من ننتخب ؟

قاسم البريدي . الثورة
أيام قليلة تفصلنا عن السابع من أيار موعد أول انتخابات لمجلس الشعب بعد الدستور الجديد الذي فتح الباب على مصراعيه لممارسة العملية السياسية دون أن يكون لحزب البعث أو لأحزاب الجبهة الوطنية
التقدمية أي صفة تفضيلية ليتساوى الجميع ضمن قائمة الأحزاب إلى جانب المستقلين.
ولهذا ينظر إلى الانتخابات بأنها مفصلية وأول محك لمشروع الإصلاح على طريق بناء سورية جديدة وقوية , فهل يتحقق الطموح؟
الوقت يتسارع والفرصة قد لا تتكرر ومهما كان رأينا فإنه مهم للغاية وغيابه يعني إعطاء فرصة لتكرار أخطاء الماضي بوصول شخصيات لم تثبت ولو مجرد حضورها ولم يسمع بها حتى أبناء المحافظات التي يمثلونها.
وإذا كنا جادين ومهما كان موقفنا وقناعاتنا بمشروع الإصلاح وظروفه الراهنة، فإن واجبنا الوطني يملي علينا أن نمارس حقنا لأنه بذات الوقت واجب علينا وهو فرصة مهمة قد لا تتكرر , ولكن من ننتخب؟
سؤال محير نطرحه على أنفسنا سكان المدن خصوصاً في العاصمة حيث نجد البطء في عمليات نشر البرامج الانتخابية والدعاية خصوصاً من قبل الأحزاب الجديدة التي تشارك لأول مرة في الحياة السياسية.
ومن الأخطاء الشائعة وللأسف هو التركيز على الصورة أو الاسم فقط وصرف ملايين الليرات على هكذا دعاية دون إرفاقها ولو بكلمة تظهر برنامجاً يسعى إليه صاحب الصورة. فهل نحن لهذه الدرجة عاطفيون ننجر إلى صورة الشاب أو الرجل الوسيم أو المرأة الوقورة والجميلة أو حتى للاسم الذي يعجبنا أو اسم العائلة التي بالكاد سمعناه أو نتعرف عليه لأول مرة ؟
نقول للمرشحين ننتظر منكم أن تعلنوا وبسرعة عن برامجكم قبل أسمائكم أو صوركم لكي نعرف من أنتم, وخاطبونا بعقولنا لتحملوا آلامنا وآمالنا ولتكونوا عيوننا على أداء الحكومة, ولتساهموا بإزالة تراكمات مجحفة بحق المواطنين من قوانين وممارسات إدارية خاطئة.