مقص الرقيب طال 11 مسلسلاً رمضانياً في مصر

نادي الجندي في دور نازلي

عملت مقصات الرقابة المصرية بجهد مضاعف في الأيام الماضية إذ قامت بحذف المشاهد المتعلقة بالدين والجنس والسياسة من 11 مسلسلاً أنتجت لعرضها بمناسبة شهر رمضان.

وعللت الرقابة قراراتها بأنها ليست ضد الابداع بل ضد المشاهد والحوارات التي تسيء للقيم الاجتماعية.

والمسلسلات التي تعرضت لحذف بعض مشاهدها “ملكة في المنفى” تأليف راوية راشد وبطولة نادية الجندي وكمال أبو رية وفايزة كمال وليلى طاهر ومحمود قابيل وإخراج محمد زهير رجب حيث طالبت الرقابة بحذف المشاهد التي تسافر فيها الملكة “نازلي” إلى سويسرا ثم أميركا ومشاهد تحولها من الإسلام إلى المسيحية والتي ظلت عليها حتى وفاتها ودفنها في مقابر الكاثوليك بأميركا كذلك تعرف ابنتها الأميرة “فتحية “على زوجها رياض غالي المسيحي وزواجهما وقتلها على يديه. ورأت الرقابة ان عرض هذه المشاهد يؤدي إلى بلبلة في الشارع المصري وأزمة كبيرة. كما طلبت الرقابة حذف المشاهد الخاصة بإدمان الأميرة “فتحية” الخمر حيث إن هذه المشاهد لا تناسب الشهر الكريم.

اما مسلسل “الجماعة” فاشترطت الرقابة ايضا مشاهدته كاملاً خاصة الأحداث السياسية المرتبطة بثورة يوليو وخلفيتها حيث يتعرض المسلسل لجوانب شائكة تنتهي بمقتل حسن البنا كما طالبت الرقابة بتخفيف مشاهد العنف في أحداث المسلسل.

أما مسلسل “بالشمع الأحمر” بطولة يسرا وهشام عبد الحميد وسامي العدل واخراج سمير سيف فقد طالبت الرقابة بحذف عدد من مشاهده أبرزها مشهد يجمع بين سامي العدل وانجي شرف رأت الرقابة انه يثير الغرائز كما طالبت بحذف مشهد بين سامي العدل ومنة جلال تحاول فيه اغراءه. وطالبت الرقابة بتخفيف مشاهد المشرحة والجثث والدم لعدم مناسبة عرضها في رمضان.

اما مسلسل “العار” تأليف أحمد محمود أبو زيد وإخراج شيرين عادل، وبطولة مصطفى شعبان واحمد رزق وشريف سلامة وحسن حسني وعلا غانم ودرة فطالبت الرقابة بحذف بعض الجمل غير الضرورية داخل الحوار والتي تخطت 18 مشهداً وجاءت على لسان بعض أبطال العمل ومن أبرز هذه العبارات جملة “فوائد البنوك ربا وحرام” حيث طالب الرقيب بتخفيفها أو حذفها حيث إن قائلها ليس بجهة تشريع أو اختصاص، وهناك أيضاً جملة “بالفلوس كله بيعدي ده احنا في مصر”، وحذف الحديث عن مشروب “بيريل” و”الريدبول” و”القطامية هايتس” لأنها إعلانات غير مباشرة وطالبت بحذف عبارة “هاتعرفي أكثر من المفتي وشيخ الأزهر ما همه حللوها”، وهي العبارة التي جاءت على لسان مصطفى شعبان أثناء حديثه عن الربا، حيث رأت الرقابة أنه لا داعي للزج بأسماء هؤلاء في قضية شائكة مثل أموال البنوك والقروض لأنها من الأمور المحسومة دينياً.

وطالبت الرقابة بحذف مشهد لإحدى الراقصات داخل أحد البارات، وهي مرتدية بدلة رقص مثيرة للغرائز حيث رأت الرقابة عدم ملاءمة عرض مثل هذه المشاهد خلال رمضان كما طلبت حذف ثلاثة مشاهد أخرى الأول يضم بطل العمل أحمد رزق وهو يتناول الخمور مع إحدى فنانات العمل، وهما يرتديان ملابسهما الداخلية في منزله الخاص، بينما يقوم في المشهد الثاني بلف وتدخين السجائر المحشوة بالمخدرات، ولم يختلف المشهد الثالث كثيراً حيث يضم تجار المخدرات وهم يدخنون في غرفة معبأة بالدخان.

وكانت عبارات الإفيهات الجنسية الأكثر حذفاً في المسلسل حيث رأت اللجنة أنها لا تصلح لشهر رمضان، ومن أبرز هذه الجمل “عايزين شوية تمارين عشان إثبات الذات ليلة الدخلة” والتي جاءت على لسان شريف سلامة، وعبارة “أنا لا يمكن أزني” والتي جاءت على لسان علا غانم، وعبارة “الزواج العرفي شرعي وكثير من الشيوخ خلاص حللوه” والتي جاءت على لسان حسن حسني حيث رأت أنه لا داعي لهذه العبارة حتى لا تشجع على نشر الزواج السري.

أما مسلسل “زهرة وازواجها الخمسة” فقد طالبت الرقابة بتعديل أو حذف 22 مشهداً بوصفها خروجاً على الآداب العامة ولا يوجد مبرر درامي لها مع الكثير من الجمل والعبارات التي جاءت على لسان بعض أبطال العمل مثل “صعب إيه هو فيه حاجة صعب في بلدنا، الفلوس بتسهل كل الصعب”، والتي جاءت على لسان بطلة المسلسل غادة عبد الرازق وكذلك عبارات “ولاد الكلب” و”بنت الكلب” وعدد آخر من الشتائم التي حوتها الجمل الحوارية والتي جاءت في أكثر من مشهد بلا داع، وكانت الأزمة الكبرى في وجود عدد كبير من المشاهد تخطت العشرة احتوت بعض المعاني والألفاظ الخاصة بالمخدرات مثل عبارات “قرش الحشيش كل يوم والثاني بينط زي الدولار”، وجملة “طب والحشيش بقى أنا اللي حاشتريهولك وأكرسهولك كمان” ورأت الرقابة أنه لا داعي للحديث عن الحشيش بهذا الشكل المكثف والذي لن يقبله الجمهور في رمضان.

وطالبت الرقابة مخرج مسلسل “أزمة سكر” أحمد البدري بحذف مشهد يدور في إحدى الصيدليات بين أحمد عيد ورجل عجوز ودار الحديث عن “الفياجرا”. ويقول العجوز للصيدلي إنه يريد “حبة زرقاء وأخرى صفراء وثالثة “عين الكتكوت، فنظر إليه عيد بدهشة واستغراب قائلا: مش كتير عليك ده يا حاج؟ ليرد العجوز: “أنا عريس ولازم أسهر طول الليل وأفضل كبير في نظر مراتي”. كما طالبت بحذف مشهد هتاف جماعي من بعض الشباب داخل أحد المقاهي ضد إحدى القنوات العربية المشفرة، وجاء في تقرير اللجنة يرجى حذف مشهد الهتاف ضد القناة حتى لا تؤثر في العلاقات الدبلوماسية بالإضافة إلى اعتراض الرقابة على المبالغة في مشاهد التدخين، وتناول المخدرات التي تزدحم بها الحلقات العشر الأولى.

اما مسلسل “الفوريجي” الذي يقوم ببطولته أحمد آدم ورزان مغربي وساندي واخراج عمرو عابدين فقد رأت الرقابة ان هناك عددا من المشاهد تتضمن ألفاظا خارجة ولا يجوز عرضها خلال رمضان حيث هناك حوارات مطولة تدور حول العذرية وغشاء البكارة في مشهد بين أحمد أدم وزران مغربي وتقول رزان في المشهد: عاوزه اودع عالم البنات وابقى “ست الستات”، فيرد آدم عليها وهو يحاول تقبيلها واحتضانها بأنه سيفعل ذلك، لكن ما يمنعه هي الإضاءة الموجودة في المكان. فضلا عن الألفاظ الجنسية الأخرى التي يرددها أحمد آدم على مدار الأحداث.

اما مسلسل “الكبير قوي” اول بطولات احمد مكي فقد طالبت الرقابة بحذف عدد من المشاهد تحتوي على شتائم وألفاظ خارجة لبطل العمل أحمد مكي بالاضافة الى التلميحات الجنسية.

أما مسلسل “الدالي” لنور الشريف فتضمن مشهد تعذيب، حيث جاء في التقرير ضرورة حذف مشهد الـ”فلاش باك” لمجموعة ضباط يعتقلون عددا من الصحفيين ويقومون بتعذيبهم داخل إحدى القاعات المغلقة، وفي الخلفية صورة كبيرة للرئيس الراحل أنور السادات وهو ما اعتبرته الرقابة إساءة للصحفيين.

كما طال مقص الرقيب مسلسل “القطة العميا” لحنان ترك لاحتوائه على إساءات للمسؤولين في مصر، بالإضافة إلى مسلسل “منتهى العشق” لاحتوائه على مشهد لإيناس النجار.

وأكدت منى الصغير رئيس الإدارة المركزية لرقابة التليفزيون المصري أن عصر الرقابة انتهى. وقالت: لا نعتبر أنفسنا رقباء، فهناك حرية تامة في الإبداع ولا توجد خطوط حمراء على الأعمال التي تعرض مثلما كان في الماضي، فالعلاقة بين الرقيب والمبدع في الفترة الأخيرة لم تعد متوترة على الإطلاق، بل أصبحت علاقة ود وتفاهم وإحساس مشترك بالمسؤولية، لكن سيف الرقابة سيكون حاداً أمام المشاهد والجمل الحوارية التي تسيء إلى أخلاقيات المجتمع، والأديان السماوية، وهذا إجراء رقابي لا يتبع في مصر فقط بل في كل دول العالم، حيث يتم حذف كل الجمل المسيئة.

ورفضت لقب رقيب وفضلت عليه “متابع” لما تعرضه الشاشات ويحاول تهذيبه قدر استطاعته. وقالت: نعد ضلعاً في مثلث يضم الأسرة والمدرسة ووظيفتنا الحفاظ على القيم، وكلنا شركاء في ذلك وهي مسؤولية كبيرة والتراخي في تحملها يجلب المزيد من الجرائم والعنف والانحلال الأخلاقي.

وأكدت أن الرقابة ليست ضد الإبداع وقالت: نحن كمتابعين نحرص على تثقيف أنفسنا باستمرار وخلال عشرين شهراً فقط أخذنا 66 دورة تدريبية في فنيات الأعمال وزوايا الكاميرا ولغة الصورة بشكل عام، ودورات سيناريو ودورات في المستوى الرفيع باللغة العربية لأن المتابع يجب أن يكون مثقفاً بصرياً ولا تقل ثقافته عن ثقافة صانع الدراما.

شام نيوز