منظمة معاهدة الأمن الجماعي: نرفض التدخل العسكري.. بوتين: يزعزع استقرار المنطقة برمتها

أكد الأعضاء السبعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في بيان قمة /سوتشي/ فيما يخص الأزمة في سورية "رفضهم لأي تدخل عسكري في سورية" مشددين على ضرورة حل الأزمة "بطرق سلمية سياسية".

وقال الرئيس الروسي /فلاديمير بوتين/ في مؤتمر صحفي عقب قمة المنظمة" إن الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي متفقون على أن تسوية الوضع في سورية ممكنة بالوسائل السلمية حصرا" مضيفاً " إن أي عملية عسكرية خارجية تجاهها ستكون خرقا صارخا لقواعد القانون الدولي".

20130923-183212.jpg

وأكد بوتين أن مثل هذا السيناريو من شأنه أن يؤدي الى زعزعة الاستقرار في سورية و المنطقة برمتها.

وأعرب بوتين عن امتنانه للشركاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي لدعمهم للجهود الموجهة نحو تسوية الأزمة بالطرق السلمية ودعمهم للمبادرة الروسية الأمريكية بشأن السلاح الكيميائي في سورية.

وأشار بوتين الى أهمية استغلال كل الفرص المتاحة من أجل تخفيف العنف في سورية ومن أجل إطلاق الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة لافتاً الى ان مثل هذا الموقف البناء جرى التأكيد عليه في بيان الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

وأشاد ممثلو الدول الأعضاء في المنظمة بالجهود الروسية الرامية إلى حل الازمة في سورية بالسبل السياسية والدبلوماسية حصرا واعربوا عن تأييدهم للمبادرات الروسية الأمريكية المبرمة في جنيف يوم /14/ أيلول الجاري بشأن السلاح الكيميائي في سورية.

وأشار البيان إلى أن الدول الاعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي يدعمون الجهود من أجل التغلب العاجل على الأزمة في سورية من قبل السوريين انفسهم عبر الحفاظ على سيادة سورية ووقف العنف فيها وإطلاق الحوار السياسي الشامل بين الحكومة والمعارضة دون أي شروط مسبقة وعلى أساس بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران عام 2012.

وأكدت الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي دعمها الجهود الرامية لعقد مؤتمر دولي لوضع الأساس لحل الأزمة في سورية وأدانت بشدة "جميع أعمال الإرهاب والعنف ضد السكان المدنيين ولا سيما على أسس دينية أو عرقية" وأبدت معارضتها للإجراءات غير القانونية التي تهدف إلى "مزيد من عسكرة النزاع الداخلي في سورية".

وفي كلمته التي سبقت عقد اجتماع اليوم حذر بوتين من أن انتشار الارهاب من الدول المضطربة بما فيها سورية يشكل خطرا حقيقيا على دول منظمة معاهدة الامن الجماعي.

وقال بوتين في اجتماع مجلس منظمة معاهدة الامن الجماعي اليوم "إن العصابات التي تنشط على أراضي هذه الدول لم تظهر من العدم ولن تذهب إلى العدم "مؤكدا ان قضية انتشار الارهاب من دولة الى أخرى واقعية تماما وقد تطال مصالح أي من دول المنظمة.

وشدد بوتين على أنه لا يجوز للمنظمة في اجتماعها أن تتجاهل الأزمة في سورية مضيفا "إنه ليس بإمكان منظمة معاهدة الامن الجماعي تجاهل مثل هذه المسالة بالغة الاهمية الا وهي الأزمة في سورية".

واقترح بوتين على الدول الأعضاء في المنظمة صياغة موقف مشترك بشأن حل الأزمة في سورية مشيرا إلى أنه يجب العمل على صياغة نهج مشترك لهذه المسألة.

وأشار بوتين في كلمته إلى العمليات الإرهابية في كينيا وفي العراق حيث يقع نتيجة أعمال الإرهابيين عشرات بل مئات الضحايا البشرية يوميا.

وقال بوتين "إن الوضع يثير القلق الكبير في بلدان أخرى من المنطقة ولدينا بشكل عام ما يجب أن نتحدث عنه وما يجب التفكير به في كيفية تحجيم كل التهديدات التي تتواكب في العالم وتمسنا بشكل مباشر".

وشدد بوتين على ضرورة ان تخصص القمة للبحث في المسائل المتعلقة بتطور المنظمة ونشاطها في كل المناطق التي تعتبر موضوع اهتمام بالنسبة للدول الاعضاء.

من جانبه أشار مساعد الرئيس الروسي يورى أوشاكوف في وقت سابق الى أن من بين المواضيع الرئيسية التي سيجري بحثها مسائل تعزيز التعاون في اطار المنظمة بهدف مقاومة التهديدات والمخاطر الناجمة عن الوضع في أفغانستان بما في ذلك الانسحاب المرتقب لقوات الناتو منها في عام 2014 وتقديم المساعدة الجماعية لطاجيكستان في مسالة تقوية حدودها مع أفغانستان.

وقال أوشاكوف "سيجرى تبادل للأراء في القضايا الاقليمية والدولية المهمة بما فيها سورية" مضيفا إن الحديث حول سورية لن يستثنى امكانية اصدار بيان لزعماء قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي بشأن هذه المسألة.

وكانت أعمال قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي انطلقت اليوم في مدينة سوتشي الروسية وهذه المنظمة هي تحالف عسكري سياسي شكله عدد من الجمهوريات السوفييتية السابقة على أساس معاهدة الأمن الجماعي الموقعة بتاريخ /17/أيار عام 1992 وتضم كلا من /روسيا و بيلاروس و كازاخستان و طاجيكستان و اوزبكستان وارمينيا و قرغيزيا.

لافروف: منظمة اتفاقية الأمن الجماعي تدعم الجهود الدولية لحل الأزمة في سورية

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن خلال جلسة افتتاح اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة اليوم في مدينة سوتشي الروسية أن منظمة اتفاقية الأمن الجماعي تؤيد وتدعم جهود المجتمع الدولي لحل الأزمة في سورية.

وقال لافروف إننا " نشعر بالقلق إزاء الوضع في سورية وليس في ضوء نتائجه السلبية على المنطقة بأسرها فقط ولكن أيضا بسبب الآثار سلبية الطابع التي يتركها على مجمل منظومة القانون الدولي".

20130923-160135.jpg

وشدد لافروف في كلمته على ضرورة العمل من أجل الاستعجال بالحل وبدء الحوار وحل مسألة السلاح الكيميائي معربا عن ثقته بالقدرة على دعم جهود المجتمع الدولي بشأن سورية.

وكان الوزير لافروف بحث أمس مع نظيره الأمريكي جون كيري هاتفيا سبل تطبيق الاتفاقات الروسية الأمريكية التي تم التوصل إليها في وقت سابق بشأن وضع الأسلحة الكيميائية فى سورية تحت الرقابة الدولية.

يذكر أن منظمة اتفاقية الأمن الجماعي تضم كلا من روسيا وأرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزيا وطاجكستان.

الرئيس البيلاروسي: مينسك تعمل تجاه سورية بطريقة موحدة مع روسيا وبلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي

من جانبه أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن بلاده تدعم خط السياسة الخارجية لروسيا والبلدان الأخرى في منظمة معاهدة الأمن الجماعي حول المسائل الرئيسية للأمن الدولي بما في ذلك تجاه سورية.

20130923-174555.jpg

وقال لوكاشينكو في اجتماع مجلس الأمن الجماعي للمنظمة في سوتشي اليوم"إننا نعمل في الشأن السوري بطريقة موحدة مع روسيا الاتحادية وشركائنا الاستراتيجيين الرئيسيين في الجمهوريات الشقيقة ولا خلافات بيننا إطلاقا كما لا توجد خلافات مع الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي".

وأضاف لوكاشينكو ان المشكلة المنطلقة من الأراضي الأفغانية هي مسألة عابرة للجنسيات وسوف تتفاقم ككرة الثلج ما لم نتصد لها مشيرا إلى ضرورة تقديم المساعدة لطاجيكستان "لأنها ضرورة حياتية بالنسبة لأمن بلادنا جميعا".

واعتبر لوكاشينكو أن تعزيز الحدود الطاجيكية الأفغانية جاء تدبيرا في الوقت المناسب ضمن استعداد منظمة معاهدة الأمن الجماعي لتقديم المساعدة إلى طاجيكستان.

وأضاف لوكاشينكو إن الجميع يعلم أن الأمريكيين يبدون الاهتمام بالمنطقة وتظهر على نحو متزايد معلومات عن نية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ترك جزء من الأسلحة والمعدات العسكرية الموجودة الآن في أفغانستان في المنطقة وهم على استعداد حتى لتمويل بناء المراكز الحدودية على طول الحدود الطاجيكية الأفغانية.

مجلس الدوما الروسي: ممثلو الخارجية وخبراء سياسيون يناقشون غدا الوضع حول سورية

في سياق آخر أعلنت دائرة الاتصالات مع المجتمع ووسائل الإعلام في مجلس الدوما الروسي أن المجلس سيعقد يوم غد اجتماع حوار مفتوح لمناقشة الوضع حول سورية.

وقالت الدائرة في بيان أصدرته اليوم إن رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين سيشارك في هذه الفعالية مشيرة إلى أن ممثلي وزارة الخارجية وخبراء سياسيين مدعوون للمشاركة ايضا في هذا الحوار المفتوح حول سورية.

يذكر أن مجلس الدوما الروسي كان أصدر في وقت سابق بيانا بشأن الأزمة في سورية دعا فيه المجتمع الدولي الى منع وقوع أي عدوان عسكري عليها مؤكدا أن الأزمة فيها لا يمكن حلها إلا في إطار المؤتمر الدولي في جنيف.

مجلس نواب الشعب لعموم الصين والمجلس الفيدرالي الروسي: التهديد باستخدام القوة في سورية أمر لا يمكن قبوله والحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة

إلى ذلك أكد مجلس نواب الشعب لعموم الصين والمجلس الفيدرالي الروسي أن التهديدات باستخدام القوة أو التدخل العسكري الخارجي المباشر في سورية "أمر لا يمكن قبوله" مشددين على أن الحوار هو السبيل الوحيد المتاح للخروج من الأزمة في سورية.

ودعا بيان مشترك أصدرته لجنتا الشؤون الخارجية في المجلسين في ختام زيارة وفد برلماني صيني إلى روسيا اليوم إلى الإسراع بعقد المؤتمر الدولي حول سورية بأسرع وقت ممكن لإيجاد حل سياسي للأزمة.

وشدد على أن "الحوار والاستعداد للبحث عن حلول وسط كفيل بوضع حد لمعاناة الشعب السوري وحماية منطقة الشرق الأوسط من تطورات أكثر مأساوية".

وقال البيان الذي نشره موقع قناة روسيا اليوم على شبكة الإنترنت إن "مجلس نواب الشعب لعموم الصين والمجلس الفيدرالي الروسي تلقيا الأنباء عن استخدام السلاح الكيميائي في سورية بقلق والجانبان يؤيدان مواصلة التحقيق الدولي الدقيق والموضوعي في جميع الحوادث المزعومة لاستخدام السلاح الكيميائي مع تقديم تقارير لمجلس الأمن الدولي".

كما رحب المجلسان بقرار الحكومة السورية الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية منوهين بالاتفاقيات الروسية الأمريكية التي تم التوصل إليها في جنيف منتصف الشهر الجاري بشأن الجهود المشتركة لحل قضية الأسلحة الكيميائية في سورية.

الخارجية الروسية: تزايد النشاط الإرهابي في العراق مرتبط مباشرة بالأحداث في سورية

و أدانت وزارة الخارجية الروسية سلسلة الهجمات الإرهابية المتلاحقة في العراق وأكدت مجددا الارتباط بينها وبين الأحداث في سورية.

وأضافت الخارجية الروسية في بيان لها إن ما يثير القلق بشكل خاص هو حقيقة أن تكثيف النشاط الإرهابي في العراق يرتبط مباشرة بالأحداث في سورية المجاورة مشيرة الى انه اصبح واضحا الآن تواصل المجموعات الإرهابية على المستوى الإقليمي بما في ذلك تلك التي ترتبط مع تنظيم القاعدة.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه من "المهم جدا وضع حد لمحاولات المسلحين نشر التوتر بين الفرق السياسية والطائفية في العراق" مؤكدة دعمها للجهود الرامية الى حل المسائل المتفاقمة عبر الحوار الوطني الشامل بما يخدم مصالح العراقيين على أساس صيانة استقلال ووحدة أراضي العراق.