من كان منا بلا احتياجات خاصة, فليرمهم بحجر

 

 من كان منا بلا احتياجات خاصة, فليرمهم بحجر

 

ساهرة صالح . شام نيوز


شئنا أم أبينا , تجاهلنا وجودهم أم تقبلناه , تفاعلنا معهم أم لم نفعل (فهم موجودون )
و برأي  المختصين , هم ينعمون بالتصالح  مع  محيطهم  أكثر  منا نحن الأصحاء المكتملين او العاقلين ( كمانحب أن  نطلق عل أنفسنا)..
كما أننا أطلقنا عليهم لقب المعاقين . و البعض أسماهم لاحقاً ذوي الاحتياجات الخاصة و أخيراً كان  هناك من آمن بوجودهم ومقدراتهم و أطلق عليهم (ذوي القدرات الخارقة),


و كان على رأس المهتمين بإطلاق هذه التسمية , الكبير دوماً الفنان دريد لحام ,
ففي أحد لقاءاتي الإذاعية معه ,شرح لنا على الهواء لماذا برأيه هم من ذوي القدرات الخارقة , فهم على سعة جهلنا تقبلونا بسعة صدرهم , ليثبتوا وفي كلّ مناسبة أننا نحن من نحتاج لرعاية  خاصة .
مصرون على وجودهم كأشخاص مهمين في المجتمع.

 

 


وقد كتب أحدهم يوماً متسائلاً عن حقيقة الفرق بين الحياة و الحلم , وكيف لنا أن نجزم بأن ما نحياه بشكل يضمن إستمرارية الأحداث و يمكننا من وضع نقاط علام , هو الواقع ,
وأن الحلم كونه متغير في كل مرة ,وبعيد كل البعد عن منطقنا , هو الخيال . و خلص إلى أن الله وحده من يعلم , وليس لأحد أن يجزم بوجود حقيقة هو نفسه لا يعرف عنها إلا القليل...

  


فإذا إعتبرنا أننا نعيش في عالمين مختلفين وتعاملنا معهم على هذا الأساس , وجب أن نعترف أيضا بأنهم أكرم منا بكثير . أوليست أبواب عالمهم مفتوحةً لنا و أبوابنا موصودة أمامهم ..
فكم من السهل أن ينتقل أحدنا ليصبح واحداً منهم وكم هو مستحيل أن ينتقل أحدهم إلينا ليصبح واحداً منا..
ولكن بعيداًعن الشعارات و المزاودات , هناك أبواب فتحت لتكون صلة وصل بين من هم كبار من الطرفين , من استطاعوا بقلب إنسان أن يفهموا أن الحرية هي مناخ العقل والفكر و الإبداع و إظهار القدرات طوال مسيرة الحياة وهي صيرورة الوجود إذا لم يعتريها عائق ...
ففي الكثير من دول العالم كان التفكير جدياً و واضحاً بكيفية التوصل لذهنية جديدة تكفل تسهيل ظروف الحياة و الإحترام (لذوي الإحتياجات الخاصة) من جهة, و التنبه إلى قدراتهم وتسليط الضوء عليها من جهة أخرى. مما يثبت وجودهم كلبنة مهمة في المجتمع..

  


ولكن هل يكفي أن تصرف الحكومة الأموال لتخصيص بعض الأماكن من الأرصفة و الطرقات مثلاً (لذوي الإحتياجات الخاصة) , لنجد السيارات تقف عليها دون أي إحساس بالمسؤلية...

أم هل يكفي أن تخصص أفرع بالجامعات لدراسة الحالات و كيفية التعامل معها , لنجد أن من نسميهم ( الأسوياء ) لا يستطيعون كبح  جماح  ألسنتهم المستهزئة من أشخاص ينقصوننا بشيء نراه و يزيدوننا بأشياء لا نراها.....
ربما هذا الأولمبياد الخاص الأخير جاء ليثبت للجميع أن (ذوي الأحتياجات الخاصة) هم من ذوي القدرات الخارقة , وليطرح أسئلتا ربما ليس لها جواب

 


- من المعاق  ؟ هم  أم  نحن  بفكرنا؟
- من  منا بحاجة  لرعاية خاصة ليكون إنسان حقيقي في هذا المجتمع ؟

  


وكم نملك ( نحن العقلاء )القدرة على الاستيعاب , و ضبط  ردود  الافعال , و اظهار الاحترام و المحبة للأخر( لا الشفقة)

ربما نحن مجرد خيالات تمشي على الأرض ,وهم ببساطتهم يتحولون الى الحقيقة المطلقة القادرة على التعامل معنا بشكل يليق بمعنى الإنسانية...


 

 

** قصة فورست غامب (توم هانكس)،هي  قصة رجل مريض ذهنيأ ،و الفيلم يعرض الصدف التي  تسوقه للمشاركة  في  كثير من الأحداث الكبرى في عصره وحصوله  في النهاية على  ثروة كبيرة  من جهده الكبير . بالاضافة لبراعته  في الرياضة و غيرهامن  الفنون الحربية. الفيلم  بشكل  عام  يتحدث عن كل طفل ذو احتياجات خاصة.و مستقبله الكبير إذا ما  تمت العناية به,و عدم  السخرية من  قدراته .