مكتبة حمصية في الهواء الطلق

حمص

يعطيك رأيه بالكتاب الذي تريد أن تشتريه ويقدم لك النصيحة لتختار الأفضل كما يقدر قيمة الاصدارات الجديدة من مجلات وروايات أدبية أو سياسية أوعلمية فهو قارئ ممتاز وبائع كتب أحب هذه المهنة وأعطاها كامل وقته لمدة تتجاوز الأربعين سنة، فكانت مهنته الوحيدة التي يكسب رزقه منها وقد ورثها عن أبيه الذي استمر أيضاً أكثر من أربعين سنة، أمامكان المكتبة التي يمتلكها السيد ممدوح حزوري (أبو عبدو) فإنها جزء صغير مقتطع من سور دار الحكومة الشمالي المطل على ساحة كرجية حداد وسط مدينةحمص.‏

يقول السيد ممدوح عن مكتبته الصغيرة بحوزتي حوالي 100 كتاب وهي كتب متنوعة بين الثقافة والسياسة والأدبية وقصص الأطفال والمجلات المختلفة.‏

وهو يبدأ بوضعها على السور منذ الصباح الباكر ويبقى حتى المساء وينقلها في أكياس نايلون متينة ، تراه يضعها على طرف السور وهو بحكم موقعه القريب من دار الحكومة يعرف مَن مِن المسؤولين يقدر أهمية وجود مكتبة في الهواء الطلق أومكتبة على الرصيف لأنه منع الوقوف في ذلك المكان لمدة سنة ونصف بحجة أنه يشغل الرصيف وفي الحقيقة هو لايشغل سوى مساحة قدمية من الرصيف.‏

وقد اقترحت البلدية عليه أن يقف في شارع الأربعين لكن هذا يعني لقد أصبحت مكتبة أبي عبدو الصغيرة علامة من علامات حمص الفارقة. ورواد مكتبته من مختلف الأعمار فلديه من الكتب مايرضي الجميع ، لكنه يعلق بجملة حزينة تصف حال بيع الكتب في الزمن لقد أصبح بيع الكتب شبيهاً بمهنة التسول لأن الناس لايقرؤون .‏

وهناك قلة قليلة جداً منهم تطلب كتباً نوعية كالروايات والإصدارات الحديثة واعتمد قليلاً على بيع المراجع لطلاب الجامعة.‏

وأخيراً يختم أبو عبدو حديثه قائلاً  "أعشق عملي ولا أستطيع أن أتخلى عنه فهو مصدر رزقي الوحيد ويؤمن لي حياة معقولة" .‏

 

الثورة