مناع: أؤيد تدخل الخوذ الخضراء بلا دول الخليج لأنها غير حيادية

رأى رئيس "هيئة التنسيق الوطنية" في الخارج هيثم مناع "ان الثورة السورية هي جزئياً في حالة فوضى لعدم وجود زعامة في الشارع" معتبراً "ان نجاحها يتطلب حشداً شعبياً هائلاً ومشاركة اشخاص يتمتعون بشرعية تاريخية" على حد تعبيره.

وفي مقابلة مع صحيفة "الأخبار" جدد منّاع رفض أي تدخل أجنبي مؤيّداً في المقابل فكرة نشر "الخوذ الخضراء" (قوة حفظ السلام التابعة لجامعة الدول العربية) في سوريا "في حال لم تستطع جامعة الدول العربية المساعدة في حماية المدنيين من خلال وجود مراقبي حقوق الإنسان" على قاعدة "أن ثمّة سوابق للتدخّل العربي من دون وقوع إصابات في حين أنّه ما من مثال واحد في تاريخ حالات تدخل حلف منظمة شمالي الأطلسي (الناتو) من دون وقوع ضحايا".

 

وإذ أعرب عن عدم اعتقاده "بأن المصريين أو التونسيين أو المغاربة المسلّحين تسلّحاً خفيفاً والمنتشرين على الأراضي السورية سيطرحون أي تهديد"، ردّ على سؤال عما إذا جاء التدخل من دول الخليج بالقول "إن المشكلة الأساسية في ذلك تكمن في أنّ دول مجلس التعاون الخليجي ليست محايدة، فقد شاركت في الحرب الاعلامية وفي حضّ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على التدخل. لقد سمعنا أكثر من مرة أنّها مستعدّة لإحالة الملفّ السوري إلى مجلس الأمن. يجعل ذلك موقف دول الخليج العربي ضعيفاً عندما يتعلّق الأمر بسوريا".

وتابع منّاع "هناك حملة في الخليج على الإيرانيين. يعني ذلك ربما أنّ دول الخليج قد تحاول أن تجعل من سوريا أرض معركة ضد إيران. لكننا نرفض أن نصبح ضحايا حرب بالوكالة. نريد أن تسود الديموقراطية والحرية في سوريا؛ لا نريد أن تستغلنا أي قوة أخرى لمصالحها الخاصة. في هذا الاطار تجدر الإشارة إلى أنّه حالما يسقط النظام سنرغب في إقامة علاقات حسنة مع الدول الإقليمية ليس مع إخواننا العرب وحسب بل أيضاً مع تركيا وإيران" على حد قوله.

 

وعن دعوة عدد من قادة المعارضة السورية إلى التدخل العسكري الغربي، رأى منّاع أن "الضغوط الكبيرة التي يخضع الشعب السوري لها أدّت إلى نشوء ما اسميه "حزب دع الشيطان يأتي"" معتبراً "ان ذلك ليس بنّاء ابداً" مستشهداً بما قاله له بول بريمر يوم كان رئيس سلطة الائتلاف الأميركية المؤقتة الموكلة بالاشراف على الاحتلال الأمريكي في العراق بعد اسبوعين على الغزو. آنذاك توجه هيثم منّاع لبريمر قائلاً "أريد أن أعرف ما الذي ستفعله للحرص على إعادة إعمار العراق بعدما دمّرته الولايات المتحدة" فأجابه "هذا ليس من شأننا".

وتابع منّاع "لا نريد أن يدمّر أحد بلدنا. لم نشهد أبداً وضعاً تظهر فيه ساحرة وتنقذ الدولة من براثن الاستبداد ثمّ تلوّح بيدها مودّعة بسلام وتغادر، ندرك أنّ الضغوط التي يخضع لها النظام السوري كبيرة لكن التدخّل العسكري الغربي ليس حلاً. ينبغي أن نتمكّن من مواجهة الخطاب العنيف للنظام السوري بعقلانية".