مفتي الجمهورية: المتطرفون يستهدفون الشعب السوري

أكد المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أمس الأول أن تكريس الحوار والثقافة والأخلاق النبيلة وقراءة ثقافتنا العربية والإسلامية قراءة واعية هو السبيل الوحيد للحد من التطرف الذي يتغلغل اليوم إلى مجتمعاتنا العربية.
وأشار المفتي حسون خلال محاضرة ألقاها في جامعة تشرين باللاذقية تحت عنوان (خطورة التطرف على المجتمع الإنساني) إلى أن المتطرفين يستهدفون الشعب السوري الذي يقدم اليوم التضحيات ويذود عن تسامح ووسطية مجتمعه بعزة وكرامة مبيناً أن الهدف الأساسي وراء كل ما يجري اليوم على الساحة العربية هو إنشاء دول جديدة تقوم على أساس ديني متطرف بعيد كل البعد عن الدولة المدنية.
ولفت المفتي العام للجمهورية إلى أن الغرب يحاول دائما اختراق مجتمعاتنا العربية ثقافيا واقتصاديا وتقنيا الأمر الذي يحتم علينا الالتزام بثقافتنا العريقة وعدم الانجرار وراء ما يفرزه العالم الغربي وما يصدره الينا من مظاهر وسلوكيات وأفكار غريبة موضحاً أن الغايات الكامنة وراء محاولات الاختراق ترمي إلى عرقلة مسيرة التطور والتقدم في بلداننا ما يحتم علينا العمل على تحقيق أمننا الفكري والاقتصادي كسبيل لمنع ولادة أبناء متطرفين في مجتمعاتنا وتحصينهم بمناعة ذاتية.
ورأى حسون أن كل دولة يتحالف فيها رجل الدين مع رجل السياسة تكون محمية من قبل الأنظمة الغربية التي تحارب أي مجتمع يفصل بين هؤلاء لإدراكها التام بأن هذا الفصل يوفر أجواء الحرية الفكرية موضحاً أن المتطرفين يعمدون إلى ربط السياسة بالدين ليحصلوا على صفة القداسة التي يسيطرون من خلالها على المجتمعات.
وأكد حسون أن "التطرف هو مرض إنساني يولد الانغلاق على الذات بحيث يصبح المتطرف حبيس نفسه ومصلحته ومتعه الخاصة دون البحث عن المستقبل ويرتبط التطرف بالجهل فليس لصاحب علم أن يكون متطرفا بحال من الأحوال" لافتاً إلى "أن ظاهرة التطرف وصلت إلينا من الغرب منذ مئتي عام ما يؤكد أنها ستعود آنفا إليه فيجني كل من حض عليه غراسه".
وأوضح المفتي حسون أن "للتطرف أشكالا عديدة بينها التطرف النفسي والاقتصادي والثقافي والتكنولوجي والمالي إلا أن التطرف الديني هو أخطرها على الإطلاق حيث يعتبر هذا النوع من التطرف وافداً على المجتمعات الإسلامية كما هو الحال الآن في سورية".
ولفت المفتي حسون إلى الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام المضلل في تكريس ظاهرة التطرف وتوطيد أشكالها الأمر الذي شكل سلاحا من أسلحة المؤامرة الحالية على سورية مؤكدا أن الاعلام يعاني مشكلة حقيقية تكمن في تكرار ما يقوله الآخرون دون دراسة المقولات والخطابات الملغومة التي تبث على مدار الساعة.
واعتبر المفتي حسون "أن الإعلام السوري مازال يحتاج إلى مزيد من التطوير ليواجه الإعلام المضلل الذي رصد خلال هذه المؤامرة ما يزيد على ثلاثة آلاف خبير وطبيب ومؤسسة وجهة تعمل في حقل الطب والتحليل النفسي لدراسة كل التقارير الإخبارية حول سورية قبل بثها وصياغتها بما يضمن أعلى مستويات التأثير السلبي على معنويات الشعب السوري".
وأشار المفتي العام للجمهورية في ختام محاضرته إلى أنه في الوقت الذي تتراجع فيه الأزمة في سورية التي تعيش دقائقها الأخيرة تتعاظم الأزمات في كل من مصر وليبيا وتونس وتركيا لأن المطلوب دائما انهيار الدول المحيطة بإسرائيل.
حضر اللقاء الدكتور محمد يحيى معلا وزير التعليم العالي والدكتور غالب شحادة أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في جامعة تشرين والدكتور هاني شعبان رئيس الجامعة والشيخ زكريا سلواية مفتي اللاذقية والشيخ غزال غزال مفتي منطقة اللاذقية وحشد كبير من الفعاليات الرسمية والحزبية والطلابية والأكاديمية.
وزير التعليم العالي ومفتي الجمهورية: أهمية الجامعات في صنع جيل الشباب وتحصينه من الأفكار الهدامة
في سياق آخر أكد وزير التعليم العالي خلال لقائه أمس الاول والمفتي العام للجمهورية مع الكادر التدريسي في جامعة تشرين أن الوزارة مستمرة في تنفيذ خططها التعليمية المقررة رغم الأزمة الراهنة والصعوبات التي تواجه الطلبة والكادر التدريسي جراء الأعمال الإرهابية للمجموعات المسلحة.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أن الجامعات السورية كانت ولا تزال منبرا لنشر العلم وصناعة الإنسان وهذا ما يظهر جليا في ما تحتله مخرجات التعليم العالي على الدوام من مكانة مرموقة داخل سورية وخارجها مؤكدا " أن بناء جيل الشباب هو الأساس في عملية التطوير نظرا لحماسته في تلقي الأفكار التي تخدم المجتمع مع الحذر الدائم من الأفكار الهدامة حيث تعمل وزارة التعليم العالي على تجنيب الجامعات والمؤسسات التعليمية من آثارها السلبية الواسعة".
وأوضح الوزير معلا أن الحرب الشرسة التي تشن على سورية تهدف إلى النيل من بلدنا المقاوم الذي لطالما وقف في وجه مخططات الهيمنة والاستعمار كما تستهدف البنى التحتية ومعيشة السوريين وجيشهم القوي الذي أثبت بتضحيات بواسله أنه قادر على دحر عناصر القاعدة والمجموعات التكفيرية الإرهابية المدعومة من الخارج.
ولفت الوزير معلا إلى ان وزارة التعليم العالي تتعامل مع منعكسات الأزمة الراهنة بترو حيث قامت باتخاذ عدد من التدابير العاجلة عبر السماح للطلبة بالدوام في أقرب جامعة أو معهد الى مناطق سكنهم وهو ما شكل ضغطا على جامعتي دمشق وتشرين اللتين تواجهان هذا الضغط بروح من المسؤولية العالية في إطار دورهما الإنساني والتربوي والتعليمي.
ودعا الوزير معلا الكادر في جامعة تشرين إلى الاستمرار في هذا التعاون وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للطالب الجامعي وتفهم الواقع الجديد الذي فرضته الأزمة الراهنة منوها بالروح الوطنية العالية لطلاب الجامعة وسهرهم الدائم على حماية الجامعة وبناها التحتية خلال الأحداث الراهنة مشيرا إلى أن 32 بالمئة من طلبة جامعة تشرين هم من المحافظات الشمالية والجنوبية في سورية.
من ناحيته أكد المفتي العام للجمهورية "قداسة المعلم الذي يصنع الإنسان ويصوغ عقله ووجدانه فالعلم هو تكريم للإنسان لأنه الصفة التي تقدس من خلالها الكائن البشري ولأجلها سجدت الملائكة لسيدنا آدم الانسان الأول.. والمعلم هو القادر على تحقيق هذا الأمر من خلال لغة الحوار الواجب استخدامها كلما اعترض فكر فكرا آخر".
وقال:" إن مهمتنا تكمن في تثقيف أنفسنا استعدادا للمستقبل المتسارع في امة تتهيأ لمخاض جديد بدأ في أوروبا القرن الماضي دون أن ينتبه اليه أحد.. فعلى كل واحد منا أن يكون نموذجا من خلال الروح السورية التي نملكها لأننا في سورية طالما كنا مخلصين لمعلمينا".
وأشار المفتي حسون إلى " أن الحرب الحالية هي بشكل من الأشكال حرب ثقافية إذ يحارب الإعلام العالمي بوسائله المتعددة الإسلام بمفهومه الحقيقي مؤكدا أن كل مسلم حقيقي لا يمكن ان يكون إرهابيا لأنه يؤمن بكل رسل الله وشرائعه السماوية وبالتالي ليس له أن يكفر الآخرين".
ونوه بأهمية الرسالة التي يقوم الطاقم التدريسي في جامعة تشرين بإيصالها في إطار نشر العلم والثقافة وغرس الأفكار النبيلة في نفوس وعقول شباب سورية الذين يقوم عليهم غدها المأمول الآمن والمشرق.
وفي ختام اللقاء قدم وزير التعليم العالي وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بجامعة تشرين ورئيس الجامعة لسماحة المفتي العام للجمهورية درع جامعة تشرين تكريما لمواقفه الوطنية الداعمة للوحدة الوطنية بين أطياف المجتمع السوري.