منصور: نرفض أي قرار يتيح التدخل الاجنبي في شؤون سورية

جدد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور رفضه لأي تدخل خارجي في الشأن السوري مؤكدا أن من شأن ذلك زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.
وقال منصور في حديث لمراسل سانا في بيروت إن العلاقة المميزة التي تربط لبنان وسورية تاريخيا وجغرافيا واقتصاديا وتجاريا واجتماعيا دفعتنا لأن نرفض او نبتعد عن قرارات الجامعة العربية التي تمس بسورية وأمنها واستقرارها مؤكدا حرص لبنان على استقرار سورية ووحدة شعبها لأن أمنها واستقرارها سينعكس على لبنان.
وأشار منصور إلى أن القرارات التي صدرت عن مجلس وزراء الخارجية العرب الأحد كانت خطيرة جدا وخاصة البند الذي يدعو لتقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي للمعارضة السورية مشيرا إلى أن الدعم المادي يحمل في طياته أمورا منها العسكرية والتسليح والمال وغير ذلك وهذا بالطبع يؤثر علينا خاصة في لبنان لأنه يوجد معارضون سوريون على الأراضي اللبنانية وهذا لا يمكن القبول به لأنه يؤثر فعلا على أمن واستقرار لبنان.
وأوضح منصور أن طلب مجلس الجامعة ارسال قوات عربية أممية إلى سورية لحفظ السلام غير مفهوم مؤكدا أن اللجوء إلى الخارج يعني التدخل الدولي في الشؤون الداخلية السورية وهذا أمر خطير للغاية ويأخذ سورية إلى منحى خطير.
وأكد منصور عدم جواز دعم فريق يرفض الحوار موضحا أن المعارضة المسلحة تقوم بعمليات عسكرية وتعترف بكل العمليات وترفض الحوار وقال.. لا يمكن التغاضي عن هذه المسألة ولا أحد يستطيع أن يتجاهل أن هناك معارضة مسلحة تقوم بعمليات عسكرية ومنها تفجيرات حلب ودمشق.
وأشار منصور إلى أن هناك تناقضا في القرارات الصادرة عن المجلس الوزاري العربي ولاسيما في فرض العقوبات ومن ثم الكلام عن مساعدة الشعب السوري معربا عن أمنيته أن تفرض العقوبات على إسرائيل وليس على دولة عربية.
وأكد منصور على دور سورية العروبي الوطني والقومي الداعم للمقاومة في لبنان وفلسطين ودورها الرئيسي في مواجهة إسرائيل وفي كل ما يحاك ضد المنطقة من موءامرات خارجية وهذا الموقف يشكل عقبة رئيسية في وجه سياسات خارجية كثيرة تستهدف هذه المنطقة مشيرا إلى أنه من أجل تحقيق هذه السياسات الخارجية يعمل البعض على استهداف سورية.
وأوضح وزير الخارجية اللبناني أن طريقة تعاطي القيادة السورية مع المطالب الشعبية في سورية تختلف عما قامت به دول عربية مجاورة حيث كان تجاوب هذه الدول سلبيا مع مطالب مواطنيها بينما رأينا أن القيادة السورية تجاوبت مع مطالب الشعب السوري وقامت بخطوات عملية من أجل تنفيذها مؤكدا أن تدويل الشأن السوري يعني زعزعة الامن والاستقرار وادخال سورية في المجهول ووضعها على طريق شائك ما سيضر بسورية ولبنان ودول المنطقة.
وأكد منصور أن إسرائيل تريد بأي طريقة تصفية القضية الفلسطينية بفرض أمر ما أو تسوية ما وهذا لا يمكن ان يتم إلا باستهداف سورية التي تمثل العقبة أمام الاطماع الاسرائيلية والاميركية وأمام أي تسوية تكون على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.
ورأى منصور ان الموقفين الروسي والصيني يدركان ما الذي يدور على ارض سورية وما الذي تريد ان تفعله جهات دولية خارجية بالنسبة الى سورية موضحا ان الصين وروسيا لن تتركا الامور كما تريد الدول الاخرى لفرض أمر واقع على سورية يقلب الموازين في كل المنطقة ويزعزع الامور فيها.
وأكد منصور رفض تسلل الافراد والسلاح الى الداخل السوري مضيفا ان الجيش اللبناني انتشر على الحدود لحفظ الامن والاستقرار ولن نرضى ان يكون لبنان ممرا ولا مستقرا لاي عنصر من العناصر التي تسيء إلى سورية.
لبنان تحفظ على قرارات الجامعة العربية بشأن سورية لأنها تفتح الطريق للتدخل الخارجي
وأكد منصور أن لبنان تحفظ الأحد على قرارات الجامعة العربية بشأن سورية لأنها تحمل بنودا خطيرة محذرا من أن هذه القرارات تفتح الطريق للتدخل الخارجي وتدول الأزمة السورية.
وقال منصور لدى عودته من القاهرة بعد حضور اجتماع وزراء الخارجية العرب: نحن كنا دائما نحذر من التدويل وكنا في كل مرة نسمع كلاما أن لا نية في هذا الاتجاه ولا نية للتدخل الخارجي في الشأن السوري ولكن تبين أن هناك فعلا منحى خطيرا يحول الملف السوري للتدويل ويتيح الفرصة للتدخل الخارجي لأن القرارات أيضا تضمنت إنشاء قوات أمن عربية وأممية والتحضير لقوات أممية وهذا يحمل أبعادا خطيرة على المدى المقبل.
وكشف منصور أنه تم توزيع قرار الاعتراف بمجلس اسطنبول في الجامعة العربية الأحد من دون مقدمات أو مناقشات على أساس أن يتم إقراره وقال: طبعا نحن تحفظنا ولم نقبل به وتحفظت أيضا دول عربية أخرى مثل الجزائر وكان لمصر تحفظات بصورة غير مباشرة وهناك دول لم تستطع ربما أن تقول ذلك علنا ولكن ضمنا لا تريد اليوم البت في هذا الموضوع.
وأكد منصور أن الاعتراف بهذا المجلس يدخل سورية في نفق مجهول وطويل قد يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة.
ورأى منصور أن الحوار هو الحل الوحيد الذي يكفل إخراج سورية من أزمتها مؤكدا أن أمن واستقرار لبنان وسورية واحد وأن أي زعزعة أو اهتزاز في سورية سينعكس على المنطقة كلها.
شام نيوز - سانا