منتدى الشبيبة للعلوم والمعلوماتية .. اتجاه لتطبيق معايير الجودة العالمية

يشكل الشباب المستخدم الأول لتكنولوجيا المعلومات والفئة الأكثر قدرة على التعلم وملاحقة الجديد في هذا المجال وهي قدرات لابد من استثمارها باتجاه ابداع تطبيقات علمية يمكن تحويلها إلى مشاريع تنفيذية مفيدة اقتصاديا وإداريا.

 

ومنذ بروز الحاجة إلى الحواسيب في سورية قام اتحاد شبيبة الثورة بإقامة دورات في هذا المجال وتوفير وسائل تكنولوجيا المعلومات للشباب لنشر الثقافة المعلوماتية وصولا إلى الاستفادة من الطاقات الشابة في تيسير الأعمال الإدارية والحسابية من خلال هذه التقنية وتسهيل الاتصالات والحصول على المعلومات في قطاعات العلوم والأعمال.

 

وجاء تأسيس منتدى العلوم والمعلوماتية في المنظمة عام 1990 خدمة لهذه الأهداف فكان أول مؤسسة تدريب معلوماتي للشريحة الشعبية في سورية قبل الانتشار الحالي الواسع له في حين تولت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية إقامة الدورات المخصصة للشريحة الاحترافية.

 

وأوضح رئيس مكتب المعلوماتية والتقانة المركزي في منظمة الشبيبة عقاب كيوان أن نشاط المنتدى تضمن تدريبا على مختلف البرامج الحاسوبية ومنها المكتبية وبرامج المحاسبة ومعالجة الصور والهندسة الإنشائية إضافة إلى دورات لمنح الرخصة الدولية في قيادة الحاسب الآلي آي سي دي إل وغير ذلك من المجالات التطبيقية المرتبطة مباشرة بحاجة سوق العمل مع التركيز على دورات التقوية في العديد من المواد الدرسية.

 

وقال كيوان في تصريح لوكالة سانا يتبع للمنتدى نحو 63 ناديا في المحافظات على مستوى المناطق تحول العديد منها إلى مراكز لأنشطة شبابية تتجاوز الجانب المعلوماتي إلى أنشطة ثقافية وعلمية واجتماعية ورياضية وترفيهية توفر للشباب أرضية معرفية متنوعة بأسعار رمزية مع مراعاة ألا تؤثر هذه النشاطات على تحصيلهم العلمي الأساسي.

 

وأضاف أن ثمار دورات المنتدى تتجلى بوضوح في حجم الإقبال عليها والشهادة الممنوحة من نوادي الشبيبة مازالت تحقق المصداقية الأكبر لدى الجهات طالبة التوظيف لأن منح الشهادة في نوادينا ليس ذا أبعاد تجارية فالخاضع لأي دورة يمر بامتحان دقيق لثبوت استحقاقه للشهادة.

 

 

وأوضح أن الجهات الحكومية باتت تتجه أكثر فأكثر إلى الاستفادة من نوادي الشبيبة لتدريب كوادرها مشيرا إلى أن منتدى المعلوماتية الفرعي بالحسكة شهد تدريب مئات الموظفين الحكوميين منذ 2007.

 

ويعمل المنتدى بتشبيك قوي مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ووزارة التربية والجامعات ويعد شريكا في مشروع الحكومة الالكترونية ويرتبط مع الجامعة الافتراضية باتفاقية لاستثمار نواديه كمراكز نفاذ لطلاب الجامعة ما يشكل موردا ماليا إضافيا له.

 

ولا يكتفي المنتدى بالتدريب المعلوماتي بل يعنى بتوجيه الشباب إلى الاستخدام الإيجابي لتكنولوجيا المعلومات فينظم ملتقيات وندوات للتوعية بهذا الشأن إضافة إلى مشاركته في معارض لأحدث تصميمات المعلوماتية وإجراء المسابقات العلمية وتشجيع المتفوقين فيها.

 

وأوضح مدير المنتدى الدكتور فرقد رمضان أن كوادر التدريب هم من أعضاء الشبيبة ومنهم من تدربوا على أيدي الخبراء الأوائل بهذا المجال في سورية بعد تخرجهم من كليات الهندسة الالكترونية وأقسام الهندسة المعلوماتية حيث خاضوا أولى التجارب عام 1987عند التحضير للدورة العاشرة لألعاب البحر المتوسط مشيرا إلى أن هذه التحضيرات أفرزت أول شبكة للحواسيب الآلية في سورية وتألفت وقتها من خمسة حواسيب متوسطة توزعت على عدة محافظات وكانت مهمتها نقل المعلومات حول الدورة لتسهيل بث الرسائل التلفزيونية أولا بأول.

 

ولفت رمضان إلى أن نجاح هذه التجربة دفع القائمين عليها إلى دراسة استثمارها ونقلها إلى قطاعات العمل الحكومي من خلال تأسيس هذا المنتدى الذي مر بعدة مراحل قبل أن يتخذ شكله وأهدافه الحالية مؤكدا أن الانتشار الراهن لمراكز التدريب ذات الأهداف التجارية ومقاهي الانترنت غير الخاضعة للرقابة دفع بإدارة المنتدى والجمعية السورية للمعلوماتية إلى السعي لدى وزارة التربية لاتخاذ إجراءات تحصر منح التراخيص بالوزارة فقط وتضمن إخضاع الدورات لشروط دقيقة لضمان الجودة.

 

وقال إن إرساء معايير الجودة سيكون أساسا لتطوير المنتدى في المرحلة المقبلة تماشيا مع المقاييس العالمية في هذا المجال إلى جانب مشروع الشبكة الوطنية للشباب التي تربط مكاتب فروع الشبيبة مع المركز بالانترنت وبوسائط النقل المتعددة بحيث يتسنى عقد الاجتماعات عبر الفيديو كونفرنس الأمر الذي يوفر أعباء السفر ويؤمن المزيد من فرص العمل في المحافظات.

 

ودعا مدير المنتدى إلى استثمار الأفكار والتصميمات الإبداعية المقدمة من الشباب في المسابقة التي ينظمها المنتدى سنويا بمجال المعلوماتية ومنها مشروع برنامج تسريع حسابات المهندسين ومشروع برنامج رسم الهياكل التقويمية للأسنان وغير ذلك من البرامج التي تستحق دعما حكوميا لتنفيذها.