من يفوز بنوبل للاداب الخميس؟

ساعات قليلة تفصل الأوساط الثقافية والأدبية والإعلامية عن الحدث الثقافي الأبرز عالمياً حيث من المتوقع – وكما أعلن من قبل الأكاديمية السويدية للعلوم أن يكون اليوم الخميس موعداً لإطلاق اسم صاحب نوبل للآداب 2011 الحدث الذي يترقبه الملايين على امتداد العالم وسط تكهنات ترجح هذه الشخصية أو تلك ذلك أن القائمين على الجائزة يحيطون الحدث بالغموض حتى ساعة الصفر حيث يتم الإعلان عن الفائز.
الأكاديمية السويدية للعلوم الجهة المانحة لنوبل حافظت على التقاليد الخاصة للترشيحات وإن يحدث أحياناً أن ترشح تسريبات لكن حتى هذه التسريبات ربما تكون أحياناً جزءاً من التقاليد والترقب الذي يزداد إثارة كلما اقترب موعد الإعلان.
أسماء عربية ضمن التوقعات
النقاد لا يستبعدون هذا العام أن تتجه الجائزة إلى العالم العربي وما يعيشه من «ربيع» في أكثر من دولة عربية وثمة أسماء متداولة يأتي في مقدمتها السوري أدونيس على رأس قائمة الترجيحات للفوز بنوبل الذي سبق أن نال هذا العام جائزة غوته للأدب كذلك فإن أسهم الروائي المصري علاء الدين الأسواني ارتفعت مؤخراً إلى جانب الجزائرية آسيا جبار المتداول اسمها في «بورصة نوبل» منذ سنوات واللبناني أمين معلوف والليبي إبراهيم الكوني والتونسي بن بريك والمغربي الطاهر بن جلّون..
إذا ما حصل عربي على نوبل للآداب لهذا العام فإنه سيكون العربي الثاني بعد نجيب محفوظ صاحب نوبل 1988 أما قارياً فإن القارة السوداء حصلت على آخر نوبل لها منذ ثماني سنوات عن طريق الجنوب افريقي جون ماكسويل كويتزي في العام 2003 كثاني جنوب إفريقي ينال الجائزة بعد نادين غورديمير (1991) على حين أن القارة الصفراء- الأقل فوزاً بالجائزة- لم تحظى بنوبل منذ العام 1994 إذ نالها في ذلك العام الياباني كنزا بورو أوي كثاني ياباني بعد صاحب الريادة على هذا الصعيد ياسوناري كوا باتا (1968) مع الإشارة هنا إلى أن جاوكيسغجيان الصيني الأصل نال نوبل 2000 بعد ما تحصل على الجنسية الفرنسية في العام 1998.
هذا العام وعلى صعيد التكهنات عمن سيحظى بنوبل 2011 ستتراجع الأسماء الأوروبية إلى الصفوف الخلفية وتتصدر قائمة التوقعات القارة الآسيوية فإلى جانب عرب آسيا يحضر الكوري الجنوبي كو وان والياباني هاروكي مورا كامي والهندي فيجا يدان دثيا إضافة إلى الاسترالي ليس موراي والمجري بيترناداس الكيني نجو جي واثيونج لكن وكثيراً ما خابت التوقعات لتفاجئ الأكاديمية السويدية العالم باسم غير متداول وربما المفاجأة الأكبر أن تكون التوقعات في محلها على اعتبار أن العالم اعتاد أن أياً من الأسماء المطروحة ليس دائماً صاحب الأضواء الذي يفوز بالجائزة!!
وصحيح أن نوبل لا تأخذ بعين الاعتبار مطلقا التوزع الجغرافي إلا أنها ظلمت القارة الآسيوية التي طالما ظل وجهها شاحباً وعليها أن تنتظر سنوات حتى يصل عدد الفائزين منها إلى عدد أصابع اليد الواحدة وإن كان شاعراً فذاً مثل رابندرانات طاغور كان الأول الذي تمنحه الأكاديمية السويدية للعلوم جائزة نوبل (1913) من خارج القارة العجوز التي احتكرت الجائزة على مدى الإثنتي عشرة سنة الأولى منذ العام 1901 (الفرنسي سولي برود أوم 1839- 1907) لتستعيد الجائزة في خزانتها الأدبية سنوياً حتى العام 1930 حيث تدخل الولايات المتحدة على خط نوبل بواسطة سنكليرلويس (1885-1951) وتكر السبحة الأميركية بعد ذلك التاريخ لتحصل على نوبل بمعدل مرة واحدة كل عشر سنوات وتتساوى في عدد الكتاب أصحاب نوبل مع بريطانيا لكن كلتا الدولتين لم تصل إلى الحصاد الفرنسي (أكثر من 13 فائزاً في نوبل) يليه الألمان (تعدى الرقم العشرة) ليبقى لأوروبا قصب السبق النوبلي.
الجائزة و«التسييس»
نوبل للآداب تتعرض كثيراً للنقد في الأوساط الثقافية والأدبية على امتداد العالم فدائماً ثمة أسئلة مشروعة إلى حد كبير لماذا تمنح الجائزة لهذه الشخصية ولا تمنح لتلك ودائماً ترتفع الأصوات أن هذا الروائي أو الشاعر هو الأجدر من ذاك وهو السؤال الدائم والمتكرر منذ العام الأول للجائزة 1901 لماذا برود أوم الفرنسي؟! وليس ليو تولستوي الروسي؟! لتنتظر روسيا اثنين وثلاثين عاماً حتى تحصل على الجائزة عن طريق الروائي إيفان بونين (1870- 1953).
وهذه الانتقادات قفزت عن (أوتجاوزت) المبررات الإبداعية والنتاج الأدبي لصاحب نوبل من هنا وهناك لتأخذ منحى سياسياً يراه نقاد ومراقبون حاضراً بقوة ما استدعى رئيس نوبل للآداب د. كيال اسمبارك في ندوة تم تنظيمها في آذار الماضي إلى نفي أن تكون الجائزة « مسيسة »، معتبراً أن فكرة الجائزة ذات طابع سياسي «فكرة مغلوطة» داعياً إلى التفريق بين «التأثير السياسي» الذي لامناص منه وهو الذي لا يكون متوقعاً وبين «النية السياسية» التي «تحظرها الأكاديمية صراحة».
مرات قليلة لجأت الأكاديمية السويدية للعلوم إلى أسلوب المناصفة في منح الجائزة كان أولها بعد ثلاث سنوات من التأسيس (1904) إذ ذهبت الجائزة مناصفة إلى الفرنسي فريدريك ميسترال (1830-1914) والإسباني خوسيه اتشيناري (1983-1916) وتحدث «المناصفة» في العام 1917 للدانماركيين هنيك بونتوبيدان (1857-1943) لتغيب «المناصفة» سنوات طويلة لتحضر في العام 1974 لتكون الأخيرة حتى اليوم للسويديين هاري مارتنسون وانفيد جونسون ليمر نحو الثلث من عمر الجائزة دون مناصفة والسؤال هل طلقت الأكاديمية السويدية هذا الأسلوب أم تراها تعود إليه؟!.
العشرة الأحدث فوزاً بنوبل
الكاتب الدولة العام
فيديا درسورا جيراساد بريطانيا 2001
ايمري كيرتيش المجر 2002
جون ماكسويل كويتزي جنوب إفريقيا 2003
الفريدي يلييك النمسا 2004
هارولد بنتر بريطانيا 2005
اورهان باموق تركيا 2006
دوريس ليسينغ بريطانيا 2007
جان ماري غوستاف لو كليزيو فرنسا 2008
هيرتا مولر ألمانيا 2009
ماريو فارغاس يوسا البيرو 2010
؟؟ ؟؟ 2011
شام نيوز - الوطن