مفتي عام الجمهورية يبيح للمشتغلين بالأعمال المضنية الإفطار

أباح سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية- رئيس مجلس الإفتاء الأعلى- أحمد بدر الدين حسون للعاملين في الأعمال المضنية الافطار في شهر رمضان على أن يقضوا بعد رمضان الأيام التي أفطروا فيها.
وقال سماحته إن الفقهاء اجتهدوا بإلحاق الأعمال المضنية، والأشغال القاسية مع شدة الحرارة، بالمرض المبيح للفطر بعلة المشقة، حيث يبدأ المؤمن نهاره صائماً، ويعمل، فإذا ما أحس بضعف قواه، بسبب الحر الشديد، وشعر بالتعب والإرهاق الذي قد يؤدي إلى الهلاك، جاز له أن يفطر ذلك اليوم على أن يقضي بعد رمضان صيام اليوم الذي أفطره في رمضان.
وانتقد سماحته تحويل بعض الصائمين لشهر رمضان إلى شهر لهو ولعب، وتسكع في الأسواق، وإضاعة الأوقات في الملاهي والحانات والمقاهي، حيث يسهرون إلى وقت متأخر من الليل، وينامون دون إحساس بمسؤولية أداء فريضة الفجر، فهذه من العادات الذميمة، بل المحرمة، إذ كيف يتم الاهتمام بفرض الصيام، والتخلي عن فرض الصلاة.
وقال سماحته في لقاء مع جريدة الوطن السورية إن الصيام هو امتناع عن المباحات، ومن ثم فمن باب أولى الامتناع عن المحرمات، بقضاء الليل بأماكن الفساد الأخلاقي والاجتماعي.
وأضاف سماحته إن من أسوأ العادات تلك التي تظهر على وجوه بعض الصائمين لحظة الغضب، وحالات التذمر والتأفف من الأعمال وتجنب القيام بالالتزامات، كل ذلك بحجة الصيام.
فالغضب يمحو نور الصيام، ويذهب بضياء الصائم، الذي تألقت روحه، وتنورت جوارحه، فإذا بالغضب – وخاصة عند الساعة الأخيرة قبل الإفطار- يعكس النور إلى نار، فيضيع أجر الصائم عند ربه.
وحول الموائد الرمضانية، قال سماحته إنها ظاهرة إيجابية لمن أحسن استخدامها، وتصبح سلبية وسيئة إذا أسيء استعمالها.
فإيصال الطعام إلى الفقراء والمساكين، واليتامى والمحتاجين، والأرامل وأصحاب الاحتياجات الخاصة، في بيوتهم خير من البهرجة الظاهرة والدعاية المتفاخرة. فالصدقة في أصلها أن تكون سراً، فمن أولئك الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: «رجل تصدق أخفى حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله».
ويزداد الأمر سوءاً عندما تتحول الموائد الرمضانية إلى حالة من الإذلال للفقير والمحتاج، حيث يقف على الدور ويزاحم غيره ويزاحمه غيره، وخاصة في حال كون المحتاج امرأة، و(المتصدق) يصرخ في وجه السائلين، وقد يصل الأمر به إلى السب والشتم.