من الرهبانية المريمية "الحلبية" إلى كرسي انطاكيا للموارنة..

انتخب بشارة يوسف الراعي بطريركاً جديداً لانطاكية وسائر المشرق للموارنة ليكون بذلك البطريرك السابع والسبعين وذلك بعد أن أعلن اليوم المونسنيور يوسف طوق أن حفل التنصيب سيكون قبل ظهر 25 آذار الجاري.
فالبطريركية "شركة ومحبة" هو الشعار الذي ابتدأ البطريرك الماروني الجديد بشارة الراعي مرحلته السابعة والسبعين في تاريخ الكنيسة المارونية ليكون بذلك خلفاً للكاردينال المستقيل مار نصرالله بطرس صفير.
تاريخياً، يعود كرسي انطاكيا الماروني إلى البطريرك " يوحنا مارون " أول بطاركة الموارنة، هذا وتذكر المصادر أن " خلافاً حدث في القرن السابع الميلادي بين أتباع المجمع الخلقيدوني في منطقة الكرسي الأنطاكي، بسبب ظهور عقيدة المشيئة الواحدة والمشيئتين في المسيح، وانفصل على اثرها الرهبان الموارنة في لبنان وأقاموا لهم بطريركية خاصة، وفي القرن الثاني عشر انضموا إلى الكرسي الروماني وسموا بطريركيتهم ببطريركية أنطاكية".
أما الموارنة فيعتبرون أن الكرسي البطريركي الماروني يعود في التاريخ إلى توقف البيزنطيين عن رسامة البطاركة الفخريين لإنطاكية ولأن أحوال المؤمنين ضاعت بدون راعي، قام على إثر ذلك رهبان القديس مارون بانتخاب بطريرك عليهم حيث وقع الاختيار على "يوحنا" الذي دعي باسم معلمه مارون فسمي " يوحنا مارون " ، وبذلك يكون بحسب الموارنة أول بطاركتهم على المشرق، والثالث والستون بعد القديس بطرس، مع الأخذ بالعلم أن انتخاب بطريرك الموارنة لم يكتمل إلا بعد موافقة البابا في روما على رسامته، مع تأكيد الموارنة أن بطريركهم يشكل وحده الخليفة الشرعي للقديس بطرس في رئاسة السدة البطرسية لذلك له وحده الحق في اعتلاء هذا الكرسي، ولهذا السبب يضيف البطاركة الموارنة إلى اسمائهم اسم القديس بطرس للتأكيد على هذه الحقيقة!.
مار بطرس بشارة الراعي قدم من الرهبانية المريمية التي نشأت في عام 1770م تحت اسم "الرهبنة الحلبية" نظراً لكثرة الرهبان من أصلٍ حلبي واتخذت فيما بعد اسم الرهبنة اللبنانية المريمية مكرسةً ذاتها لمريم العذراء، وتعد الرهبنة المريمية مبشرة برسالة روحية واجتماعية لخدمة الكنيسة المارونية ولبنان؛ حيث تشكل مع الرهبنة اللبنانية المارونية والرهبنة الأنطونية المارونية "رهبانيات لبنان" الثلاث التي تأسست في العام 1693م حين قدم ثلاثة شبان موارنة من حلب إلى جبل لبنان وهم: عبدالله قراعلي، يوسف البتن، جبرائيل حوا ثم انضم اليهم جبرائيل فرحات، فلبس هؤلاء الاسكيم وكان يتضمن ذلك القيام بالنذور الرهبانية أي الطاعة والعفة والفقر وذلك في زمن البطريرك الماروني استفان الدويهي.
السيرة الذاتية لأبو الموارنة الجديد، بشارة يوسف الراعي، تشير إلى أنه ولد في 25 شباط 1940 بحملايا، قضاء المتن، فابتدأ مشواره في الرهبانية المارونية المريمية بتاريخ 31 تموز 1962 ليدخل الكهنوت في 3 أيلول 1967 وبعد ذلك تمت الرسامة الاسقفية بسيامته نائباً بطريركياً عاماً في بكركي بتاريخ 12 تموز 1986. وهو حاصل على شهادات عليا في الفلسفة واللاهوت والحقوق الكنسية والمدنية، وعمل قاضياً في المحاكم الكنسية. وهو منذ سنوات مطران أبرشية جبيل شمالي بيروت.
واليوم يجلس بشارة الراعي على كرسي بكركي البطريركي بعد أن انتخب من قبل مجلس المطارنة الموارنة الذي دخل في عزلة عن العالم الخارجي منذ أيام؛ حيث ذكرت معلومات أولية أن انتخاب الراعي انجز منذ الاثنين لكن الإعلان انتظر إلى اليوم لحين وصول موافقة الفاتيكان على الراعي الجديد.
جاك قس برصوم- شام نيوز