ممثلون وإعلاميون محرومون من جنة الثورة

تيسير أحمد- شام نيوز

 

مع دخول الاعتصام الشبابي في ميدان التحرير وسط القاهرة أسبوعه الثالث، يحاول بعض الفنانين والاعلاميين المصريين الذين كانت لهم مواقف سلبية أو ملتبسة من ثورة الشباب تصحيح مواقفهم عبر النزول إلى ميدان التحرير والهتاف مع المعتصمين والوقوف معهم، غير أن هؤلاء لم تنطل عليهم هذه المواقف غير المبدئية كما يقولون وهاهم يطردون أي مثقف أو إعلامي لم يتبن موقفاً واضحاً وجذرياً من ثورتهم منذ البداية.

والغريب أن عدوى الانقسامات بين الفنانين والاعلاميين وصلت إلى المؤسسات الاعلامية والنقابات المهنية، فنقابة المهن التمثيلية شهدت انتفاضة عارمة على رئيسها أشرف زكي الذي تدارك الأمر وانسحب بصمت مفضلاً الاستقالة على الطرد، وكذلك الأمر في نقابة الصحفيين الذين يوشكون على الاطاحة بنقيبهم مكرم محمد، وايضاً التلفزيون الحكومي في ماسبيرو حيث أعلن عدد من الاعلاميين انتفاضتهم على شكل التغطية والتضليل الذي مارسته وسائل الاعلام الحكومية ضد الثورة، وكذلك في جريدة روز اليوسف ومؤسسة الاهرام التي كانت إلى يوم قريب المعقل الصحفي المدافع عن النظام، والتي غير رئيس تحريرها أسامة سرايا من سياسته محاولاً التماشي مع الموجة الجديدة والانضمام للثورة، غير أن الوقت قد فات حسب متظاهري ميدان التحرير الذين يعدون للائحة سوداء تتعلق بالممنوعين من المشاركة في المظاهرات بسبب مواقفهم السلبية أو الملتبسة من ثورة الشباب.  

 

منى الشاذلي وعمرو أديب

وكان ميدان التحرير قد شهد طرد الاعلامية منى الشاذلي التي استضافت مساء أمس الاثنين الناشط وائل غنيم أحد أبرز وجوه ثورة 25 يناير في برنامجها 'العاشرة مساء'، عقب خروجه من الاعتقال، إلا أن متظاهري التحرير الذين من الواضح أنهم لم يتابعوا هذه الحلقة التي أبكت الملايين، طالبوا الشاذلي بمغادرة ميدان التحرير حينما ذهبت إلى هناك أول من أمس، وطالبوها بضرورة تقديم اعتذار لملايين المتظاهرين الذين تابعوا حلقتها التي بكت فيها على الهواء مباشرة متأثرة بخطاب مبارك الثاني.

منى الشاذلي

 

ولم تنطق الشاذلي بكلمة واحدة وغادرت الميدان تحت حراسة الجيش، ولحق بها بعض المتظاهرين وهتفوا 'منى الشاذلي يا صوت الشعب'، في حين انتقدها عشرات آخرون وطالبوا برحيلها فورا من ساحة الميدان.
الموقف المحرج ذاته تعرضت له الإعلامية لميس الحديدي حينما استقبلها أمس متظاهرو التحرير بهتاف 'الكذابين أهُم'، فاضطرت إلى مغادرة الميدان في حراسة عدد من الشباب.

كما طرد المتظاهرون عمرو أديب بسبب حديثه عن وصول وجبات كنتاكي للمنظاهرين في ميدان التحرير وغمزه من قناة المتحتجين، بدعوى وجود دعم خارجي، وقد أمضى أديب اليومين الماضيين وهو يحاول أن يحسن صورته وكان هذا واضحاً في حلقة أمس مع الناشط القبطي مايكل منير حيث أكد أنه مع الثورة قلباً وقالباً.




أحمد السقا وسماح أنور



كما شهد الميدان طرد الفنان أحمد السقا المتهم بتأييد مبارك حيث لاحفة المتظاهرون إلى خارج الميدان قائلين له 'ارحل... ارحل'! وكان السقا وصل إلى الميدان بصحبة صديقه أحمد حلمي الذي قرر الانضمام إلى المتظاهرين بمشاركة زوجته الفنانة منى زكي.

وتحولت الفنانة سماح أنور إلى وجه مكروه فى الشارع بعد تصريحاتها لإحدى قنوات التليفزيون المصرية، دعت خلالها إلى "حرق كل المتظاهرين بميدان التحرير" لأنهم "خربوا البلد".

وقالت سماح أنور فى تعليقاتها التى تناقلتها الصحف باستغراب، نقلاً عن "العربية نت"، إن على الدولة أن تطلب ضرب المحتجين "بالطائرات والقنابل والسلاح النووى وعدم التأخر من أجل إنقاذ مصر".

وجاء الرد على شكل موجة هائلة من التعليقات الغاضبة والتهديدات الصريحة لأنور استهدفت صفحة مخصصة لمحبيها على موقع التواصل الاجتماعى facebook، احتوت على الكثير من التهديدات.

فيما أصدرت مجموعة من شباب "ثورة 25 يناير" ما يمكن أن يوصف بأنه "قائمة سوداء أولية" تضم مجموعة من الكتاب والفنانين والإعلاميين، ممن "حاولوا تشويه الثورة"، تعرض الفنان تامر حسني "لشر طردة" من ميدان التحرير، وفي الأثناء، قدم وزير الثقافة المصري، الكاتب جابر عصفور، استقالته من الحكومة المصرية الجديدة.

 

 

شعبان عبد الرحيم

شعبان عبدالرحيم

من جهته، انتقد المغني الشعبي، شعبان عبد الرحيم، بالتعاون مع الشاعر إسلام خليل، الأحداث التي شهدتها مصر في أغنية حملت اسم "25 ميدان التحرير" وتتضمن تحليلاً مفصلاً للمشكلات التي تعرض لها الشارع المصري منذ اندلاع "يوم الغضب" وظهور أطماع العديد من الدول في مصر، وترويج بعض الأنظمة والفضائيات العربية لأخبار مغلوطة عما يجرى في الوطن.

كما تتضمن الأغنية مناشدة من شعبان عبد الرحيم وإسلام خليل، للشباب المصري للاستماع إلى شيخ الأزهر الذى يوجه النصح من حين لآخر إليهم بالحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وفقاً لما نقلته صحيفة اليوم السابع.

وتقول الأغنية:  
25 ميدان التحرير.. من اليوم هانعيش نفتكره كتير
 عايزين بقى نفتكره بخير.. ونعيش ونفرح بالتغيير
 يابرادعى ياللى مولعها.. كبر دماغك وسعها
 كفاية العراق واللى عملتوه.. دى مصر مش هاتوقعها
 شبابنا دا عاقل وكبير.. ياللى فى ميدان التحرير
 العالم متربص بينا.. وشعبنا بقى وضعه خطير

 

القائمة السوداء



وكان شباب من "ثوار 25 يناير" قد ضمنوا في قائمة أولية وقع عليها المئات منهم، مجموعة من الكتاب والفنانين والإعلاميين، الذين اعتبرهم الشباب أنهم حاولوا تشويه صورة الثورة.

ومن بين الأسماء التي تضمنتها القائمة التوأم حسام وإبراهيم حسن، والمستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك الأسبق.

كما تضمنت كلاً من: "أنس الفقي وزير الإعلام، ومحمد علي إبراهيم، رئيس تحرير الجمهورية، وأسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام، وكرم جبر، رئيس مجلس إدارة روزا اليوسف، وهناء سمري وسيد علي، وهما من مقدمي برنامج '48 ساعة'، وكذلك الفنان تامر حسني، ومي كساب وزينة وحكيم وعمرو مصطفى، شمس البارودي وزوجها حسن يوسف."

وأكد الشباب أنهم يعدون ملفات تتضمن كل الإساءات، التي وجهها أعضاء هذه القائمة للثورة، مشيرين إلى أنهم يعدون قائمة أخرى تضم أسماء المسيئين للثورة، وفقاً لما ذكرته صحيفة المصري اليوم.

من جهة أخرى، قال قيادي من الشباب المنظمين لتظاهرة 25 يناير، رفض ذكر اسمه، إن هذه القائمة وأي قوائم أخرى لا تعبر عن رأي منظمي حركة 25 يناير ولا جموع المتظاهرين، لكنها تعبر بالتأكيد عن فصيل من الموجودين وقَّعوا عليها، مشيرين إلى الحركة ترحب بجميع الآراء ولا تفرض حظراً على أي رأي مهما كان.