مهرجان الاسماعيلية للافلام التسجيلية يفتتح بفيلم يدين كوندوليزا رايس

ارتفع التصفيق بقوة بضع مرات مساء السبت في حفل افتتاح الدورة 14 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة خلال عرض فيلم "فاوست اميركي من كوندي إلى كوندي الجديدة" (اميريكان فاوست فروم كوندي تو نيوكوندي) من تاليف واخراج سيباستيان دوجارت.
فالفيلم الاستعادي الأول من نوعه عن فترة إدارة جورج بوش، يدين وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس ومن خلالها يدين النظام الأميركي بمجمله.
وجاء التصفيق في المشاهد التي قدمت آراء مفكرين وأساتذة ومحللين أميركيين حملوا رايس بوصفها مستشارة الأمن القومي حينها مسؤولية اجتياح العراق وارتكاب جرائم حرب ومسؤولية تعذيب الأبرياء والمتهمين ونقل بعض المتهمين لتعذيبهم بشكل اشد في بلاد أخرى ذكر من بينها بلدان عربيان هما سوريا والمغرب. وكانت وسائل إعلامية أشارت إلى تورط دول عربية في هذه السياسة التي وافقت عليها رايس بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي ايه).
ويقدم الفيلم سيرة حياة رايس منذ طفولتها كابنة قس معمداني تعيش في مدينة برمنغهام أكثر المدن الأميركية التي عانت في الخمسينات من التمييز العنصري بين البيض والسود.
ويروي كيف سعت وراء مصالحها منذ سن مبكرة عندما تركت خطيبها الذي أحبته للعمل في البيت الأبيض خلال ولاية الرئيس الديموقراطي جيمي كارتر وكيف انقلبت على الديمقراطيين من اجل العمل أيضاً مع البيت الأبيض. ويروي كيف التحقت بالحزب الجمهوري وعملت في إدارة رونالد ريغان الرئيس الأكثر محافظة بعدما تخصصت في السياسية السوفياتية، ومن ثم ضمن فريق إدارة جورج بوش الأب. بعدها عملت مع بوش الابن حيث وصلت إلى قمة السلطة والتأثير القوي في اتخاذ القرارات وخصوصا بشأن اجتياح أفغانستان ومن بعدها العراق التي حملها الفيلم ايضا مسؤولية وقوعها لعدم إصغائها لتقارير المخابرات المركزية الأميركية والأجهزة الأمنية الأخرى التي أفادت بعدم وجود مبرر لاجتياح العراق.
وكان الفيلم أشار قبل ذلك إلى وجودها ضمن إدارة مجموعة شيفرون الأميركية المتخصصة في استخراج النفط ودور الشركة في دعم السلطة الديكتاتورية في النيجر لتسهيل استخراج النفط من دلتا نهر النيجر هناك وتعطيلها كل طلبات المستثمرين في ضرورة ان تضغط الشركة على النظام لوقف قتل المواطنين الذين يسعون للحصول على حقوقهم من نفط بلادهم.
وأشار الفيلم بطريقة غير مباشرة إلى امكانية ان تكون رايس دفعت باتجاه احتلال العراق استجابة لمصالح الشركات النفطية من خلال التركيز على علاقتها بمجموعة شيفرون كمؤشر.
ويشير الفيلم كذلك الى تورطها في الاعمال القذرة من اخلال استئجار المرتزقة لحماية الدبلوماسيين الاميركيين والذي تسببوا اسبوعيا بمقتل العديد من العراقيين واخر ذلك فتح النار على مجموعات من العراقيين اودت بحياة 17 مدنيا، وكيف ان الشركات الامنية كلفت الموازنة الاميركية ما لا يقل عن مليار دولار خلال فترة خدمتها في العراق حتى طالبت الحكومة العراقية بترحيلها عن البلاد.
وصور الفيلم هذه السيدة باعتبار انه لا يهمها اي شيء إنساني بقدر ما يهمها صعودها على درجات السلطة، ويقول عنها احد المتحدثين في الفيلم انها من الذين "يغيرون جلدهم تقربا من اصحاب السلطة لتحظى بجزء منها".
وحاز على إعجاب الحضور الذي عبر عن ذلك بالتصفيق، رغم الملاحظات الفنية عليه لجهة وجود مشكلات في التصوير، إلا انه استطاع أن يوصل فكرة الإدانة كاملة رغم انه لم يصل إلى فضح ارتباط السياسة الأميركية بمصالح كبار أصحاب رؤوس الأموال النفطية وصناعة الأسلحة في الولايات المتحدة.
وتراس لجنة تحكيم مهرجان الاسماعيلية المخرجة الالمانية جيزيلا توختنهاغن وهي الوحيدة التي كرمها المهرجان في حفل الافتتاح. وتضم اللجنة إلى جانبها المخرجين الروسي الكسندر جوتمان والاسباني ديفيد موتوز والعماني خالد الزدجالي والمصرية ماريان خوري.
وذكر رئيس المهرجان الناقد علي ابو شادي في كلمته الافتتاحية أن إدارة المهرجان رفعت قيمة الجوائز المالية من 60 ألف جنيه مصري (11 ألف دولار) إلى 150 ألف جنيه مصري (27 ألف دولار تقريبا).
ينظم المهرجان خمس مسابقات هي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة ويشارك فيها 30 فيلما، ومسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة يشارك فيها ستة أفلام، ومسابقة الافلام التسجيلية القصيرة (15 فيلما)، ومسابقة افلام الصور المتحركة (17 فيلما) و10 افلام من افلام التجريب.
وهناك ايضا لجان تحكيم اخرى تتبع جهات غير ادارة المهرجان ستمنح جوائزها وهي لجنة جمعية التسجيليين المصريين، ولجنة جمعية النقاد المصريين، ومركز وسائل الاتصال الملائمة من اجل التنمية (مركز اكت) الذي يمنح جائزة لافضل فيلم يتطرق لشؤون المراة.