية معربا عن تبرئه من كل عمليات القتل الطائفي قائلا "نعلن تبرينا من كل من يحمل السلاح ويقتل أخاه العراقي لا لشيء إلا لإختلافه معه في مذهبه مهما كانت تسمية هذا القاتل ميليشيات أو عصابات أو أي شيء".

وكشفت الكثير من التقارير الإعلامية والاستخباراتية تورط نظام آل سعود في الجرائم والتفجيرات الإرهابية التي ترتكب في العراق والتي أدت إلى تدمير البنى التحتية للبلاد وتزهق أرواح المواطنين الأبرياء يوميا.

وتشن القوات العراقية عمليات عسكرية واسعة النطاق في الأنبار لإنهاء وجود إرهابيي القاعدة في سياق حرب العراقيين ضد العصابات الإرهابية حيث قتل وأصيب العشرات من إرهابيي ما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام" التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي خلال اشتباكات مع أبناء العشائر والقوات الأمنية العراقية شرق الرمادي في العراق يوم الأحد الماضي.

مقتل 15 عراقيا في هجمات إرهابية متفرقة

من جانب آخر قتل 12 عسكريا عراقيا وشرطي ومدنيان في سلسلة هجمات ارهابية متفرقة وقعت في العراق أمس.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عقيد في الشرطة العراقية قوله إن: "12 عسكريا قتلوا جراء هجوم ارهابي نفذه مسلحون مجهولون على مبنى عسكري في منطقة العظيم شمال العاصمة العراقية بغداد".

وفي محافظة نينوى قتل مدنيان واحد عناصر الشرطة واصيب احد عشر بينهم شرطيان بتفجير سيارة مفخخة في مدينة الموصل.

وقال مصدر أمني عراقي في تصريح نقلته شبكة اخبار العراق إن.. "مدنيين اثنين وشرطيا استشهدوا واصيب احد عشر بينهم شرطيان احدهما يعمل في المرور بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري ارهابي في منطقة العياضية التابعة لقضاء تلعفر في مدينة الموصل بمحافظة نينوى".

وأضاف المصدر إن.. "السيارة المفخخة انفجرت قرب أحد الحواجز الأمنية ما استدعى تطويق مكان التفجير ونقل الشهداء الثلاثة الى دائرة الطب العدلي في المحافظة والجرحى الى المستشفيات لتلقي العلاج".

من جهة أخرى فجر إرهابيون جسر القاسم الذي يربط الرمادي بالمناطق الغربية في محافظة الانبار. 
وقال مصدر أمني إن.. "ارهابيين قاموا مساء أمس بتفجير جسر القاسم الذي يربط الرمادي بالمناطق الغربية ويقع على شارع 60 في الانبار" مضيفا إن.. "التفجير أسفر عن سقوط دعامات الجسر ومقطع منه".