مـا فعلـه نجـوم مصـر فـي قصـر الرئاسـة

المكان: قصر الإتحادية في القاهرة
الحدث: لقاء وفد من نجوم مصر بالرئيس محمد مرسي
بعضهم تحدّث عن تخوّفه من تحول مصر إلى دولة دينية، والبعض الآخر طالب بضمانات حقيقية تحفظ حرية الرأي والتعبير. وهناك من أعلن عن تخوّفه من «اخونة» الدولة المصرية..
وكانت صحيفة السفير اللبنانيية ذكرت تفاصيل 180 دقيقة قضاها أهم نجوم مصر ومبدعيها الخميس مع الرئيس محمد مرسي.
وصل الوفد في موعده. كان في استقبالهم الرئيس محمد مرسي. ضم الوفد نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور، وإيمان البحر درويش، ومحمد صبحي، وعادل إمام، وكريم عبد العزيز، والموسيقي منير الوسيمي، وحسين فهمي، وليلى طاهر، وشريف منير، وعزت العلايلي، ومصطفى شعبان، وعايدة عبد العزيز، وسهير البابلي، ونجلاء فتحي، والفنانة مديحة يسري. والمخرج خالد يوسف، والكاتب ابراهيم عبد المجيد، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، والكاتبة إقبال بركة وآخرين.. وأدار اللقاء الكاتب الصحافي محمد سلماوي.
في بداية اللقاء، أعرب مرسي عن «احترامه للفن المصري، ولكل فنان ومبدع ومثقف»، مؤكداً أنّ «مصر دولة مدنية ولن تتحول لدولة دينية أبداً». وأضاف مرسي إنّه ضد أيّ هجوم يتعرض له الفن المصري من بعض رجال الدين، وأنه سيتصل بالفنانة إلهام شاهين ليعتذر لها عما بدر من أحد رجال الدين المصريين الذين هاجموا فنها، مؤكداً أنّ الإسلام كدين لا يتعارض مع الفن، وإنّ الإسلام يحترم الرأي والرأي الآخر، وأن من حق كل فنان أن يعبر عن نفسه بكل حرية.
محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري الذي حضر اللقاء، قال «حرية الرأي والتعبير كانت هي القضية الأساسية التي سيطرت على لقاء الرئيس مرسي بالفنانين، وكان اللقاء ايجابياً وأوضح ان شخصية محمد مرسي ليست صدامية وليست ضد حرية الرأي والتعبير».
الأديب المصري إبراهيم عبد المجيد، اعتبر اللقاء خطوة إيجابية وضمانة لحماية الفن في مصر من دعوات التكفير التي يطلقها أحياناً بعض الشيوخ.. وأضاف عبد المجيد: مرسي قال بشكل واضح أثناء اللقاء إن مصر ستظل دولة مدنية ومنارة للفن والإبداع.. وإن الفن بعد الثورة لن يتراجع بل على العكس عليه أن يستمر ويطور من نفسه وعلى كل فنان ألا يهتم بأي شيء يعطله عن فنه».
وقال عبد المجيد إنّه طالب الرئيس مرسي أثناء اللقاء بإلغاء ما يطلق عليه قانون «الحسبة»، والذي يعطي لأي شخص الحق في رفع قضية ضد فنان أو مبدع، بحجة عادات وقيم المجتمع.
الفنان حسين فهمي طالب محمد مرسي بأن تدعم الدولة صناعة السينما وتوفر لها التسهيلات المختلفة لتخرج سينما محترفة معبرة فعلاً عن الواقع. ووصف حسين فهمي اللقاء مع مرسي بأنّه «مطمئن إلى حد كبير.. ويعتبر تشجيعاً للفن والإبداع».
المخرج خالد يوسف طالب الرئيس محمد مرسي أثناء اللقاء بالإفراج الفوري عن بعض شباب الثورة الذين ما زالوا محبوسين حتى الآن ويحاكمون أمام محاكم عسكرية وليست مدنية، وقال خالد يوسف: «تحدثت مع الرئيس أيضاً عن الجمعية التأسيسية لكتابة دستور مصر وطالبت مرسي بإعادة تشكيلها وأن تكون معبرة عن كل المصريين وليس عن فصيل أو تيار بعينه».
وعلى الجانب الآخر، خرجت أصوات رافضة للقاء، من النجوم والمثقفين حضور لقاء مرسي رغم توجيه دعوة رسمية لهم.. ومن أبرز تلك الأسماء الكاتب والروائي جمال الغيطاني الذي قال إنه اعتذر عن لقاء الرئيس مرسي بالفنانين والمثقفين، لأنه يرى أن هذا اللقاء «ما هو إلا مظاهرة لإعلان حب ودعم الفنانين والمثقفين للسيد الرئيس، وأنا أرفض بشدة المشاركة في هذا النوع من اللقاءات»، وأضاف الغيطاني: «هذا لقاء مظهري لإظهار التأييد لمرسي وليس لقاءً معمقًا تناقش فيه قضايا الوطن».
الفنان حمدي أحمد أيضاً رفض حضور اللقاء، مؤكداً أنه «شو إعلامي ليس أكثر». وأضاف إن محمد مرسي مثله مثل كل أعضاء جماعة الإخوان لا يحترمون الفن ولا المرأة، والدليل أن عدد الفنانات في اللقاء كان قليلاً جداً بالنسبة لعدد الرجال. وغابت الفنانات من جيل الشباب تماماً عن اللقاء.
الفنانة سميرة أحمد هي الأخرى رفضت حضور اللقاء، وطالبت العديد من الفنانين والفنانات بعدم الحضور.. وقالت «الفن المصري يتعرض لهجمة شرسة حالياً من رجال دين ولم يتخذ الرئيس مرسي أي موقف إيجابي لرفض هذه الهجمة».
من جانبه اعتذر الأديب يوسف القعيد عن حضور اللقاء، مؤكداً أن سبب اعتذاره هو: «شعرت أنه ليس لقاء بل هو مجرد احتفالية تلتقط فيها الصور التذكارية، كما أن قلة عدد الأدباء المشاركين في اللقاء تدعو للتعجب، فالعدد الأكبر كان للفنانين وكأنه مهرجان سينمائي».
وخلّف لقاء مرسي بالفنانين ردود أفعال عديدة، على موقعي التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر». وبينما رحب العديد من النشطاء باللقاء واعتبروه خطوة إيجابية وصفحة جديدة في علاقة الإسلاميين بالفنّ، اعتبره البعض الآخر من النشطاء نفاقاً حقيقياً أشبه باللقاءات التي كان يقوم بها الرئيس المصري السابق مبارك.
في نهاية اللقاء، قال مرسي للفنانين، «أعدكم بتكرار اللقاء كل فترة لأستمع لمشاكلكم وهمومكم وطموحاتكم للفن المصري». لكن اللقاء لم يمنع قلق العديد من الفنانين والمبدعين المصريين على مستقبل الفن المصري في ظل «الأخونة». هذا ما يقوله المخرج خالد يوسف لـ «السفير»، ويضيف: «على العموم لم نأت هنا لنطالب الرئيس بحمايتنا. فالفنّ قادر على أن يحمي نفسه بنفسه، مهما تعرّض لصعوبات».
كواليس اللقاء
ـ تأخر الرئيس مرسي ساعة كاملة عن الموعد المحدد.
ـ اشتكى العديد من الفنانين والمثقفين من أن فترة اللقاء كانت قصيرة ولم تستوعب كل ما يريدون أن يقولوه.
ـ اشتكت الكاتبة إقبال بركة من أن المرأة لم تتحدث بالشكل الكافي أثناء اللقاء.
ـ حضر الفنان عادل إمام اللقاء من دون أن توجه له دعوة رسمية.
ـ حضر اللقاء 90 شخصية ما بين فنان ومثقف وكاتب وإعلامي.