معمل إسمنت طرطوس يستجيب لشكاوى "حصين البحر" ويبدأ بإجراءات الحد من التلوث

معمل إسمنت طرطوس يستجيب لشكاوى "حصين البحر" ويبدأ بإجراءات الحد من التلوث

هادي مخلوف - شام إف إم

وردت لـ "شام إف إم" العديد من الشكاوى من أهالي قرية حصين البحر والقرى المجاورة في طرطوس حول تفاقم مشكلة التلوث الناجم عن غبار معمل إسمنت طرطوس الذي يصل إلى منازلهم، ويتسبب بالعديد من المشاكل الصحية والبيئية، بالإضافة إلى تأثير هذا التلوث على الأراضي الزراعية في المنطقة.

وتجمّع أمس الأحد، العديد من أهالي القرية أمام المعمل للمطالبة بإيجاد آليات وحلول سريعة ومباشرة لوقف الانبعاثات الضارة، والتقى مدير عام شركة الإسمنت في طرطوس بالأهالي، ووعد بإجراءات عاجلة، والمباشرة بإصلاح الفلاتر الكهربائية، بالتزامن مع متابعة تأمين كافة المستلزمات لتنفيذ حلول جذرية.

ومتابعةً لهذا الموضوع، أكد رئيس بلدية حصين البحر في طرطوس، موفق ناصيف لبرنامج "حديث النهار" على "شام إف إم" أن المعمل باشر ببعض الإجراءات الإسعافية، من خلال إيقاف الخط الثالث لصيانته، موضحاً أن مدير المعمل وعد الأهالي بتأمين فلاتر قماشية في الفترة القريبة، والتي تعمل على تخفيف الغبار والأدخنة المنبعثة منه بشكل كبير، حتى الوصول بالمعمل إلى منشأة صديقة للبيئة في المرحلة القادمة.

وأوضح رئيس البلدية أن المعمل يقع على بعد 500 متر تقريباً من قرية حصين البحر، ونحو 200 متر فقط من قرية "عبّة"، الأمر الذي أدى لتضرر تلك القرى بشكل واضح.

من جانبه، أشار مدير عام الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء عصام العبدلله لـ "شام إف إم" إلى أن أحد أهم أهداف المرسوم رقم (3) لعام 2024 الذي أحدثت بموجبه الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء هو تطوير صناعة إسمنت صديقة للبيئة، وكان من ضمن نتائج اجتماع الجلسة الأولى لمجلس إدارة الشركة بعد تشكيله، إدراج فلاتر قماشية لمعمل إسمنت طرطوس بالخطة الاستثمارية للعام القادم، وهو حل جذري ونهائي لموضوع الغبار المنبعث من المعمل.

وبالنسبة للحلول السريعة والإسعافية، أوضح العبدلله أن الشركة وضعت كل إمكانياتها لإيجاد حل للمشكلة، وقامت على الفور بعد اللقاء الذي عُقد في محافظة طرطوس، أمس الأحد، بين المحافظ ووفد من أهالي القرى المجاورة للمعمل، بتشكيل لجنة للإشراف على أعمال الصيانة وتأمين مستلزمات صيانة الفلتر الكهربائي، وتمت المباشرة الفورية بتركيب المحولات الكهربائية وإجراء الصيانات اللازمة، على أن تستغرق عملية الصيانة نحو أسبوع إلى 10 أيام، لتصبح الانبعاثات الغبارية في حدودها الدنيا، ويتم بعدها الانتقال لصيانة الفلتر الكهربائي على الخط الثاني.

وحول بعض المطالبات بنقل المعمل، بيّن العبدلله أن كلفة نقل معمل الإسمنت أكبر بكثير من كلفة إنشاء خط جديد، موضحاً أن معمل الإسمنت أُنشئ في عام 1976، وكان بعيداً عن المناطق السكنية، لكن تلك المناطق أصبحت خلال السنوات اللاحقة قريبة من المعمل، نتيجة التوسع العمراني للمدن والبلدات.

إلى ذلك، أوضح مدير عام الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء أن معمل إسمنت عدرا في ريف دمشق مجهز بفلاتر قماشية تم تركيبها في عام 2011 بدلاً من الفلاتر الكهربائية، ومازالت تعمل بشكل جيد حتى الآن، بينما يتم حالياً تركيب فلتر قماشي على الخط الثاني لمعمل إسمنت حماة، وسيتم وضعه في الخدمة خلال شهر.

الجدير بالذكر أن الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء - عمران، أحدثت بموجب المرسوم التشريعي رقم 3 لعام 2024، لتحل محل كل من المؤسسة العامة للإسمنت ومواد البناء وشركاتها التابعة، والمؤسسة العامة للتجارة الداخلية للمعادن ومواد البناء عمران، وأعلنت وزارة الصناعة في تموز الماضي، عن إطلاق الشركة في سياق عملية الإصلاح الاقتصادي للقطاع العام الصناعي ضمن رؤية الوزارة من خلال إعادة هيكلة مؤسساته وشركاته التابعة، ما يسهم باستثمار أصوله وموارده بالشكل الأمثل ويعزز إنتاجيته.