ملتقى المرأة المقاوم: تشكيل هيئة تأسيسية لتوحيد المقاومات في الوطن العربي

دعا ملتقى المرأة المقاوم الذي عقد اليوم في دمشق إلى الوقوف إلى جانب سورية في مواجهتها للمؤامرة الخارجية التي تستهدف النيل من مواقفها القومية والمبدئية الثابتة معتبرا ان مساندة سورية في هذه المحنة تمثل انحيازا للقيم والأصالة ولنهج المقاومة وتحرير الأرض واستعادة المقدسات والدفاع عن مستقبل باقي الدول العربية لان المؤامرة التي تستهدف سورية تهدف إلى صياغة مستقبل الأمة بما يتناسب مع مصالح الدول الاستعمارية الكبرى.

وأكد الملتقى في بيانه الختامي أن مستقبل الأمة يقرره أبناؤها لا مشيئة قوى الاستكبار العالمي التي لا ترى إلا مصالحها مشيرا إلى أن تمتين المنعة الداخلية في مجتمعاتنا وادراك مارب الأعداء ومخططاتهم يمثل ضرورة لمواجهة قوى الاستعمار وعملائه الذين يعملون على تفتيت نسيج الأمة الاجتماعي.

ولفت إلى أن طريق المقاومة هو خيار الشعب الفلسطيني والأمة في مواجهة المشروع الصهيوني وأن طريق التسويات لن يجلب أي حقوق بل سيعطي الشرعية للكيان الصهيوني في احتلال الأرض وتشريد الشعب الفلسطيني والاستيطان.

وكان الملتقى قد ناقش في جلساته محاور واقع المرأة الجولانية والفلسطينية ودور المرأة العراقية ومشاركتها السياسية و رؤية حول المقاومة وواقعها وضروراتها.

وأكدت فاطمة الجلالي رئيسة فرع الاتحاد العام النسائي في القنيطرة أن نضال المرأة الجولانية لم يكن ظاهرة عابرة في تاريخ المجتمع السوري بل جسد دورها القيادي في ميدان الصراع أسوة بالرجل داعية إلى فضح الممارسات الاسرائيلية ضد أهلنا في الجولان المحتل والتي تطال الإنسان والأرض وتأكيد حقوقهم التي كفلتها جميع المواثيق الدولية.

وبينت أهمية العمل على تشكيل لجان تحقيق دولية للنظر في جرائم الاحتلال الإسرائيلي المرتكبة بحق أبناء الشعب الفلسطيني باستخدام كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا والعمل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالجولان السوري المحتل وإنهاء احتلاله وإنهاء جرائم الاحتلال ضد أهله.

بدورها قالت الإعلامية الأردنية جومانة لطف إن "المرأة العربية المقاومة قدمت عبر التاريخ نماذج يحتذى بها في مقاومة الظلم والاستبداد وإن القضية الفلسطينية شكلت المعيار الأساسي لمدى التزام العرب بقضيتهم المركزية أما الآن فأصبحت سورية هي المعيار الأساسي لهذا التصنيف فمن يقف ضدها لايريد إلا تنفيذ المخططات الاستعمارية في المنطقة" موضحة أهمية إبراز دور المرأة العربية الملتزمة والمقاومة الفكرية في مقارعة الفكر الوهابي خاصة في هذه الظروف التي تعيشها البلاد العربية.

وتطرقت لطف إلى نموذج المرأة اللبنانية في حزب الله معتبرة اياها مثالا يحتذى في القوة والجرأة والشجاعة والتضحية مشيرة إلى أهمية دورها في تفعيل نشاطات الحزب وضرورة انشاء هيئات نسائية في الدول المجاورة للكيان الصهيوني تعمل على توعية النساء بأهمية زرع الفكر المقاوم لدى جيل الناشئة.

من جهتها أشارت رغد سراج رئيس مكتب الطلبة العراقيين في سورية إلى المشاركة السياسية للمرأة العراقية وإلى واقعها حسب التقارير الصادرة عن منظمة حقوق المرأة في العراق والتي أظهرت أنه ما بين 90 إلى 100 امرأة عراقية كانت تترمل يوميا نتيجة أعمال العنف والتفجير والقتل الطائفي والعمليات العسكرية التي كانت تنفذها قوات الاحتلال الأمريكي فضلا عن وجود نحو 2000 حالة اغتصاب مؤكدة أهمية ما قامت به المرأة العراقية خلال الاحتلال الأمريكي من تربية أبنائها على حب الوطن والدفاع عنه.

بدورها أوضحت الطالبة ريما جرجس من مصر ان ما يسمى الربيع العربي لا يعد ربيعا لأنه يهدف إلى تفتيت المجتمعات العربية وتحويلها إلى كيانات متناحرة بين بعضها مرتبطة بأجندات خارجية مؤكدة أهمية خلق ربيع حقيقي يكون عنوانه فلسطين والمقاومة ورفض الهيمنة الأمريكية الصهيونية وأن القوى المعادية لسورية تسخر كل ما لديها في سبيل اسقاط هذا البلد الممانع المقاوم.

ولفتت إلى وعي الشعب السوري والتفافه حول قيادته في وجه المؤامرة التي يتعرض لها وإلى الاصلاحات التي شهدتها سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد.

وتركزت مداخلات الحضور حول أهمية الوقوف إلى جانب سورية المقاومة في مواجهة الموءامرة الخارجية وعلى ان الهدف من كل ما تشهده البلاد العربية من فوضى هو اعادة تقسيم المنطقة العربية تبعا لمشيئة الدول الاستعمارية وبعض الأنظمة العربية الرجعية.

وفي نهاية الملتقى تم الإعلان عن تشكيل هيئة تأسيسية تجمع الجهود من اجل توحيد المقاومات في كل الوطن العربي وتوحيد الرؤى والأهداف ضد العدو الحقيقي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية أقامت بالتعاون مع المستشارية الثقافية لللجمهورية الاسلامية الإيرانية في سورية على مدرج دار البعث بدمشق اليوم ملتقى المرأة المقاوم تحت عنوان معا نكرس نهجا معا نصنع نصرا معا ندحض المؤامرة ونكون للحرية راية وعنوان وذلك احتفاء بالذكرى الثانية عشرة لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت سحر جبريل مسؤولة العمل النسوي في جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية ان احتضان سورية لهذا الملتقى على أرضها بالرغم من محنتها وجراحها خير دليل على انها وسيعة الرحاب لا تضيق بالاحرار وفاتحة ذراعيها للمقاومة والمقاومين.

وأشارت جبريل إلى ان الشعب الفلسطيني الذي يعيش ثورته من أجل استرداد أرضه المغتصبة التي يبتلعها العدو الإسرائيلي يوما بعد يوم يحلم بفلسطين حرة مستقلة لافتة إلى ان المرأة الفلسطينية هي المدرسة التي علمت اطفالها ابجدية الحياة وحب الأرض لذلك بقيت ارضنا منيعة عصية على اللصوص والمحتلين وكل من تسول لهم نفسهم المقايضة عليها.

ودعت إلى تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية لمواجهة الظروف الطارئة على الواقع العربي واعتبار ذلك بمثابة ميثاق شرف للتصدي لكل محاولة لبيع دماء الشهداء من أجل اسقاط الحق في عروبة فلسطين مؤكدة ضرورة العمل على المبادرة لتوحيد الجهود ضمن المؤسسات المركزية التي تتفرع عنها لجان فرعية لتعميق فكرة التضامن والتلاحم مع سورية ضد ما تتعرض له من مؤامرات.

20120526-171419.jpg

بدورها استعرضت ماجدة قطيط رئيسة الاتحاد العام النسائي ما تتعرض له سورية المقاومة منذ أكثر من عام بهدف تدمير اخر معاقل الصمود والمقاومة العربية مؤكدة ان أكثر من نصف الكرة الأرضية تكالبوا عليها بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي حولت كل المنظمات الدولية إلى منصة للضغط على سيادة سورية الحاضن الأساسي للمقاومة.

وأوضحت قطيط ان العالمين العربي والاسلامي كانا دائما محط انظار الغرب نتيجة ما يتمتعان به من ثروات لذلك حاول الغرب تقسيمهما عبر العصور وانه يعمل الان لاستكمال عملية التقسيم هذه مؤكدة ان كل مخططاته باءت بالفشل حيث تحرر الجنوب اللبناني بفضل مقاومته الباسلة واندحر الاحتلال الأمريكي من العراق وبقيت فلسطين شوكة في حلق الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وحطم الشعب السوري جدار غرورهم وانتصر على مؤامراتهم بفضل وعيه وثقته بقيادته والتفافه حولها لذلك بدؤوا بتصدير الإرهاب إلى سورية بهدف اسقاط صموده لكنهم فشلوا.

وأكدت وقوف الشعب السوري الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافه في اقامة الدولة الفلسطينية معاهدة نساء الوطن في الجولان العربي السوري المحتل على مواصلة الكفاح لعودة الجولان إلى الوطن الأم سورية لأن نساء سورية سيبقين مثالا للصمود والمقاومة.

من جانبها أشارت كتلون شيباني في كلمة لها باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى صور نضال المرأة وإلى أن تخريج أجيال النساء المدركة القادرة على المشاركة بدور ايجابي في بناء الأمة لا يتم إلا من خلال تنمية العمل الجاد لديها وتعزيز ثقتها بنفسها و قدراتها وإلى أهمية دور النساء المقاومات في شحذ همم الرجال وتأكيد حضورهن في ساحة العمل والدور الكبير للمرأة الإيرانية في جميع مجالات الحياة.

كما نوهت بدور المرأة الفلسطينية الحاضر دائما في مشهد المقاومة عبر مشاركتها في النضال القومي و تقديمها النموذج الأمثل للأم المناضلة والقائدة الفذة والشهيدة الخالدة إضافة إلى دورها الكبير في تربية أبنائها على الاستمرار في الانتفاضة والمقاومة.

وأكدت شيباني أن دور المرأة الفلسطينية يتكامل مع المرأة اللبنانية في الصمود والثبات والتحدي لعدو الأمة حيث انخرطت في المقاومة وساهمت بدورها وكانت الشريك الحقيقي في التحرير وتحقيق النصر معتبرة أن الاحتفال اليوم بذكرى التحرير يعكس نتيجة تحمل المرأة في لبنان لمسؤولياتها وفعالياتها ونشاطها في المقاومة بشقيها الشعبي والعسكري.

كما نوهت بدور المرأة السورية في مقاومة الاستعمار موضحة انها قاومت في مراحل متعددة الحكم العثماني والاحتلال الفرنسي مؤكدة ان هذا الدور المقاوم أتى نتيجة لكون سورية عنوانا للعزة والشموخ والكرامة والأمن خاصة ان المرأة السورية تتمتع بالوعي الذي منحته بدورها لأبناء وطنها.

وأكدت شيباني أن المرأة السورية بما يتعرض بلدها له حاليا من مؤامرة تتابع تسطير الملاحم البطولية في المقاومة مؤكدة أن الشعب السوري يدون في كل يوم وقفة جديدة للعز والفخار والإباء وسيخرج منتصرا من هذه الحرب الكونية.

من جهتها قالت ريما فخري مسؤولة المرأة في حزب الله إن إقامة هذا الملتقى تتزامن مع ذكرى الانتصار الكبير الذي تحقق في لبنان عام 2000 والذي أسس لبداية عصر جديد في تاريخ المنطقة والعالم العربي والإسلامي ولبدء العد العكسي لزوال جبروت الكيان الصهيوني الغاصب.

20120526-171440.jpg

وبينت فخري التغيرات التي حصلت على المحور المقاوم من خلال إيمان الناس بقدرتهم على هزيمة اسرائيل وتبلور محور الممانعة والمقاومة والمواجهة للمشروع الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة حيث كانت أبرز مكونات هذا المحور إيران وسورية وقوى الممانعة في لبنان وفلسطين مشيرة إلى أهمية هذا المحور في تهديد منظومة الاستكبار والاستسلام وقلب الموازين الاقليمية والدولية.

وأكدت مسؤولة المرأة في حزب الله أن الحصار الاقتصادي على سورية وإيران والتآمر على المقاومة في لبنان عام 2006 وفي غزة عام 2008 وبث الفتن الطائفية والمذهبية في البلاد العربية يهدف إلى النيل من مواقف هذا المحور الثابتة والمبدئية من قضايا الأمة العربية العادلة مشيرة إلى ان ما تتعرض له سورية حاليا يأتي في سياق النيل من مواقفها القومية والعروبية الرافضة للاستسلام للعدو الصهيوني ورفض مشاريع الهيمنة الأمريكية.

من جهته أشار الدكتور طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة إلى دور المرأة الفلسطينية في المقاومة لاستعادة الأرض والوطن مؤكدا انها قدمت الأم المثالية والمناضلة المميزة والقائدة الفذة والشهيدة الخالدة والاسيرة الصامدة والمبعدة الحالمة بالعودة والمحررة الصابرة مستعرضا أبرز شهيدات الثورة الفلسطينية منذ اندلاع ثورة البراق عام 1929 حتى يومنا هذا.

وبين ناجي ان المرأة الفلسطينية تضرب كل يوم اروع امثلة في البطولة والاستشهاد دفاعا عن وطنها وعرضها فهي التي قاومت الاحتلال وكانت على الدوام شريكة الرجل في الكفاح من اجل تحرير أرضها ومجتمعها من الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقرار.

وعرج ناجي على دور المرأة المقاومة في تحرير جنوب لبنان مبينا انه في اطار مواجهة العدو الصهيوني الذي استمر أكثر من 18 عاما ساهمت المرأة بالمقاومة في مرحلتين الأولى خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان وما تلاها من حصار حيث حمت ظهر المقاومين في القرى والبلدات وشكلت خط الدفاع الأول عنهم لحمايتهم كما شكلت الدرع الواقي في مواجهة أي قوة عسكرية للعدو الإسرائيلي اما المرحلة الثانية فهي مرحلة العمل المقاوم والعمليات الواسعة على مواقع العدو بعد ان اجبر على الانسحاب إلى الشريط الحدودي المحتل حيث تمترس في مواقع محصنة.

وأشار ناجي إلى ان المرأة اللبنانية انخرطت بفاعلية في بناء المجتمع المقاوم بكل مقوماته في اطار معركة التحرير الفعلي حيث عملت في اطار الموءسسات الاجتماعية والتربوية والصحية كما ساهمت بتأسيس العديد من اللجان والمؤسسات التي تدعم المقاومة وتأمين حاجياتها المادية والمعنوية.

كما لفت إلى دور المرأة السورية الجولانية في المقاومة والنضال حيث استطاعت ان تكون في المقدمة بتاريخها النضالي الطويل والمشرف منذ ان وطأت اقدام الغزاة هذه الأرض المباركة حيث شاركت في العديد من المعارك التي خاضها أهلنا في الجولان المحتل ضد الفرنسيين وبعد الاحتلال الإسرائيلي للجولان عام 1967 وقفت المرأة الجولانية في مواجهة هذا الاحتلال وانخرطت في صفوف المقاومة السرية ضده وسطرت اروع ملاحم الوطنية والفداء.

وفيما يتعلق بالأزمة التي تمر بها سورية حاليا أكد ناجي انها نتيجة لمواقف سورية المقاومة والمبدئية من القضية الفلسطينية ووقوفها الى جانب المقاومة ودعمها لكل القضايا العربية العادلة.

شارك في الملتقى عدد من قادة الفصائل الفلسطينية والمدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين وأعضاء من القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس اتحاد شبيبة الثورة ووفود من الأردن والعراق وقافلة مريم وامين عام الطلبة العرب وممثلون عن دار الافتاء في سورية والاتحاد الوطني لطلبة سورية.