منصور: قرار تعليق عضوية سورية معد سلفا ويتضمن بنوداً خطيرة

 

 

أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور في مداخلته أمام مجلس الجامعة العربية الذي عقد جلسة أمس في القاهرة بخصوص سورية رفض لبنان لمشروع قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة محذرا من أن هذه الخطوة من شانها تعقيد الأمور أكثر فأكثر وهى لن تؤدى إلى الأمن والاستقرار في المنطقة.

ونبه منصور في مداخلته أمام المجلس إلى أن البندين الثالث والرابع من مشروع القرار يشملان سابقة لها عواقبها الخطيرة على الصعيد الدولي وعلى الصعيدين السياسي والاقتصادي ويقوضان أسس التعاون العربي المشترك والسلام في المنطقة ويضعان صدقية الجامعة ككل في الميزان.

وفى هذا الإطار أشار إلى أن الجامعة العربية مدعوة إلى مساعدة سورية للخروج من أزمتها والمحافظة على وحدتها وسيادتها وأمنها وامن المنطقة واستقرارها وليس جرها إلى الذين يتربصون بها محذرا من تداعيات السماح بتأجيج النار على الجميع ومن عدم الوقوف بحزم حيال ما يحاك ويحضر لسورية في الداخل والخارج من تحريض مغرض وهدام وحملات إعلامية تجاوزت كل الحدود لافتا إلى انه ومنذ الاجتماع الأول حول سورية كانت هناك نية لدى بعض الأطراف بتعليق عضويتها في الجامعة العربية.

كما أكد ارتباط امن واستقرار المنطقة بأمن واستقرار سورية محذرا من تطور الأوضاع بما لا يصب في مصلحة المنطقة ولا في مصلحة الجامعة العربية ولا الأمة العربية.

واستكمالا لذلك أكد منصور عقب انتهاء جلسة مجلس الجامعة العربية في تصريحات لقناة المنار اللبنانية سرد فيها حيثيات اتخاذ القرارات بحق سورية أن مشروع القرار لم يكن مفاجئا لأنه اعد سلفا وتزامن مع تقرير الأمانة العامة للجامعة العربية.

وأوضح أن القرار اتخذ مباشرة دون أن يقدم تقرير الأمانة العامة للاطلاع عليه ومناقشته وبنى مجلس الجامعة قراراته في ضوء هذا التقرير كما لم يسمح بإجراء المزيد من المداخلات أثناء الاجتماع موضحا أن اليمن ولبنان رفضا القرار فيما تحفظ المندوب العراقي وتم اتخاذ القرار فورا وأقفلت الجلسة.

ولفت منصور إلى أن لبنان رفض القرار الذي صدر بعد الاطلاع على النقاط الواردة فيه إذ تضمن بنودا خطيرة تفسح المجال أمام التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية معتبرا في هذا الصدد أن البند المتضمن قيام الأمين العام للجامعة بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بما فيها الأمم المتحدة يعنى فتح الطريق أمام الملفات العربية لتأخذ طريقها إلى الأمم المتحدة ومن ثم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية والعربية.

وأكد منصور لقناة المنار اللبنانية مجددا أن القرارات التي اتخذت أمس في الجامعة العربية تشكل مؤشرا خطيرا ولاسيما أن سورية دولة مؤسسة وعضو في الجامعة العربية وأنها لن تساعد على الحل وإنما ستدفع بالأمور نحو تطورات خطيرة منبها إلى أن هذه القرارات لم تأخذ في الاعتبار ما قامت به سورية من إجراءات قررتها الجامعة العربية وهى ستفسح المجال أمام أي عمل عدائي كان لأنها صبت في اتجاه واحد منبها إلى التداعيات السلبية لهذه القرارات في المستقبل.

الدباغ: الطريقة التي صوتت بها الجامعة العربية على قرار بشأن سورية غير مقبولة وتتصف بسياسة الكيل بمكيالين

وأكد علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية أن الطريقة التي صوتت بها الجامعة العربية على قرار أمس بشأن سورية غير مقبولة وتتصف بسياسة الكيل بمكيالين وكان من الممكن أن تكون أفضل.

وقال الدباغ في حديث لقناة العراقية أمس إن الحكومة العراقية كانت أول من دعا إلى أن تكون الجامعة العربية هي بيت العرب الذي تحل فيه المشاكل وألا يتم تدويل الوضع في سورية وعدم السماح بالتدخلات الخارجية مؤكدا أن هذا الأمر يضر بأمن سورية المهم بالنسبة للعراق وباقي الدول العربية.

وأضاف الدباغ.. إننا ندعم الحوار مع المعارضة وقد شارك العراق في مؤتمر بالقاهرة عن موضوع المصالحة وقد دعونا الحكومة السورية إلى الحوار مع المعارضة حوارا مباشرا لأنه القضية الوحيدة التي توصل إلى حلول مقبولة.

وقال الدباغ.. إن هناك دولاً تعاني أكثر مما هو عليه الوضع في سورية ولكن الجامعة العربية لم ترفع صوتا بالنسبة لهذه الدول معربا عن أسفه من أن هناك دولا معينة في الجامعة العربية وفي ظل غياب مصر تتحكم بالقرار العربي ولها تاثير كبير جدا عليه.

وأضاف الدباغ.. إن العراق اعترض على موضوع تجميد عضوية سورية في الجامعة لأنه يؤدي إلى فقدان قناة الاتصال مع الحكومة السورية وبالتالي يفقد القرار العربي قيمته فنحن مع الحوار مع المعارضة ولكن ليس بهذه الطريقة القسرية التي تنقل القضية السورية إلى التدويل.

وحذر الدباغ من خطورة أن تقوم الدول العربية بنقل القضية إلى الأمم المتحدة بوجود عجز عربي عن إيجاد حلول مقبولة مؤكدا أن طريقة الكيل بمكيالين من قبل الجامعة العربية وبعض القوى والدول التي تتحكم بقرار الجامعة العربية غير مقبولة والعراق يرفضها.

وقال الدباغ إن الفرصة التي أعطيت إلى سورية غريبة لأنها تقتصر على أيام معدودة لتنفيذ المبادرة معربا عن قناعة العراق بأنه يمكن توسيع المبادرة العربية وفرض رؤى جديدة على الحكومة في سورية من أجل التفاهم مع المعارضة وقواها الفاعلة للوصول إلى حلول.

وتابع الدباغ.. إن هناك بعض القرارات التي تتخذ بالاجماع وليس بنسبة الثلثين والقرار اتخذ اليوم إضافة بعض القرارات بنسبة الثلثين وهناك مخالفة للنظام الداخلي للجامعة العربية.

واختتم الدباغ بالقول إن التلويح بالتدخل والنقل إلى الأمم المتحدة والتدخل الدولي يضر بأمن سورية ونحن في العراق كدولة مجاورة نتخوف ونقلق كثيرا من هذا فنحن لسنا قطر التي ليست لها حدود مباشرة مع سورية ولا تتأثر مصالحها ونحن لدينا مصالح مباشرة مع سورية والأردن ودول مجاورة ونخشى تطور الوضع نحو آلية ومستقبل نخشى من حدوثه في العراق ووضعنا السياسي في العراق يدعو إلى القلق أكثر بكثير من بقية الدول وهذا من حقنا.

شخصيات وقوى لبنانية: قرار الجامعة حول سورية تنفيذ لأجندات خارجية

من جهته رأى الرئيس اللبناني السابق أميل لحود أن الدول العربية التي وافقت على قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية تنفذ إملاءات أمريكية وغربية مؤكداً أن سورية ستخرج من الأزمة منتصرة عزيزة.

وقال لحود في حديث لإذاعة النور اللبنانية إنه لا يوجد جامعة عربية حقيقية إنما إملاءات من الخارج تفرض على الدول العربية وأن الدول التي تسمي نفسها ديمقراطية تحاول الدخول إلى سورية عبر هذه الشعارات الوهمية مؤكداً فشل كل هذه الرهانات اليوم كما فشلوا في رهاناتهم على ضرب المقاومة اللبنانية في عدوان تموز 2006 والأيام القادمة ستثبت أن قوة سورية نابعة من شعبها منوها بوقوف الصين وروسيا والبرازيل إلى جانب سورية ووقوفهم ضد التدخل الأجنبي في الشأن السوري فيما تأخذ الجامعة العربية اليوم قرارا يمهد للتدخل الأجنبي.

بدوره رأى الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر أن قرار الجامعة العربية ليس سوى تنفيذ لأجندات خارجية مشيراً إلى أن الرهان اليوم هو على الشعب العربي.

وأضاف شكر أن القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية لا تعني أحدا من الشعب العربي الحر التواق إلى أن يكون هناك قوة في هذه المنطقة عنوانها سورية فسورية هي العنوان الأساس في أي حراك على مستوى المنطقة لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتربص بنا.

بدورها أدانت حركة الأمة في لبنان في بيان لها دعوة الجامعة العربية لسحب سفرائها من سورية وتحريضها على الجيش العربي السوري معتبرة أنه كان حريا بالجامعة العربية دعوة الدول العربية لإغلاق السفارات الإسرائيلية وطرد السفراء الصهانية والعمل على إزالة القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المدن والصحاري العربية.

وأضاف البيان أن الجامعة العربية التي لم نرها بالأمس تتحمس وتسحب سفراءها من واشنطن عندما احتلت بغداد أو حين قصف الجنوب اللبناني ودمرت غزة نراها اليوم تسرع الخطا لتعميم الفتنة وتشرع التدخل الغربي مجددا في المنطقة قبل الانسحاب الموعود للجيش الأمريكي من العراق.

 

 

سانا