مقتل 3 عسكريين لبنانيّن برصاص مسلحين في عرسال.


أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن استشهاد ثلاثة عسكريين لبنانيين إثر تعرض أحد المراكز العسكرية لإعتداء غادر فجر اليوم في وادي حميد عرسال في البقاع شرق لبنان من قبل مسلحين كانوا في سيارة سوداء داكنة.

وأوضحت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان لها "أن عناصر الحاجز اللبناني تصدوا للمسلحين المهاجمين وحصل اشتباك اسفر عن استشهاد العسكريين الثلاثة" مشيرة إلى أن الجيش ينفذ عمليات تفتيش واسعة عن المعتدين الذين فروا إلى الجرود المجاورة.

وفي سياق متصل جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي خلال اتصال بقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي التأكيد على قرارات مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للدفاع باعطاء الجيش اللبناني صلاحية اتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات وتدابير وقال "إن أي تعد على الجيش لن يثنينا عن المضي في حفظ الامن والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله".

بدوره أكد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن أن سقوط ثلاثة شهداء للجيش اللبناني خلال اعتداء على حاجز للجيش في عرسال اعتداء مباشر وواضح على المؤسسة العسكرية مشيرا إلى قيام قيادة الجيش بتدعيم القوى العسكرية في تلك المنطقة وإلى استمرار التحقيقات لمعرفة تفاصيل ما حصل.

وقال غصن في حديث لقناة المنار اليوم "إن ما نعيشه هو حالة استثنائية وهناك استهداف للمؤسسة العسكرية فبعض الأفرقاء السياسيين يستوردون الأسلحة من كل مكان وبما أنهم يرون ان لا ضامن وحيدا للوحدة الوطنية سوى الجيش فكان القرار بضربه".

وأعرب غصن عن أسفه "لوجود مجموعات تعتبر الجيش عدوا وتريد ضرب لبنان من خلال ضرب المؤسسة العسكرية واستهداف مؤسساته" مؤكدا "أن الجيش اللبناني لا يقف متفرجا وهو يتعامل مع كل بؤرة متوترة بما يناسبها الا ان تنقل البؤر الأمنية يجعله معرضا للإعتداءات".

بدوره رأى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب زياد أسود ان هذا الإعتداء على الجيش اللبناني هدفه "تحييد الجيش ومنعه من القيام بأي عمل أمني ومنعه من الإنتشار على الحدود اللبنانية السورية كي لا يقف مانعا لتهريب السلاح إلى المجموعات المسلحة في سورية".

وأشار اسود إلى أن الوزير غصن تعرض لحملة عنيفة من قبل فريق 14 آذار بعدما أكد في حديث تلفزيوني وجود القاعدة والمسلحين على الأرض اللبنانية وقال "إن هذا الفريق الذي درب وشجع ومول المسلحين يشجع الآن على ضرب الجيش اللبناني" محملا ذلك الفريق السياسي مسؤولية كل ما يتعرض له الجيش اللبناني.

وكان الجيش اللبناني تعرض خلال الأشهر الماضية لإعتداءات مماثلة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتتكرر هذه الإعتداءات ضد العسكريين والمدنيين في لبنان حيث تعاني منطقة عرسال وكذلك مناطق شمال لبنان القريبة من الحدود مع سورية من انتشار عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة التي تتخذ من المناطق الحدودية منطلقا لإرهابها وإجرامها ضد البلدين.

حزب الله: اعتداء على كل اللبنانيين واستهداف لأمنهم

من جهته أدان حزب الله بشدة الاعتداء اليوم وقال:" إن يد الإرهاب والشر امتدت مجددا إلى الجيش اللبناني فقتلت ثلاثة من الجنود إثر اقتحام موقعهم في خراج بلدة عرسال البقاعية اللبنانية".

واعتبر حزب الله في بيان له أن هذه الجريمة النكراء التي تعرض لها أبناء المؤسسة العسكرية هي اعتداء على كل اللبنانيين واستهداف لأمنهم ومصيرهم لأنها استهدفت المؤسسة الضامنة لهذا الاستقرار والحامية لأبناء الشعب اللبناني بكل مكوناته وفئاته.

وأكد الحزب تضامنه الكامل مع المؤسسة العسكرية ورأى في تكرار التعرض لها وهي مؤسسة وطنية كبرى وضمانة للبنان خطورة بالغة تمس هيبة الدولة وأمن الوطن بأكمله.

ودعا الحزب اللبنانيين على اختلاف مواقعهم ومسؤولياتهم وانتماءاتهم إلى الالتفاف حول مؤسسة الجيش وتأكيد تضامنهم الكامل معها مطالبا السلطات المختصة باتخاذ كل الإجراءات التي تكفل وضع حد لتكرار هذه الاعتداءات وسوق المجرمين إلى العدالة.

وتقدم الحزب من المؤسسة العسكرية قيادة وضباطا وأفرادا بأسمى آيات العزاء بالشهداء الذين سقطوا.

حركة أمل: عمل عدواني يسعى لتقويض آخر معاقل وحدة وأمان وثقة اللبنانيين ببلدهم

بدورها نددت حركة أمل بما اقدمت عليه قوى الإجرام من استهداف واعتداء موصوف ضد الجيش اللبناني في عرسال ورأت في هذا الاستهداف فصلا عدوانيا يعمل على تقويض آخر معاقل وحدة وأمان وثقة اللبنانيين ببلدهم.

وأكدت الحركة في بيان لها اليوم أن هذه الجريمة الغادرة تتطلب من كل اللبنانيين وكذلك القوى السياسية والمسؤولين كافة الوقوف خلف جيشهم والحفاظ على وطنهم.

وطالبت الحركة بضرورة الاقتصاص من المجرمين القتلة وداعميهم ومن يقف خلفهم محذرة من التهاون بهذه الجريمة المروعة.

شخصيات دينية وسياسية: عدوان مكشوف على جميع اللبنانيين

إلى ذلك ندد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالهجوم المسلح على عناصر الجيش اللبناني في خراج بلدة عرسال اللبنانية والذي أسفر عن استشهاد ثلاثة جنود معتبرا أن التطاول على المؤسسة العسكرية واستهدافها في أي منطقة لبنانية هو عدوان مكشوف على جميع اللبنانيين يجب رفضه رفضا مطلقا وقاطعا واتخاذ كافة التدابير والإجراءات للاقتصاص من أي جهة تحاول النيل من هيبة الجيش اللبناني.

واعتبر قبلان في تصريح اليوم أن الجيش اللبناني كان وسيبقى خشبة الخلاص في لبنان داعيا القيادا ت السياسية الى عدم إقحام المؤسسة العسكرية في نزاعاتها وخلافاتها ومزايداتها لأن سقوط المؤسسة العسكرية يعني سقوط خط الدفاع عن لبنان الكيان والوطن.

ومن جانبه أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ان التعدي على الجيش اللبناني واستشهاد ثلاثة عسكريين في هجوم للمسلحين في عرسال تعد على الوطن والشعب والمؤسسات الدستورية.

وأعرب الراعي في تصريح لدى مغادرته بيروت اليوم عن أسفه أن يكون ذلك في لبنان وقال "لا نتمنى أن يكون من قام بهذا العمل لبنانيا اما اذا كانوا لبنانيين فهناك المشكلة الكبيرة لان هذا الانتحار وهذا التعدي مرفوض رفضا باتا".

من جهته أدان الأمين العام لرابطة الشغيلة الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب مقتل ثلاثة جنود لبنانيين بعد تعرضهم لهجوم قامت به عناصر إرهابية مسلحة تتخذ من جرود عرسال قاعدة لها محملا المسؤولية للذين يقومون بمهاجمة الجيش وإصدار الفتاوى التكفيرية التي وفرت البيئة المواتية للإرهابيين وشجعتهم على تنفيذ سلسلة الإعتداءات على الجيش في طرابلس وعرسال للنيل من هيبته ودوره الوطني في حماية السلم الأهلي والتصدي لقوى الفتنة التي تهدد بتقويض دعائم الوحدة الوطنية.

كما أكد الخطيب إن هذه الإعتداءات والحملات المشبوهة التي تستهدف الجيش إنما تندرج في سياق الحرب الإرهابية المدعومة غربيا وصهيونيا لكشف ظهر المقاومة سواء في لبنان أو في سورية وصولاً إلى محاصرة وعزل المقاومة ليسهل على العدو النيل منها.

وقال الخطيب "لقد بات واضحا مدى الترابط بين ما يجري من إعتداءات إرهابية على الجيش وأمن أهلنا في طرابلس وجبل محسن وعرسال وبين ما يجري من حرب إرهابية ضد سورية والمقاومة وكل من يساندها ويدعمها".

من جهته رأى أمين الهيئة القيادية لحركة المرابطون مصطفى حمدان أن لبنان يواجه حاليا خطرين يتمثلان في تهديد المجموعات الإرهابية المسلحة التي تتسلل من سورية إلى لبنان وبالعكس عبر الحدود اضافة الى التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان.

ودعا حمدان في تصريح إلى الوقوف إلى جانب الجيش اللبناني للدفاع عنه محذرا من انه اذا نجح الخطاب التحريضي بتدمير الجيش "فسندخل بمرحلة زوال الكيان اللبناني".

من جانبه وصف وزير العمل سليم جريصاتي المنطقة التي وقع فيها الاعتداء على الجيش وأسفر عن استشهاد ثلاثة من أفراده بأنها عصية على القانون داعيا إلى إعلان بعض المناطق "مناطق عسكرية" مطالبا قيادة الجيش بعدم انتظار أي قرار سياسي للتحرك بل الانطلاق من حالة الدفاع عن النفس لأن التكليف تكليف وطني وليس تكليفا وزاريا أو سياسيا.

بدوره أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال اتصال هاتفي مع قائد الجيش العماد جان قهوجي تضامن حزب الله مع الجيش وتأكيد دعمه للمؤسسة العسكرية.

من جهته طالب عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي عسيران الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها الأمنية البحث عن المعتدين وسوقهم إلى العدالة والاقتصاص من المجرمين القتلة.

من جانبه وصف عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم الاعتداء على الجيش في عرسال بأنه عمل إجرامي ومدان ومستنكر بكل الأبعاد الوطنية والأخلاقية وهو اعتداء على كل لبناني لأن المؤسسة العسكرية تمثل الكرامة الوطنية ولا يجوز تحت أي مبرر أو ذريعة القيام بمثل هذا العمل الإجرامي.

وطالب هاشم كافة المعنيين على كل المستويات بالإلتفاف حول المؤسسة العسكرية لضمان الإستقرار والأمن الوطني والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الإعتداء على المؤسسة العسكرية.

وشدد هاشم على ضرورة الإسراع في كشف المجرمين وإنزال أشد العقوبات بحقهم مؤكدا أن هناك من يريد أن تكون مناطق الحدود مستباحة ليحلوا لهم أن يفعلوا ما يشاؤون وفق أجندات يرتبطون بها.

كما ندد عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ياسين جابر بالاعتداء الإجرامي الذي تعرض له الجيش اللبناني مؤكدا أن الاعتداء على الجيش هو اعتداء على كل لبناني وعلى كرامة اللبنانيين لأن الجيش والمؤسسة العسكرية هي الضمانة الوحيدة للدفاع عن الوطن ولتوفير الأمن والاستقرار في الربوع اللبنانية.

وشدد جابر على أنه من غير المسموح لأحد مهما علا شأنه الاعتداء والتطاول على الجيش اللبناني الذي قدم خيرة جنوده وضباطه في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وفي التصدي للإرهاب ولكل من يريد ان يعبث بأمن لبنان واللبنانيين.

من ناحيته حمل رئيس الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" مصطفى حمدان بعض الأطراف التي تسعى من وراء الخطابات التحريضية إلى تنفيذ أومر المشروع الأمريكي الإسرائيلي عبر إدخال اللبنانيين في أتون القتل العبثي المسؤولية المباشرة عن دم شهداء الجيش اللبناني.

وكانت قيادة الجيش اللبناني اعلنت في وقت سابق اليوم استشهاد ثلاثة عسكريين لبنانيين إثر تعرض أحد المراكز العسكرية لاعتداء غادر فجرا فى وادى حميد-عرسال في البقاع شرق لبنان من قبل مسلحين كانوا يستقلون سيارة سوداء.

إصابة ثلاثة أشخاص مع استمرار سقوط الصواريخ على بلدة الهرمل اللبنانية

في سياق آخر أصيب ثلاثة أشخاص اليوم مع استمرار سقوط الصواريخ على منطقة الهرمل شمال لبنان.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام "إنه عند الساعة الرابعة والربع من عصر اليوم سقط صاروخان على منطقة الهرمل أصاب أحدهما منزلا سكنيا ما أدى الى اصابة ثلاثة اشخاص بينما سقط الصاروخ الثاني في بستان مجاور".

وأشارت الوكالة إلى أنه بعد ربع ساعة من ذلك سقط صاروخان آخران من دون وقوع إصابات على نفس المنطقة.

وفي وقت سابق من اليوم سقط صاروخان على بلدة الهرمل الأول في حي سكنى وسط البلدة والثاني على التلال المواجهة للهرمل بينما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

وكانت المجموعات الارهابية المسلحة أطلقت أمس اربعة صواريخ من داخل الأراضي السورية على الهرمل ما أدى إلى استشهاد فتاة لبنانية وإصابة مواطنة من العائلة نفسها إضافة إلى أضرار مادية في الاحياء السكنية المجاورة.