من يقودها؟.. «تامر» أم.. «أفيونه»؟!

من خلال المشاهدة عبر الفضائيات – والجرائد – وعبر متابعة دقيقة مني لوجوه وملامح عدد من الذين يتجمعون في «ميدان التحرير»، يتبين – من اشكالهم وألوانهم و.. خلايا الـ«دي.ان.ايه» خاصتهم – ان لا علاقة لهم على الاطلاق بـ«الفيس – بوك» و«التويتر» وحتى شبكة «الانترنت».. برمتها، اذ لا احد من هؤلاء يمكن ان يصبح اسمه «تامر» أو «عمرو» أو «هيثم» أو.. «دودي».. الى آخره!
كذلك، فان ملامح «نسوان الميدان» بعيدة عن «مروة» و«جيهان» و«متيحة» - تدليع «مديحة» - أو «آية» أو «باكينام»، بل هي أقرب الى أسماء.. «حلاوتهم» و«سيدة» و«ست أبوها» و«ست البرّين» و«سنية العمشة».. الى آخره! هذا لا يعني ان «دعبس» و«جعيدي» و«مشرط» و«قبقاب» و«أفيونه» قد تعرفوا على الثورة عن طريق شباب «التويتر» و«الفيس – بوك»، بل لسعتهم نيران الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي على مدى سنوات أعمارهم الصغيرة، فخرجوا من «العشوائيات» ومنازل الصفيح ومقابر الامام الشافعي و«ترب- الغفير» ليصرخوا بأعلى ما تستطيع حناجرهم أن.. تطلقه!
إذا كنت – انا المواطن الكويتي «المترف» - قد مللت من رؤية وجوه وسماع تصريحات «عواجيز الحزب الوطني الحاكم ومتابعة اخبار ارصدتهم البنكية التي تتوالد وتتكاثر كالبكتيريا – فكيف بهؤلاء المواطنين الذين لا يحصلون على أكثر من ستمائة فلس كويتي في.. اليوم؟!
لو كانت تلك التعديلات الحكومية قد حدثت قبل ثلاثة اشهر - أو حتى قبل شهر واحد فقط من تاريخ 25 يناير – لما انتقلت ارواح اكثر من 300 مصري بريء الى بارئها، ولما أصيب خمسة آلاف مصري بجروح طفيفة ومتوسطة وخطرة، ولما خسرت البورصة 69 مليار دولار، ولما غادر مليون سائح اجنبي البلاد مخلفين وراءهم خسارة مليار دولار – خلال احداث تسعة ايام – ولما هبط سعر الجنيه المصري، ولما بكى الملايين من اصحاب المعاشات وهم ينتظرون «الملاليم» التي يقبضونها في نهاية كل شهر، ولما انشق سلاح الجو المصري عن سلاح البر، ولما تجرأ «الولي الفقيه» في ايران على مصر وشعبها – واخيرا وليس آخرا – لما كتب.. «أبومعاذ الله من اقواله وافعاله وولده» مدحا في تنظيمه الحزبي وقدحا في مصر المحروسة وكأنه.. «هبلة مسّكوها.. طبلة» كما يقول المثل الشعبي المصري!!
كل هذه «اللمّات» لا فائدة منها، والبكاء على اللبن المسكوب لن يعيده الى كأسه، فما حدث قد حدث، المهم على القيادة السياسية في مصر – أو أي بلد آخر يحدث فيها أمر مشابه – ان تعلم بان «تقديم التنازلات – تحت الضغط – متى ما بدأ، فإنه لن ينتهي ابدا الا بعصر الليمونة حتى.. تجف أليافها»!!
فؤاد الهاشم - الوطن الكويتية