مهرجان المسرح يبدأ بروايتين مغاربيتين ومسرحيتين خليجيتين
شام نيوز- خاص
في اليوم الأول من مهرجان دمشق االسينمائي قدم أيمن زيدان مسرحية "راجعين" وباسم قهار "أناس" الليل وهما من انتاج مديرية المسارح والموسيقى، المشترك في هذين العرضين أنهما مأخوذان عن عملين روائيين للجزائري الطاهر وطار والمغربي الطاهر بن جلون، في حين قدمت فرقة قطر المسرحية عرضاً بعنوان "أنا أنت الانسان" على خشبة القاعة متعددة الاستعمالات في دار الأوبرا وقدمت فرقة من السعودية مسرحية "كنا صديقين" على خشبة مسرح الجدراما في دار الأوبرا.
راجعين
وامتاز عرض زيدان الذي قدمه على مسرح الحمراء بموضوعه المستقى من رواية الشهداء يعودون بالحث الفلسفي عن مفهوم الشهادة في العصر الحديث، واستطاع أن يمزج بين زمانين عربيين متشابهين هما زمن ما بعد حرب تشرين التحريرية وزمن ما بعد انتصار الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي.
ويندرج عرض راجعين ضمن عروض مسرح الكوميديا النقدية الساخرة حيث تتعدد أدوار الممثل بين مشاهد متتابعة تتيح له أكثر من إطلالة على الجمهور مبرزاً قدرات متنوعة في الصوت والأداء البدني وحضور السليقة واللعب على الارتجال الحر على الخشبة من أجل بناء علاقة مباشرة مع المتلقي دون أي حواجز فكرية أو جمالية معقدة البنية.
واتكأ مخرج العرض على تخت شرقي صغير مكون من عود وإيقاع وناي لمواكبة لوحاته الكوميدية الساخرة دامجاً بين أداء الممثل وجمل موسيقية لهذا التخت من أجل زيادة التفاعل بين الصالة والخشبة بهدف الوصول إلى صياغة مسرحية للنص الأدبي المأخوذ عنه عرض راجعين بغية مسرحة قصة الطاهر وطار وفق رؤية معاصرة للشكل المسرحي الذي استطاع عبره الممثلون تقديم أفضل ما لديهم.
شارك في التمثيل حازم زيدان وأيمن عبد السلام وخوشناف ظاظا وأويس مخللاتي وعلاء قاسم وفرقة موسيقية.. عدنان فتح الله وعامر دهبر وربيع عزام ومخرج مساعد منصور نصر وديكور محمود حلبي وإضاءة نصر الله سفر وتصميم أزياء ريم الشمالي وتصميم إعلاني زهير العربي.
أناس الليل
أما عرض "أناس الليل" لباسم قهار الذي قدمه على مسرح القباني والمأخوذ عن رواية "ليلة القدر للمغربي المقيم في فرنسا الطاهر بن جلون فقد اعتمد على التقشف الشديد في الديكور الذي اقتصر على قماشة ومكعبين خشبيين، في حين لعب الاضاءة دوراً مهماً على الرغم من بساطتها.
تتحدث قصة المسرحية عن فتاة قرر والدها أن تكون ولداً بعد أن انجب ست فتيات قبلها، ودخول هذه الفتاة كخادمة إلى منزل قنصل أعمى يصف نفسه انه قنصل في مدينة وهمية.. في منزل هذا القنصل الذي يسكن مع شقيقته، تكسر الفتاة الخادمة رتابة الحياة الجليدية الخالية من المشاعر فتتصدى لها شقيقة القنصل فتمارس اضطهادها عليها لكنها لا تستطيع أن تسيطر على علاقة تنشأ بينهما.
ولكن وبينما تسير مشاهد المسرحية بمنطق تلسلس يمر بين الفينة والأخرة مشهد عن علاقة هذه الفتاة بوالدها بحيث نطل على قصة أخرى من ماضي الفتاة.
استطاع قهار في عرضه الذي استمر ساعة وربع الساعة ان يجد معادلاً بصرياً للغة المنطوقة في العرض، مستخدما الجسد في التشكيلات الحركية، غير ان الخلل الريس الذي عاناه العرض هو تكرار اللازمة الموسيقية التي تحولت إلى عبء على العرض. ومع ذلك استطاع العرض أن يشد الجمهور إليه رغم الظرف الصعب في الصالة، ورغم الجو السوداوي اتشحت به المسرحية.
أناس الليل عرض مميز في هذا المهرجان وشارك فيه الممثل حسام سكاف وعدنان عبد الجليل ورائفة أحمد وفيحاء أبو حامد ومحمد توأم ملص ويمن الحموي، الاضاءة بسام حميدي والموسيقى شادي ريا.
كنا صديقين
يتحدث العرض السعودي "كنا صديقين" عن قصة ساذجة حول تتعلق بحدوث فرقة بين صديقين نتيجة شهرة حصل عليها أحدهما في التلفزيون وذلك بعد أن أسسا مسرحاً في بدايتهما الفنية حمل أحلامهما وطموحاتهما دون أن يكتب لهما الاستمرار معاً فيقرر الأخير بيع هذا المسرح بكل محتوياته ويكسر حلقة العلاقة مع نادر الذي يقرر متأخراً إعادة الروح لهذا المسرح ولعلاقته بصديقه ولكن دون جدوى.
وقد عانت الرؤية الإخراجية لهذه القصة المرتبكة في كثير من مفاصل العرض ولمشكلة إدارة حركة الممثلين على الخشبة إلى جانب المبالغة في التكوينات الجسدية التي لجأ إليها الممثلون الهواة.
ولم تفلح محاولات الممثلين الهواة الذين شاركو في العرض لعبر مونولوج من مسرحيات شكسبيرية لم تنجح في كسر الحاجز بين الجمهور والعرض ليأتي المشهد الأخير بجلوس الصديقين إلى جانب بعضهما مع أضواء المصابيح بحركة متناوبة بين الجمهور والممثلين ولينتهي العرض كما بدأ دونما حل أو جواب أو رؤية.
والعرض لفرقة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الطائف والممثلين هم مساعد الزهراني وسامي الزهراني وصقر القرني وممدوح الغشمري وعبد العزيز الحارثي وحسين سوداي موءثرات صوتية محمد العصيمي إضاءة جميل عسيري مساعد مخرج جمعان الذويبي والعرض من تأليف وإخراج فهد رده الحارثي.
أنا أنت الانسان
أما مسرحية " أنا.. أنت.. الإنسان " التي قدمت في القاعة متعددة الاستعمالات فهي من تأليف الكاتبة القطرية دلال خليفة وإخراج فهد الباكر، بطولة سارة حسن وشيخة زويد ومشعل الدوسري وفهد القريشي ويوسف الكواري وأمجد خميس ويوسف الزيارة ومحمد الزيارة وهما توأمان.
حاولت المسرحية ان تقدم شيئاً مختلفاً على الصعيد البصري الذي صاغه إبراهيم البشرى الذي تولى سينوغرافيا العمل المسرحي. والموسيقى لمحمد الزيارة والديكور لناصف الجمل.
متابعة وتصوير- آمن عرند
